من الواضح أن المعارضة الحزبية التي يفترض أنها »سودانية« سواء أكانت تدعي الشرف الحسيني أو يدعي بعضها أنه من »العترة«.. هذه المعارضة يبدو أنها فقدت المنطق وفقدت البوصلة وصارت مثل العجوز »الخرفانة«، فلعب بها صبيان الحركة الشعبية وعملاء دولة الدينكا من أمثال عرمان وعقار.. ونسيت الأحزاب وزعماؤها أن الدينكا سبق أن ساقوهم مثل النعاج في زفة الحرب ضد الشمال وحكومته وتحت هوس إرجاع العروش المفقودة، ولما وصلوا إلى اتفاقية نيفاشا لفظوهم وبصقوا على وجوههم، واتفقوا مع الحكومة إلى أن وصلوا إلى محطة الانفصال.. ومن بعد ذلك مدوا ألسنتهم لكل الجلابة والمندكورو المغفلين. وللمرة المليون يبدو أن »الميتة ما بتسمع الصيحة« ليرجع زعماء المعارضة ويوقعوا اتفاقاً مشيناً لا يرضاه أهلهم من »الجلابة« والمندكورو و»أولاد الكلب« على حد وصف باقان أحد زعماء دولة الدينكا.. وذلك لأن هذا الاتفاق على إقامة الفجر الجديد يعني بالضرورة فجر الفسوق والفجور والكفر والزندقة والعلمانية وتدمير السودان.. ويعني أننا في السودان كل السودان سننتظر باقان وعرمان وعقار وهم يهجمون علينا بأسلحة الفرنجة والماسونية ويهود بني قريظة، فيقتلون الرجال ويغتصبون النساء ويبقرون بطون الأطفال.. وسيكون الفجر الجديد إيذاناً بتدمير القيم والمثل والمعتقدات والإرث التاريخي.. وسيكون اليوم الذي تهجم فيه الجبهة الثورية بجيوش من الدينكا وأذنابهم ومن ورائهم زعماء أحزابنا يوماً أسود على بلادنا كلها، وسيكون يوم السواد والرماد على نساء السودان اللائي سيتم اغتصابهن بالجملة قبل أن يسقطن صرعى في نهر النيل، وعلى أطفال السودان الذين سيقتلون بالفرادى وبالجملة وبالطريقة الشنيعة المعروفة عند هؤلاء الحاقدين، حيث يقذفون الطفل عالياً ثم يتلقونه بالحربة والكوكاب لشرطه من المؤخرة حتى الرأس.. وفي ذلك اليوم سوف تتحرك الخلايا المختبئة في الخرطوم وفي غيرها، وسوف يحملون السواطير التي يحتفظون بها لمثل هذا اليوم، ويستعملون البنادق والقنابل ليقتلوا النساء والأطفال، ويدمروا المساجد والمدارس وزوايا الطرق الصوفية، ويحفروا قبور الأولياء والصالحين ويحولون رفاتهم إلى دقيق يشتتونه مع الريح حتى لا تقوم لهم قائمة أو ذكر. هذا هو ما يجعلنا نقول إن أحزابنا قد فقدت البوصلة وفقدت الاتجاه واختلط عندها الحابل بالنابل واستوت عندها كل القيم والمثل، ونسي الكثيرون من الزعماء أنهم كانوا ينطلقون من مرجعيات دينية إسلامية موغلة في التدين والطرق الصوفية، وكان آباؤهم ذات يوم دعاة لكل قيم الوطنية والطهر والفضيلة.. أما هؤلاء فقد ارتموا في أحضان المستعمرين وربائب اليهودية والشراذم التابعين لزعماء دولة الدينكا، ونسوا أنهم »أولاد ناس«.. ولم يبق لهم غير أن يختموا أعمالهم بسوء المنقلب في المال والأهل والولد.. قال الفجر قال.. فجر بتاع الساعة كم؟! كسرة: من المؤكد أن الدعوة لما يسمى «الفجر الكاذب» سوف تعود بالثبور وعظائم الأمور، وتعود بالساحق والماحق والبلاء المتلاحق على من صاغوا مذكرات التفاهم، ومن وقعوا عليها ومن احتفلوا بها ومن أشادوا بها، وسيكون ملعوناً كاتبها وحاملها وقارئها والمحمولة إليه وناقلها والناظر إليها، ومن رضي بهؤلاء فهو منهم. ومنذ اليوم فإن كل شعب السودان كبيراً وصغيراً سيكونون شوكة حوت في حلق الجبهة الثورية ومن يرتبط بها، ولعن الله كل من يتقرب إليها بالقول والعمل.. ونسأل بكل السذاجة هل يمكن أن يتوقع القارئ الكريم أن يقوم مثلاً الحزب الجمهوري في أمريكا بتوقيع اتفاقية تعاون ومساندة وشراكة مع القاعدة ورئيسها أيمن الظواهري؟ وهل ستتركه الحكومة الأمريكية حياً ولو ليوم واحد ليفعل ذلك؟! إن ما فعلته الأحزاب الموقعة مع الجبهة الثورية والحركات المسلحة، هو نفس ما يمكن أن يفعله الحزب الجمهوري مع القاعدة.. والآن المطلوب أن تقوم الحكومة بدورها.