خرج حسن من شقته في الحي الراقي تتبعه دعوات امه له بالرزق والخير الوفير، انطلق بسيارته مفتخرًا بامه وزوجته الطيبة التي تقبل امه صباحًا ومساء وتطلب عفوها اسوة به! ما ان يغادر حسن المنزل حتى تخلع زوجته الماسك الذي ترتديه وتخرج وجهها الآخر «الممسح بالمرقة» وتصرخ في وجه المرأه يا نفيسه هووووي انا ما بقدر على خدمة البيت دا براي انا والحبشية نلحق شنو ولا شنو انا حا خلي ليك عمل الغداء الطبيخ وملحقاته من رز ومشويات انا حاعمل الفطور والعشاء اوووووووووكي!! كانت حاجة نفيسة تقبل دون نقاش لأن الزوجة الشرسة هددتها بان توقع بين حسن واخته الأرملة فيقطع عنها المصروف لانها ماكرة وقادرة آثرت المرأة المسنة ان تعيش مع هذه المنافقة وتتحمل احضانها المزيفة بحضور ابنها.. رمقت المرأة من باب المطبخ وهي تستلقي على الاريكة تشاهد قناة الموضة وتهاتف زوجها في العمل تطمئنه إلى صحة ماما نفيسة! نفيسة ام لطفلين دارت الأيام وجعلتها تسكن مع حسن الذي يقبل تراب قدميها برًا وحبًا وغادرت منزلها في الريف بعد ان انتقلت ابنتها لولاية اخرى بعد زواجها ووفاة زوجها ظلت مع اهله حتى تضمن لابنائها سكنًا مستقرًا وتعتمد على مصروف شقيقها الحنون الذي تظن ان امها في ايدٍ امينة برفقته. العاملة الحبشية رمقت المرأة في حقد وهي تهمس لحاجة نفيسة حبوبة تعال نعمل فيها مقلب كبير نكلم ليه بابا. فزعت نفيسة وندهت الحسين قبل ان تهمس برأسها الخادمة بالخطة الخطيرة التي نفذتها فعلاً عندما دخل حسن منزعجًا وهو يهتف امي امي هبت زوجته متعثرة في جلبابها الخليجي وسقط الريموت كنترول من يدها وهي تتلعثم مرددة ان المرأة نائمة وتحاول ابقاءه جالسًا في الردهة قبل ان تظهر الحبشية بوجه منطلق. بابا حبوبة هنا بتعمل في الغداء! منح حسن زوجته نظرة كافية بجعلها تنهار باكية قبل ان يتجه نحو والدته التي جاءته مكالمة هاتفية من مجهول انها تحتضر فجاء مهرولاً ليجد حبات العرق تغسل وجهها وفي عينيها حب مختلط.