بعد هذه الأشواط التي خطوناها داخل أفنية المرشحين للجالية المرتقبة ونحن ندخل من باب لنخرج من آخر واضعين كل شيء مهما كانت حساسيته تحت قيد البحث والتناول.. دون أن تكون هناك خصوصية تقتضي حذر العرض الذي يجعل الحقائق صابونية الملمس تنزلق من الأيدي أو تتحول إلى رغوة ترسل فقاعات كبيرة في شكلها حتى لا يمسك علينا الآخرون مأخذًا أو يقيدوا علينا خطأ في مراصد السخط تجاه قول قلناه أو على رسالة أرسلناها أو على سر أبحنا به على السطور.. فعلى المرشحين أقصد مرشحي الجالية الذين خرجوا لأسواق السياسة عليهم أن يهيئوا مزاجهم وأعصابهم لفحص المشترين أو لعبث الفارغين الذين يقلبون البضاعة دون رغبة في الشراء أو إمكانية للاقتناء ولكنهم يفرغون وقتهم في بحث عبثي. وجدير بنا أن ننسب أنفسنا للأوائل الذين يبحثون عن الحقائق لشرائها أو للترويج بها بأضعف الجهد وكبير الإيمان.. فحديثنا عن الجالية نسعى فيه لطرح الأسئلة أكثر من تقديم الإجابات.. فنحن على علم بأن نصف النهار بتوقيتنا هو منتصف الليل عند آخرين لذلك لا نريد أن نسوق الزمان بعقارب ساعاتنا.. وفى هذا الوضع البالغ التعقيد يتحرك كل من المرشحين في الجالية المرتقبة في جغرافية تجعل من كل خطوة وأخرى بمثابة الانتقال من الحياة إلى الموت بسابق الزمن فثمة شعور قلق يجعلهم لايطمئنون لقيام جالية تحت سقف هذا الواقع.. رياح تصف المرشحين «مسامير نص» الذي يربط بين المؤتمر الوطني والجالية.. والمؤتمر يريد لهذا الرباط أن يكون رباطًا مؤسسيًا لا يتضرر بغياب أحدا منهما. إن كل لحظة من لحظات المغترب السوداني تشهد صرخة ألم وآهة مغبون أو مظلوم أو محتاج أو متحسر أو نادم أو محتار أو مكسور خاطر.. وبرغم كل ذلك الواقع الرهيب الفظيع نجد معظم المسؤولين في واد آخر وعالم آخر.. سبحان الله. إن ما وصل اليه المغترب السوداني من حال وبؤس يكفى تمامًا أن تسقط أمامه كل شروط ومبررات الجالية التي أصبحت جثة هامدة ما يقارب الست سنوات تقريبا ومازال محلك سر.. وعلى المواطن المغترب أن يدرك أن الخطر الرئيس والعقبة الحقيقية التي تقف أمام مصالحه واستقراره هي الممارسة والتي ظل يمارسها مؤتمر الخليج إلى اليوم. وبالتالي فإن الواقع يفرض على الجالية من أهل الوجعة قيادة تيار الجالية تيار العلم والتقنية والممارسة الرشيدة التي تقوم على الصدق والأمانة والوطنية والنهج العلمي والتفكير المفتوح وتحقيق المصالح العليا للمغترب السوداني.. ودمتم..