كان يوم الاثنين الماضي هو اليوم الأول الذي توزع فيه صحيفة (الانتباهة) بالمملكة العربية السعودية، بلاد الحرمين الشريفين ، وكنت أعد هذا الأمر أمنية من الأمنيات ، والحمد لله الذي وفّق لتحقيقه ، ففي صبيحة ذلك اليوم دخلت أقرب المحلات إلى سكني (سوبر ماركت) وعند نظري في حامل الصحف رأيت الصحيفة فيه ، وقد سررت بذلك سروراً كبيراً ، فقلّبت الصحيفة وقرأت فيها ورأيت مقالي المنشور بها في ذلك اليوم ، وأوراق الصحيفة بيدي وفي نظري ، وقد كنت لسنوات مضت خاصة السنوات الأربع التي أكتب فيها بها أقرأها في صباحاً من موقعها الالكتروني .. وقد اتصل بي بعض الإخوة وأحدهم من مدينة الدمام بأقصى شرق المملكة ليحدثني عن وصول الصحيفة إليهم .. وقراءته المقال فهنيئاً لهذه الصحيفة بهذا الإنجاز ، وهنيئاً للإخوة القائمين عليها في إدارتها وتحريرها ، وهنيئاً لهم بما رأينا وسمعنا عن الإنجاز في توزيعها ، وهو أمر متوقع .. وتوزيع صحيفة الانتباهة بالمملكة هو إنجاز كبير ومن ملامح هذا الإنجاز أن المملكة العربية السعودية هي بلاد الحرمين الشريفين ، ومهد الرسالة ، ومنها خرج نور الإسلام إلى كل الدنيا ، وللملكة العربية السعودية حكومة وشعباً المكانة العظيمة في قلوب الناس عامة وقلوب المسلمين خاصة ، وهي بلاد لها خصائصها وميزاتها التي تتميز بها في الماضي والحاضر ، ورعاية قادتها وولاة أمرها واهتمامهم بقضايا المسلمين ، وعنايتهم بشؤونهم ، وتبنيهم لقضاياهم ، وقوفهم ودعمهم لهم هو أمر مشهود ، وواقع يقف عليه البعيد قبل القريب ، يفخر بذلك المسلمون ، فهي بلد العلم والعلماء ، والعطاء والسخاء ، فيها قبلة المسلمين ، وفخرهم وعزهم ، بلاد التوحيد والسنة ومكة والمدينة ، البلاد التي اعتنت بالوحيين الكتاب والسنة ، تعليما وتدريساً وطباعة وتوزيعاً .. زادها الله عزاً ، وتوفيقاً ، وحفظ ولاة أمرها وأيّدهم بتوفيقه ، وزادهم من الفضل والخير. ومن معالم هذا الإنجاز أن الجالية السودانية بالمملكة العربية السعودية هي من أكبر الجاليات ، في الخارج ، حيث ينتشر السودانيون في مدن وقرى المملكة ، ويعملون في الوظائف الحكومية والخاصة ، ولهم وجود كبير ، ولا غرابة أن تكون بعض الأحياء ببعض أكبر مدن المملكة تُشَكّل الجالية السودانية أغلبية فيها ، وتحظى الجالية السودانية بتقدير كبير من قيادة وشعب المملكة ، وإن توزيع صحيفة في بلاد فيها جالية بهذا الوصف هو إنجاز كبير بلا شك ، خاصة وبما أعلمه فإن الكثيرين كانوا ينتظرون صدور صحيفة سودانية تصدر من السودان بصورة مستمرة ، وقد أصبح من ضرورات كثير من المغتربين القادمين من السودان أن يصحب معه في حقيبته صحفاً يوزعها لأصدقائه وأقاربه ، ومن العجائب أني رأيت أن بعض المغتربين في المملكة يقرأ الصحيفة ولو كان قد مضى من تأريخ صدورها عدة أيام .. فتحقق لهؤلاء هذا الإنجاز بتوزيع هذه الصحيفة في المملكة ، ولست بحاجة إلى الكتابة عن الصحيفة نفسها ، وتسطير كلمات ثناء عليها ، وربما لم يكن مناسباً حديثي عن ذلك ابتداء خاصة وإني قد اخترتها واصطفيتها من بين الصحف في بلادنا للكتابة المستمرة والنشر فيها منذ أربعة أعوام ، وفي القريب إن شاء الله سيصدر الجزء الأول من مقالاتي التي نشرت فيها ، وإن كان من إشارة عابرة في هذا المقام فإن مما تميزت به هذه الصحيفة تبنيها الدفاع عن ثوابت الدين ، وعن القيم الإسلامية ، وقد وُفّقت في الكشف والرد لباطل و(تشغيبات) دعاة ما يسمى بمشروع (السودان الجديد) من دعاة العلمانية وأشباههم ، وهو دور تشكر الصحيفة عليه ، ومن المعلوم بالبديهة أن الصحف يكتب فيها كتاب مختلفون يتباينون فيما بينهم في أفكارهم ورؤاهم ومناهجهم ، وتجري عليهم وعلى غيرهم القاعدة المشهورة التي اتفق عليها أهل العلم وقد صاغها إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله وهي قوله : (كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر) ، وهذه الجزئية سأتحدث عنها بمشيئة الله تعالى في مقال قادم بعنوان : (كهانة جديدة في بعض الصحف) ، توضيحاً ورداً على تقرير نشر في إحدى الصحف قبل أسبوعين ورد فيه ما لا أعلمه عن نفسي مما نُسِب إلي في صلتي بهذه الصحيفة .. فأسال الله لصحيفة الانتباهة ولغيرها من الصحف ووسائل الإعلام التوفيق للقيام بواجبهم الذي تحملوه ، وأداء دورهم الذي ينتظر منهم في نشر الخير ، وفتح أبوابه وسبله ، والسلامة من نشر الشر والفتن وإغلاق أبوابهما ، والحرص على جمع كلمة المسلمين على الحق ... قال النبي الكريم الناصح الأمين عليه الصلاة والسلام : (إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ , مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللَّهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ) .. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني..