الحضور الكثيف الذي شهدته كبرى قاعات مركز التنوير المعرفي أمس الأول أكد أن أهمية القطاع الزراعي من أولويات واهتمامات الكثيرين، الأمر الذي دعا المنظمين تحويل مقر المحاضرة إلى القاعة الكبرى حتى تسع الحضور. المحاضرة كانت بعنوان (الزراعة في السودان: التحديات وآفاق المستقبل) التي ألقاها وزير الزراعة الدكتور إسماعيل المتعافي الذي تناول الكثير من المعلومات التي كانت حاضرة في ذهنه وبين الكثير من التغيرات التي طرأت على القطاع الزراعي خاصة أن الزراعة الآن انتعشت خلال الأعوام الماضية في النشاط الخدمي خاصة في ولاية الخرطوم التي بلغت 50% أما في بقية الولايات فما زالت تحتاج إلى جهود كبيرة، وقال المتعافي إن السودان يزرع 40 مليون فدان سنويًا أغلبها في القطاع المطري التقليدي الذي يعتبر من أهم القطاعات الزراعية التي تضم ولاية جنوب دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق أما في مجال الزراعة المروية فأوضح زراعة حوالى 5 مليون فدان سنويًا وأن أكثر من 20 مليون فدان تزرع ذرة خاصة بعد زيادة معدلات الأمطار غير المسبوقة في العديد من المناطق رغم ظهور بعض الآفات التي تمت السيطرة عليها وقال إن الدولة تسعى للتنمية الزراعية مشيرًا أن إنتاج البلاد من الذرة بلغ 4 و4 مليون طن والقطن 100 ألف طن من الحبوب والتقديرات الكلية تصل إلى 7 ملايين طن من مساحة 40 مليون فدان، وأقر بوجود مشكلات واجهت الزراعة بالبلاد خاصة محصول القطن الذي شهد تدنيًا في الإنتاجية خاصة مشروع الجزيرة، داعيًا لتوفير التمويل والتقاوي المحسنة والأسمدة والأبحاث وأضاف أن هنالك قطاعات أساسية خاصة القطاع التقليدي تعتبر من أهم القطاعات المنتجة لمحاصيل الصادر خاصة الحبوب الزيتية كاشفًا أن قطاع الفاكهة هو الوحيد الذي يساهم في تحسين أوضاع المزارعين التي تتوفر فيها مساحات محدودة بجانب الاهتمام بالتسميد.. وطالب الوزير بزيادة المساحات الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي بجانب الإسهام في تنمية الصادرات السودانية وخلق فرص العمل ومساعدة في المدخلات الصناعية بالبلاد وأوضح أن واردات الزراعة بلغت مليار ونصف دولار مشيرًا لمساهمة القطاع الزراعي بأكثر من 2 مليون دولار والضأن 700 مليار دولار والسمسم ب 300 مليار دولار والصمغ العربي ب 300 مليون دولار والذرة 250 مليار دولار التي وصفها دون الطموح أما في مجال محصول القمح الذي يعتبر المحصول الإستراتيجي فقال الوزير الآن نستورد 800 مليون دولار فيما بلغت المساحات المستهدفة 600 ألف فدان تزرع في كل من ولاية الشمالية ونهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض، مبينًا اتجاه الدولة التركيز في زراعة الخضروات والفواكهة بمشروع الجزيرة وقال الآن تجرى مفاوضات مع دولة الصين لإدخال السماد المركب في الزراعة بجانب وضع خطة لإنتاج الحبوب في السودان ووقف التعدين الأهلي في المرحلة القادمة، مشيرًا أن الزراعة تواجه العديد من المشكلات تتمثل في ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية وقلة الأيدي العاملة، وقال إن خريجي كليات الزراعة غير مؤهلين في مجالهم إلا بعد أن يتم تدريبهم بالكامل وكشف عن وجود 113 مركزاً في الجزيرة لتدريب الخريجين الزراعيين مضيفًا أن هناك اتفاقيات تجرى لتدريب المزارعين، وقال إن لا زراعة بدون صناعة ولا بد من الاهتمام بهذا الجانب، وتوقع أن تشهد الزراعة استقرارًا بعد تعلية خزان الرصيرص بتوفر المياه وزيادة المساحات الزراعية خاصة في مشروعات السوكي والرهد وسنار.