الأستاذ الفاضل علي يس: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته قرأتُ ما كُتِب في تعقيبات الأسبوع الماضي حول قضية ضرب الأطفال في المدارس، في الحقيقة أنا ما كنت أودُّ كتابة هذا التعليق، فلكلٍّ رأيه ومذهبه، ونحن نحترم رأي الآخر، لكن ما جعلني أورد هذا التعليق اندهاشي لما جاء في التعقيب من أن هذه القضية يتناولها الناشطون في مجال حقوق الإنسان ويتناولونها بروح خبيثة تشير إلى المكر وخدمة أفكار واردة من المجتمعات الغربية، وأن الحذر من أمثال هؤلاء واجب لحماية المجتمع! لا أدري حقيقةً إن كان هناك ناشطون و«تكنوقراط» يتحدثون بروح خبيثة في هذا الموضوع لضرر المجتمع وخدمة أفكار غربية، ولكن إن وجدوا فجزاهم الله خيراً لأنهم ما نطقوا في هذا الشأن إلا حقاً وكل ما كُتِب في هذا المجال عن إساءة بعض المعلمين في المدارس معاملة الأطفال هو موجود وحقيقة، ولم ولن ينكره أحد لأنه واقع، ولا أظن أن موضوعاً كُتِب في هذا الشأن كان قد عَمم الحديث على كل المعلمين، وإنما كان الحديث دائماً عن فئة معينة من المعلمين وإن كانت فئة كثيرة اتخذت من الضرب والتهديد وتخويف الصغار أسلوباً في التعامل معهم قد يكون سببه والله أعلم الاعتقاد الخاطئ بأنه الأسلوب الأمثل. والضرب في مدارسنا لا يقتصر على التقويم الأخلاقي للأطفال فقط بل قد يُضرب الطفل في أحيان كثيرة لأنه بطيء الاستيعاب ويُضرب لأسباب كثيرة أخرى خارجة عن إرادته، والأمر في الحديث بالضرب على الصلاة إنما جاء لعظم شأنها وليس إقراراً منه صلى الله عليه وسلم على ضربهم في كل صغيرة وكبيرة، ونحن عندما نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم فلن نضرب طفلاً دون العاشرة والأطفال عندنا يُضربون حتى في رياض الأطفال، وهو صلى الله عليه وسلم أُسوتنا الذي علّم الإنسانية جمعاء والذي سيظل علمه قائماً يُتلى حتى قيام الساعة، كان يأتي أحفاده ويجلسون على ظهره وهو ساجد يصلي، فكان لا يرفع من سجوده حتى ينزلوا ولم يضربهم على ذلك ولم ينهرهم. وأثر المواقف المؤلمة في الطفولة على حياة الإنسان مستقبلاً معلومة مفروغ منها في علم النفس منذ أمد بعيد وليست أفكاراً هدّامة يمارسها الناشطون المذكورون، خصوصاً الشعور بالظلم الذي قد يتولد في نفس الطفل نتيجة العقاب دون أسباب منطقية، وبالمناسبة الطفل كائن ذكي جداً وحساس جداً وله القدرة على التمييز ما إذا كان الخطأ الذي ارتكبه يستحق هذا العقاب أم لا يستحقه، دعك من المستقبل، الضرب الكثير يؤثر وقتياً على ذكاء الطفل واستيعابه سلباً ويؤدي إلى اضطرابات سلوكية وقتية. من قال إن الحديث في انتقاد ضرب الأطفال في المدارس يتنافى مع الأعراف والتقاليد وكيف ذلك وما هو العرف الذي يقر بضرب القُصّر بهذه الصورة! أليس في هذا شيء من الإساءة للأعراف والتقاليد؟ أعرافنا سمحة وجميلة وترحم الصغير وتحترم الكبير ولم تقر يوماً خشونة التعامل مع الصغار، والحديث في هذا الشأن يا إخوان ليس فيه أي نوع من التقليل من شأن تفويض أمر التربية للمعلم من قِبَل الأسرة، والمعلم له احترامه ومكانته العالية في المجتمع وفي نفوسنا جميعاً ومادامت الأسرة قد أرسلت الابن إلى المدرسة بإرادتها فهي قد استأمنت هذا المعلم على الصغير وأوكلت له جانباً كبيراً من أمر التربية لكن ذلك لا يلغي الحديث في هذا الأمر فهو ليس ملكاً منزّلاً، لم يلغِ أحد دورالعقاب في التربية وهو مطلوب لكن في حدود الضرورة والحاجة وبعض المعلمين كما ذكرنا ومازلنا نقول بعضهم وليسوا جميعهم اتخذ من الضرب في كل شاردة وواردة أسلوباً للتفاهم مع الأطفال، وأنا أحب استخدام مفردة أطفال وليس طلاباً لأننا نحكي عن من هم في مرحلة الأساس. اندهشت حقيقةً لما ورد بتشبيه هذا الشأن بموضوع يحكي عن ضرب في المناسبات أظنه بهدف التسلية بين الكبار ليس إلا، ولا أدري ما وجه المقارنة والتشبيه بين الموضوعين! قضية مقتل الطفل المصري على يد معلمه قضية تستحق التركيز الإعلامي وتستحق الكتابة بالخط العريض، ولم يكن فيها أي نوع من التهويل الإعلامي، والحكم الذي صدر بشأنها الله وحده يعلم به ونحن لا نعلم ببواطن الأمور ولم نرَ الحادثة بعيوننا ولا نستطيع البتّ فيها لكنها قضية تستحق حديث كل إعلام العالم وإن كانت لا تعنينا كثيراً لأنها لم تحدث في بلدنا، لكننا قرأنا قبل فترة وجيزة عن طفل هنا في السودان تم نقله إلى المستشفى بإصابات بالغة إثر ضرب المعلم المبرِّح له، وهؤلاء الأطفال «أو الطلاب» الموجودون في المدارس من هم ؟ ومن أين أتوا؟ أليسوا هم أنفسهم أبناءنا الموجودين معنا داخل الأسر؟ هل سمعنا بطفل نقل إلى المستشفى إثر ضرب أبيه له؟ وهذا المعلم هل يمكن أن يضرب ابنه في المنزل إلى هذا الحد؟ هذا الحديث ليس لشيء إنما للأمانة.. الأمانة يا أخي، الأمانة التي أبت السموات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان الذي كان ظلوماً جهولاً. أم عمرو «2» دسّ المحافير!! السلام عليكم أستاذي علي يس افتتحت مجموعة من الشابات الخيِّرات داراً لتحفيظ القرآن ولمقدرتهن المالية الضعيفة وحاجتهن إلى المال لدفع الإيجار ولوازم الدار الأخرى، تبرّع أحد الخيِّرين بقطعة أرض لهن في المزاد بقرب ميدان المولد الحالي، فعجزن عن بنائها لضيق ذات اليد. علمت مواطنة خيرة من إحدى دول الخليج بمشكلتهن فتعهدت أن تتبرع ببناء الدار بكاملها شريطة أن يقدمن لها مستندات رسمية باسم الدار والحساب الذي يمكن أن تودع فيه دعمها المادي فسعين لاستخراج تصديق باسم الدار من الجهات الرسمية التي يبدو أنها «أقسمت»على أن لا تقدِّم لهن تصديقاً ما لم يقدمن «خلو طرف» من الضرائب، ومن الزكاة وما لم يدفعن رسوم «مش عارف إيش، بالإضافة إلى رسوم مش عارف إيش وإيش».. الخ ولا علم لهؤلاء الشابات بهذه المتطلبات، ناهيك عن الوفاء بها حتى حفيت أقدامهن من «المساسقة» في دواوين الحكومة في بلاد ترفع شعار الدولة الإسلامية! هنّ الآن يائسات وقد تركن الأمر لصاحب الأمر وفوضنه إليه تعالى، فهل لك أن تدلنا يا أستاذي على ما يمكن أن يساعد هؤلاء الشابات على استخراج الأوراق الرسمية للدار وفتح الحساب وإتمام مشروعهن فتستفيد الكثيرات من حفظ القرآن الكريم وتجد الدولة شيئاً يشفع لها عند الله يوم لا ينفع مال ولابنون؟ خالد كبوش من المحرر: مرفوعٌ هذا الأمر للأخ الكريم معتمد محلية بحري، وإن كان الأمر كما ورد في هذه الرسالة فإنهُ لمن المدهش أن تعرقل الدولة عملاً خيرياً دعوياً كهذا!!