في البداية دعونا نطرح هذه الملاحظات التي قد (تبدو) شكلية ولكن من المهم نضح الماء على وجهها حتى تستبين ملامحها أكثر فواضح أن البيان تمت كتابته بالتمرير وكل طرف كتب الفقرة التي تلي رؤيته فبدا البيان( مشبوحا) بين أربع اتجاهات وسأشرح هذا لاحقا ثم أن القاموس التعبيري يوضح بجلاء أن البيان دخل إلى القضية من بوابتها الخاطئة والتي تجعل الخلاصات والنتائج في حد ذاتها تطيش بعيدا وتصبح غير ذات قيمة فعلية على الأرض فهو يتفادى أن يسمي ماحدث في السودان( تمردا) ( مدعوما من سلطة الإمارات) ( لفرض واقع سياسي محدد) ويستعيض عن هذا بعبارة( الصراع في السودان ) وسيظل كل تعامل مع قضية التمرد في السودان أعمىً وأعشى وأبهم وأبكم وأصم وأخرس طالما تفادى التوصيف الصحيح لجريمة التمرد ثم أننا نعلم أن مقاصد استخدام عبارة( الصراع في السودان ) لتوزيع نتائج( الحرب ) عبر تسوية تعتمد التمرد طرفا شرعيا وترفع مقامه إلى مقام الجيش السوداني وتحط من مكانة الجيش وتنزله إلى حضيض مرتزقة التمرد البيان يجرب مرة أخرى الضحك على ذقوننا ويتحدث عن ( حكومة مدنية) ( ذات شرعية واسعة) ولكنه يتفادى كليةً أن يقول حكومة (منتخبة شعبيا) حتى يؤطر قاموسا تعبيريا جديدا يُسقط من ( لهاته ) شرط الإنتخاب ودورية السلطة وكل هذا تمهيد لغرس نموذج سياسي جديد في السودان قائم على حكم شمولي مدني يديره عملاء ينفذون بالكامل أجندات لصالح الخارج( تكسير النواة الصلبة للمجتمع السوداني عبر تشريعات جديدة في السياسة و الإقتصاد والأحوال الشخصية وغيرها ) ثم أن الإمارات تلعب بالبيضة والحجر في هذا البيان ومهمتنا هنا أن نكسر (البيضة) فوق رأسها وأن نفقأ عينها بالحجر .. إقرأ هذا (الحشف) ( الإمتناع عن الهجمات البرية والجوية) !! لاتهرش رأسك عزيزي القارئ كثيرا فالفقرة مقصود بها الجيش السوداني!! ثم البيان في الفقرات التي كتبتها أبوظبي يمارس الإستهبال المفضوح عندما يناشد الطرفين بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين .. فماهي المدن التي يسيطر عليها الجيش السوداني وتُمنع عنها المساعدت غير الفاشر المحاصرة بالتمرد والتي لم يطالب البيان في كل فقراته بفك الحصار عن أهلها!!! عندما تقرأ هذا البيان بتمعن عزيزي القارئ ستكتشف بسهولة أن الفقرات( الإيجابيةفي البيان) هي التي كتبتها مصر والسعودية ( وستكتشف أن بقية الفقرات المسمومة هي التي كتبتها (أبو ظبي) …. ولو كنتُ مكان القيادة السياسية في البلاد لكان ردي على هذا البيان على ثلاثة أوجه… أما الوجه الدبلوماسي فبعبارة زئبقية ناعمة الملمس تُستخدم عادة قبل كل هبوط مظلي خلف مثل هذه البيانات!! ثم رد سياسي اتواصل فيه مع الإخوة في السعودية ومصر أرحب فيه بالنقاط الإيجابية التي أوردوها ( وحدة السودان ) و( أمن البحر الأحمر) و ( المنظمات المشبوهة العابرة للحدود ومنع القوى الإقليميةالتي توفر الدعم العسكري ) … ثم أذكر لهم إن بقية النقاط التي كتبتها( ابو ظبي ) هي بالضبط التي تحول دون تحقيق تلكم الفقرات الإيجابية وأن الخرطوم ستعظم جهدها المشترك مع مصر والسعودية لتنزيل هذا على الأرض… هل قلتُ لكم ( نقسِم الرباعية على إثنين)؟؟ … نعم .. بالضبط فالرباعية ( المشبوحة) لن يستقيم أمرها إلا بهذه القسمة أما الرد الثالث فهو رد عسكري قاسي على الأرض بالإسراع في كسر ظهر التمرد في بقية كردفان ودارفور وهزيمة (شيطان) الرباعية تلقائيا!! حسن إسماعيل إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة