تقول الطرفة إن حسنين الحمار وجد أن اسمه يسبب له الكثير من المضايقات منذ أن كان تلميذاً في المدارس المصرية.. وكان زملاؤه يضحكون عليه ويعيِّرونه بأنه حمار وبليد وعوير.. واستمر حسنين الحمار يقاوم هذه الشتائم والصفات المقذعة طول مراحل التعليم المختلفة، مما سبب له عقدة نفسية حتى بعد التخرج في الجامعة. ويبدو أن حسنين الحمار تقدم لخطبة إحدى البنات الجميلات ومن أسرة مشهورة، لكن ظل اسمه القبيح حجر عثرة في سبيل إكمال مراسم زواجه وقبول أهل الفتاة به، حيث طالبوه بأن يقوم بتغيير اسمه إلى أي اسم آخر، ذلك لأن «حسنين الحمار» يسبب لهذه الأسرة الحرج وسط الأسر المصرية الأخرى.. وهونوا عليه الأمر بأن أقنعوه بأن المسألة لا تحتاج إلى أكثر من المثول أمام القاضي وتقديم طلب وشهود لتغيير هذا الاسم القبيح «حسنين الحمار» إلى اسم مقبول للجميع. وفعلاً ذهب «حسنين الحمار» وعاد إلى أسرة الفتاة العروس فرحاً وهو يحمل اسماً جديداً، وكان الاسم هو «حسنين الجحش».. وتقدم للأسرة وهو على ثقة بقبول طلبه هذه المرة، خاصة أنه قد غير اسمه من «الحمار» إلى «الجحش». وأهل المعارضة يتزعمهم عرمان وباقان وعقار كانوا قد سموا أنفسهم «السودان الجديد» واجتهدوا في اقناع أمريكا وبقية الخواجات بأنهم سوف يسقطون حكومة السودان، وسوف يعملون على غزو بلاد السودان ليقيموا عليها حكماً يتخذ من الفرنجة آلهة يعبدونهم ويسبحون بحمدهم.. وفشلت كل محاولاتهم منذ زمن «تحريش» مبارك الفاضل للأمريكان لضرب مصنع الشفاء وأماكن أخرى، وإلى ضرب مصنع اليرموك الحربي قبل شهرين، ومنذ إنشاء مكاتب الدعم والمعارضة في أديس وأسمرا والقاهرة ولندن، وإلى حين أن «غشاهم» قرنق واتفق مع المؤتمر الوطني.. وفي كل تلك المواقف والأحوال كان اسمهم «السودان الجديد» مضافة إليه كلمة التجمع. ويبدو أن الخواجات لكي يجدوا المبرر الذي يقدمونه لدافع الضرائب حتى يستقطعوا من عائداته لمصلحة مشروع «السودان الجديد» ولكي تتلاءم تصرفاتهم مع المنطق الذي يقول بأن مشروع السودان قد انتهى بانفصال الجنوب وضرورة التخلص من قطاع الشمال الملتصق مثل «القرادة» مع دولة الدينكا في الجنوب، كان لا بد أن يطلب الخواجات من ناس عرمان وباقان وعقار أن يجلسوا مع شركائهم في أحزاب المعارضة، وأن يخترعوا اسماً جديداً لا يشكل حرجاً لحكومات المستعمرين الجدد أمام مواطنيها. وبالطبع قامت زعامات المعارضة بالاجتهاد في اختيار «الاسم الجديد» وعصرت فكرها لإيجاد بديل لتجمع «السودان الجديد».. وأحد القيادات ذهب بنفسه إلى كمبالا وبعضهم أرسل أولاده أو بناته إلى كمبالا، وبعضهم أرسل مندوبين عنه.. والتقى «التعيس بخائب الرجاء»، حيث جاء من دولة الدينكا عرمان وباقان وعقار والحلو، واجتمع «التعساء» في كمبالا حيث يرعاهم الكافر موسيفني ويدعمهم الفرنجة وربائب الاستعمار الجديد.. ومثلما فعل «حسنين الحمار» الذي غير اسمه إلى «حسنين الجحش»، كذلك فعل تجمع «السودان الجديد» وغير اسمه إلى تجمع «الفجر الجديد»، وأصدروا بذلك وثيقة وقعوا عليها.. وبعضهم عندما جاءته «الإنتباهة» والفكرة أنكر أنه يعرف «ناس الحمار» أو ناس «الجحش»، وأكد أن مسرحية «الفجر الجديد» ما «ظبطت».. { كسرة: خصصت أمريكا والاتحاد الأوروبي أربعة وعشرين مليون دولار لدعم النشاط السياسي والعسكري لقطاع الشمال.. وقالت إن هذا الدعم سوف يستمر في المستقبل بواسطة المنظمات الطوعية وبعض النشطاء المهتمين بالسودان. طيب يا جماعة أمريكا وأوروبا تعمل «العايزاهو» في أموالها، ولكن على حكومتنا أن «تفلفل» المنظمات الإنسانية بالداخل، وتراجع النشطاء والعملاء الذين يعملون وسطاءً لقطاع الشمال، ويعملون وسطاءً لحكومة الدينكا في جنوب السودان.. وليس من الصعب أن يتم إصدار كشف بأسماء الجواسيس لمصلحة الأعداء.. فقط سيكون المطلوب إيقاف العملاء عند حدهم. والإيقاف عند الحد ربما يصل إلى الاتهام بالخيانة العظمى.. والخيانة العظمى عقوبتها «شوت تو كيل» Shoot to Kill.. يا جماعة إنتو متذكرين إننا السنة الفاتت أكدنا على شعار «شوت تو كيل»؟!