نعلم أن ثقافة الغرب، هي ثقافة تمكّنت لإتاحة الإباحية بوجوهها السافرة وهي لا تسعى لخير الإنسان بحكم أنه إنسان، وأستغرب غاية الاستغراب عندما يتحدث هذا الغرب عن حقوق الإنسان وهو يضع القيم الإنسانية والديانات الكريمة في موضع الاستهزاء والإساءة وقبيح اللفظ في شكل أفلام مسيئة لنبي هذه الأمة وتدميراً للأخلاق السامية وجنوحاً نحو تحويل هذا الكائن البشري الذي كرّمه الله إلى قطيع من الأغنام والأبقار والهوام. و أي إنسان هذا الذي يتبجّح الغرب بحماية حقوقه وتحت غطاء ما يسمونه الحريات يسيئون للعقيدة الإسلامية ولرسولها المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي دعا لمكارم الأخلاق وما كانت دعوته إلا للإكمال وإتمام هذه المكارم. و كنت أتوقع أن يكون الرد في وجه هؤلاء الذين تجرّدوا من أبسط معاني الخلق، وطفقوا يؤلفون السيناريوهات ويصورون الأفلام الحقيرة بحق رسولنا الأعظم عليه أفضل الصلاة والتسليم، أن يكون رداً بليغاً لتعود هذه الرسالة جديدة كل الجدة، بتنظيم حملات للتبصير بدعوة الإسلام وسموها في كل فج من فجاج هذه الأرض، لإزالة ما ران على صورتها بفعل فاعل، بأنها دعوة للإرهاب والإحراق وسفك الدماء. والفرصة ما تزال ذهبية لننفض عنا غبار الإنهزامية و أخطاء التصورات لنعكس للعالم أجمع كيف أخرج نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم الأمة من ظلام الجاهليات و أخلاق الإباحيات و هوان الإنسان إلى الشموخ والعزة واستحقاق نوط الجدارة بمهمة الاستخلاف في الأرض إعماراً وعبادة وتسبيحاً لله خالق الأرض والسموات. و يقيني أن مهمتنا في عرض الإسلام، المنقذ للبشرية تتطلب قدراً ليس يسيراً من الفهم والاستيعاب. فالرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم جابه ضلال العقيدة وفساد تصورات أهل الجاهلية بكلمات التنزيل وروح الرسالة والهداية وكان بإمكانه صلى الله عليه وسلم وبقدرة من الله أن يطبق على الذين عادوه وناصبوه جبال مكة ويحيلهم ليس أثراً بل غيباً بعد عين. والأفلام المسيئة إلى الإسلام، التي تولى كبر نشر مضامينها بحق رسالتنا الإسلامية، هي أفلام قصد منها الاستفزاز و الإثارة وإنتاج الغضب العارم وكل ذلك أمرٌ مطلوب لأن الغضب لوجه الله من قبيل الجهاد كالغزو والجرأة في الصدح بالحق إذ لا يختلف هذا عن ذاك. ولكن أولئك الخبثاء الذين هموا بتأليف سيناريوهات الفيلم ومضوا في تصوير أجزائه إلى أن اكتمل بتلك الصورة التي يتقزز منها كل مسلم يتمتع بمثقال ذرة من إيمان كانوا يقصدون بها شيئاً آخر و هو أن يقنعوا العالم بأن الإسلام الذي تحدثوا عنه هو إسلام سفك الدماء وإلهاب النيران وممارسة ما يسمونه الإرهاب. ومازلت على درجة من الإصرار، بأننا على درجة من الوعي بحكم قيم ديننا وطهارة عقيدتنا ألا نحقق لهم تلك الأهداف الماكرة مما دفعهم نحو إنتاج ذلك الفلم الخبيث. «والله متم نوره ولو كره الكافرون» «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».