«لاحظنا أن غياب المسرح عن الساحات الجامعية أثر في تفاعل الطلاب مع بعضهم، وكشف عدم قدرتهم على الوقوف أمام الجميع عند تقديم السمنارات».. هذه العبارة أطلقها الدكتور محمد علي فضل مسؤول التعليم الاهلي بوزارة التعليم العالي، وقال إننا نعترف بأن اهتمامنا في هذا المجال خلال السنوات الماضية كان ضعيفاًَ. والسنوات الماضية والحالية شهدت مناشط الطلاب ركوداً وتردياً يعتبر الأسوأ في مسيرة المناشط الجامعية، إلا من بعض محاولات واجتهادات الصندوق القومي لرعاية الطلاب، والنتيجة أن فرخت الجامعات السودانية جيلاً من الطلاب يفتقد لكل شيء حتى تقديم السمنارات العلمية، فتقوقع الطلاب في قاعاتهم وأركانهم الشتائمية التي تحولت في غالب الأحيان لأعمال عنف واحتقانات بعيدة عن ملامح الجمال والإبداع. ومن بين هذا الفرث والدم خرجت كلية البيان للعلوم والتكنولوجيا باستضافتها لمهرجان البيان الدولي للمسرح الجامعي، وذلك بعد تفوق الكلية في هذا المجال بمسرح أكادير وإحرازهم الجائزة التقديرية للتمثيل الرفيع بطنجة، ولنا أن نلاحظ أن الكلية علمية في اختصاصاتها، وهذه قصة طويلة، وما يهمنا الآن أنه وعند تدشين الورشة رحب الجميع بالفكرة، وأعلنوا دعمها، ومنهم من قال: إن هذه المبادرة تتميز بالجرأة، وطلاب البيان جملوا اسم السودان سواء أكانوا بالخارج أو في الداخل، وعند لحظة الانطلاق سكت الجميع وغاب من تكلم وأفصح، وغيابهم بحمد الله لم يؤثر فقد كان الافتتاح مشرفاً و«برعاية» من الله تعالى. وفي السودان الآن نخبة من الطلاب المبدعين في مجال المسرح، جاءوا للسودان من أم الدنيا مصر الثورة، ومن المملكة المغربية مهد الحضارة، ومن الكويت الحبيب، ومن الإمارات العروبة، ومن جورجيا الروسية، فشكلوا بذلك لوحة تاريخية لمسيرة المسرح الطلابي بالسودان، وليت وزير التعليم العالي كان حاضراً ليرى تفاعل طلاب جورجيا والكويت وإخوانهم عند مقاعدهم الأولى مع إيقاع دارفور، فقد بعثت الفرقة السودانية للآلات الشعبية رسالة جديدة ومعبرة لوجه أكثر جمالاً وإشراقاً لدارفور وللسودان، وليته سمع حديث السفير المغربي محمد ماء العينين عن البروفسيور العلامة عبد الله الطيب وعلاقته بالمسرح واضافته العلمية والادبية لهذا المجال «كان عرف حاجة». ٭ أفق قبل الأخير ليت شركات الاتصالات التي انسحبت بلا خجل من رعاية هذه الفعاليات المهمة كانت حاضرة، لا للإعلان عن ذاتها، بل لدفع ما التزمت به من برامج تهم أكبر وأهم شريحة بالبلاد. أفق أخير: المهرجان يعتبر «انقلاباً» على خشبة المسرح.