من الأحداث المهمة الخاصة بالسودان في الولاياتالمتحدة هو التظاهرة أمام السفارة السودانية التي انتهت باعتقال الممثل المعروف جورج كلوني.. وكان الممثل قد دخل إلى ولاية جنوب كردفان ومكث فيها لمدة ست ساعات.. لم يدخل بشكل رسمي وإنما عن طريق دولة جنوب السودان وقام بتصوير فيلم مدته ثلاثون دقيقة.. وحينما عاد لأمريكا قدم تنويراً للجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، ثم تنويراً للرئيس أوباما وفي يوم الجمعة 16 مارس 2012 تظاهر مع مجموعة من المؤيدين له أمام السفارة السودانية وتعمد أن يُعتقل ليثير ضجة إعلامية، ويلفت الانتباه لما يدور في جنوب دارفور.. قال كلوني أنا أحاول أن أثير الانتباه، وطالب بالسماح بدخول المساعدات الإنسانية وبوقف القصف الجوي للقرى. وقد دارت نقاشات في بعض الصحف الأمريكية والبريطانية عن الدور السياسي للمثلين أو لغير محترفي السياسة.. خاصة أنه قبلها بأسبوع خرج فيلم في اليوتيوب أنتجته منظمة غير حكومية سمّته «أوقفوا كوني 2012» والفيلم يدعو للقبض على جوزيف كوني قائد جيش الرب الأوغندي لأنه يخطف الأطفال ويجندهم لجيشه، وشاهد الفيلم في خلال عدة أيام أكثر من ستين مليون مشاهد. المعترضون قالوا إن مثل هذه الأعمال تبسط الأمور بصورة بعيدة تمام البعد عن الواقع. كتب مراسل صحيفة التلغراف البريطانية مقالاً سمّاه «ليس المهم كوني أوقفوا كلوني.» ذكر فيه أن مثل هذه الأعمال لا تقدم شيئاً على أرض الواقع واستشهد بدارفور التي لم يستطع كوني عمل شيء فيها. وقال إن تبسيط الأمور وكأنها الخير مقابل الشر مبالغ فيه. فالأمور معقدة أكثر من ذلك بكثير والحلول الحقيقية تبدأ من الأرض إلى فوق وتشمل الإشكالات المعلقة مثل النزاعات حول الأراضي والمياه وترسيم الحدود بالحوار وهي أمور معقدة لا يمكن تبسيطها بهذا الشكل.. إثارة الانتباه للمشكلة شيء جيد، ولكن الشيء السيء والمضيع للوقت هو إثارة الانتباه والمطالبة بحلول خاطئة.. كلوني أخطأ في دارفور ويخطيء مرة أخرى الآن.. يوجد اختصاصيون في شؤون السودان يتداولون الأمر بصورة علمية ولكن ليست لديهم جوائز أوسكار ولا شهرة كلوني وبالطبع لا يتوقعون أن يجلس معهم أوباما كما جلس مع كلوني. مقالات أخرى ذكرت أنه في السابق كانت بعض المنظمات تستغل الممثلين للترويج لأعمالها الإنسانية، ولكن الجديد الآن أن الممثلين أصبحوا يعملون بصورة مستقلة.