(معرض الخرطوم الدولي) من أهم المعارض التجارية العامة والذي يلتقي فيه قطاع واسع من المنتجين للسلع والخدمات على المستويين العالمي والمحلي؛ بدأ نشاطه منذ العام (1978م) وقد انضم المعرض إلى اتحاد المعارض الدولية منذ العام (1980م) وكذلك إلى الاتحاد العربي للمعارض.. تؤكد نشاطاته المتتالية أنه ظاهرة اقتصادية واجتماعية تعكس مفهوم الترويج للاقتصاد السوداني كوسيلة راقية للتواصل الحضاري والعلمي والتقني حيث تتنافس الشعوب على عرض أحدث المبتكرات في شتى القطاعات الاقتصادية.. تقع (أرض المعارض ببري) بمساحة حوالى (429,922) متر مربع على الضفة اليسرى للنيل الأزرق وتبعد (3) كيلومترات فقط من قلب العاصمة الخرطوم و(5) كيلومترات عن مطار الخرطوم الدولي. وتعتبر أرض المعارض المركز الرئيس لصناعة المعارض على المستويين الإقليمي والعالمي وحلقة الاتصال التجاري بين السودان وبقية دول العالم، ويساعد في ذلك الموقع الإستراتيجي في العاصمة والبنى التحتية والخدمات الأساسية داخله.. الصالات المغلقة والمهيأة والمساحات الكبيرة والتجهيزات.. وقد قامت (شركة الأسواق الحرة) بتطوير وتحديث أرض المعارض ببري وأُقيمت بالفعل فعاليات كثيرة وكبيرة في أرض المعارض، ولكن بمرور السنوات وكما هو الحال في نواحٍ كثيرة من حياتنا أصاب معرض الخرطوم الدولي شيء من شيخوخة مبكرة نتيجة الإهمال وعدم العناية.. ولا ندري إذا كان لا يزال يتبع لشركة الأسواق الحرة أم لا؟ وإذا كان لمَ كل هذا الإهمال الذي أصابه وهو مبنى ومساحات شاسعة وتقسيمات بها من الجمال والطبيعة الشيء الكثير، ونذكر أيام كان في عزه وأبهته التي شحبت وتوارت!! لماذا لا نحافظ على جمال الأشياء وإذا كنا نعاني من إمكانات التشييد وإقامة الأماكن الثقافية والترفيهية لماذا لا نحافظ على مالدينا؟ كم تأسفنا ونحن نزور معرض الكتاب الذي خُتمت أعماله الخميس الفائت، تأسفنا على تلك المساحات التي أصبحت بلا ملامح جمال فقد تشوه جمالها بفعل الزمن وبفعل تراكم الأوساخ والزرع غير المشذّب والحدائق التي أصبحت بلا نجائل والبركة بلا ماء ولا حتى نظافة، وما يؤسف أكثر أن هناك عرسًا مقامًا فعلى الأقل كنا نتوقع أن تُهيأ الصالات وما حولها من ميادين ومساحات وكافتيريات لاستقبال معرض الكتاب وضيوفه من الخارج والداخل.. والزائر للمعرض يشبع روحه وعقله معًا ويخرج منه بروح جديدة يتم بها باقي يومه وغده!! هل نلوم أسرة (معرض الكتاب) أم أسرة (المعرض الدولي) أم نلوم تلك الروح المكبلة (بالسلاسل الثقيلة) تقيدنا وتمنعنا من أن نرى الأشياء في شكلها العام بدلاً من النظر تحت أقدامنا فقط ومن أن نطلق العنان للإبداعات بداخلنا تكسر حواجز الإمكانات وتخلق من الفسيخ شربات!!.