.. وعبد الرحيم محمد حسين يهبط الخرطوم مساء الأحد.. يهبط للشكوى .. وليس من باقان .. عبد الرحيم جاء يشكو من كمال عبيد. والخلاف هناك بين جانبي الوفد السوداني يصبح مخلوقاً له أقدام وله لسان وله أخلاق ضيِّقة. .. وكل شيء هناك له وجه واحد.. وكل أحد يقول هذا. بعد خطوة واحدة يتضح أن كل شيء له وجه واحد.. يراه عبد الرحيم .. ووجه واحد يراه كمال.. ووجه واحد يراه باقان ووجه واحد يراه أمبيكي.. و... الأمن متفق عليه.. نعم.. والأمن يطبق على الحدود.. وباقان يقدم حدوداً.. وأمبيكي يقدم حدوداً.. والخرطوم تقدم حدوداً وكل منها له وجه.. واحد.. يختلف عن كل وجه واحد آخر.. .. أمبيكي يقول : عندكم حدود مختلف عليها مع مصر وإثيوبيا و.. و قالوا: نعم.. لكن مصر وغيرها لا تجعل الحدود مدخلاً لتغيير النظام. والكلمة تجعل لحدود باقان معنى آخر. والإغاثة الإنسانية متفق عليها.. طعام لإطعام الناس.. لكن كمال عبيد يمسح الغبار عن وجوه (الناس) هؤلاء .. ويكشف أن الوجوه هناك هي وجوه الفرقتين التاسعة والعاشرة.. جنود عرمان. وكمال يقول لا أطعم جيش العدو أبداً. .. والحديث مع منطقة جنوب النيل كردفان جزء من قرار مجلس الأمن.. نعم. والوفد يقول : التعريف والمواصفات والبطاقة الشخصية لممثلي المناطق هذه.. من يستخرجها؟! الوفد يقول : محادثات؟؟ نعم.. لكن مع من..؟! فعرمان ليس من هناك والحلو وعقار لم يبعثهم أهل المنطقتين.. ومن يرهن الناس بالبندقية لا نحادثه أبداً وكل شيء مثل ذلك.. وكل البنود تبدأ بالاتفاق على شيء .. ثم تختلف على كل شيء وراء الاسم.. ولا صدفة هناك فالأمر كله مخطط بدقة. والأمر كله هو أن الجنوب لا هو يريد أن يخالف قرار مجلس الأمن /علناً/ .. ولا هو يريد أن يتخلى عن مشروعه القديم مشروع التهام السودان كله. (2) ولا وجه واحد لشيء في حقيقة الأمر.. أي شيء.. فنحن ننقب خلف مقتل قرنق. ونجد من يتنهد حسرة على مقتل قرنق ويحدث عن أن مقتل قرنق كان = مثلما نحدث من قبل = يدمر نيفاشا السرية والحقيقية والتي كانت تعقد بين علي عثمان وقرنق وتتفق على الوحدة والسلام .. و.. ونجد من يتنهد في راحة عميقة لمقتل قرنق ويحدثنا كيف أن ذهاب قرنق أنقذ السودان من التهام عنصري كامل.. ويقدم شواهد دقيقة ومذهلة. .. وننقب خلف قصة إغلاق أنابيب النفط.. نبحث عن (من كان خلف الأمر.. ولماذا؟) ونفاجأ بشواهد لا تنتهي كلها تعني أن الخرطوم كانت تقود الجنوب من ذيله ليقوم (بالانتحار) هذا. .. السودان هو الذي أغلق آبار النفط.. بأيدي الجنون الجنوبي.. لإنقاذ السودان من مخطط دقيق يستخدم البترول هذا. .. وننقب في الجزء الثالث من نيفاشا لنجد أن طبقة البصلة الثالثة من نيفاشا التي تصمم في ألمانيا وتنفذ بأصابع أمريكا والنرويج وفرنسا = وبريطانيا انسحبت = كان الهدف الرئيس منها هو إصابة أصابع الحركة الإسلامية في مقتل. والخرطوم كانت تعرف. وفي حديث سري جداً وفي مكتب بالمصنع الحربي وقبل شهور من التوقيع على نيفاشا كان الأستاذ علي عثمان يحدث قادة الإسلاميين هناك عن هذه كله. عن كل (طبقات) معاهدة نيفاشا. .. وعما يدبره العالم بواسطة قرنق. وعما يدبره السودان .. للرد على هذا. (3) الكلمة الواحدة إذن تصمم بحيث يقدمها باقان لمجلس الأمن ويقول : وافقت والكلمة ذاتها يقدمها باقان لأمريكا ويقول : لم أوافق. . والأسلوب قديم.. وفي مسرحية انتهى الدرس يا غبي حين يستلم العامل (محمد صبحي) أتعابه على عمل ما = جنيهاً = يقول لصاحبه (المليجي) رحمه الله : هادا جنيه الأتعاب.. فين جنيه الإنسانية؟! والمليجي يستعيد ورقة الجنيه.. ويشير إلى أحد جانبي الورقة وهو يقول : دا علشان الحق. ثم يشير إلى الجانب الآخر ويقول :.. ودا علشان الإنسانية. ونعرف نحن كيف نحادث العالم حين نقيم مراكز الدراسات أو حين نشاهد المسرحيات .. أو.. أو. .. وإلا قريباً جداً سوف يُقال لنا : انتهى الدرس يا غبي!! بريد: السيد رئيس التحرير: أريد أن أقعد في ضل الضحى.. نحن أهل العنقريب والمخدة مازلنا.. وتصل إلينا رائحة القهوة ثم العصيدة وملاحها الأحمر.. ومن حولنا (كبارات) الجارات والجيران للأنس والقطيعة البيضاء.. وأصوات الأغنام فوق قش الخريف الآن خلف البيوت... وصراخ الشفع.. و.. السيد رئيس التحرير.. عايز إجازة يومين.. ونلتقي صباح الأحد