مثل سوداني متداول نسمعه كثيرًا جداً في مجتمعاتنا نقصد به الدوران في المحل أو اللف بدون فائدة تُرجى وأظن وحسب اعتقادي هي حدوتة أو قصه مكررة ننوِّم بها الأطفال بالتكرار بس، ما أطفال الزمن ده!! ومناسبة الرمية دي على قول أستاذنا الصحفي عبد اللطيف البوني الذي أعشق كتاباته ورمياته وتناسقها دائمًا كمداخل لما يكتب!! مناسبتها ما نعايشه من واقع مرير في حياتنا السياسية، فالسادة الكرام هداهم الله مصرون أن يراهنوا بذكائهم على غباء المواطن السوداني البسيط، فتكرار القصص والحكاوي مللناه لأنهم يعاملون عقولنا كالأطفال فتتكرر عندهم المسميات بأشكالها وألوانها وظللنا لأكثر من سنين عديدة نسمع عبارات وكلمات لا نعرف نهايتها وما يؤول لها من ناتج وكأنهم يريدوننا بتكرارهم وإعادة «الحكاوي والحجاوي» أن ننام ملء الجفون!!! لكن هيهات!!! وتمعَّن معي تلك الجمل والعبارات، مفاوضات أديس، وفك الارتباط، حدود «56» والترتيبات الأمنية، هجليج والثروة والسلطة، عقار والحلو، ياسر سجمان أقصد عرمان، جنوب النيل الأزرق، البترول، قضية المناصير والسد، الفساد المالي، إقرار ذمة الدستوريين، الصادق المهدي ومعارضته وناس الأمة، وثيقة الفجر الجديد، انقلاب الشعبي عليها، الترابي والميرغني وباقان الشبعان، وهلمجرا!!!! ولنتمعن كم نصرف فيما ذكرنا من تحضير وإعداد للتداول وسفر ونقاش وكم يقبض من يرافق تلك الوفود؟؟ ولديَّ صديق عزيز وذو منصب رفيع في تلك المفاوضات الدائرية افتقد غيابه كثيرًا جدًا ولا أعرف قدومه إلا بإرسال سواقو لي ببرج البركة ليبدل ما عاد به من دولارات ودراهم وريالات قطرية فأرجع له بالاتصال لأسأل عن حاله وأحواله وهو صاحب طرفه فيقول لي وصلنا أمس وبنرجع بعد يومين إن شاء الله سعر الصرف نلقاه زاد شوية وأسألوه عن الجديد في نتائج التفاوض يرد عليّ ضاحكًا إن اتفقنا يا شاب ما ضعنا وضاعت الدولارات!!! إذًا حتى أعضاء الوفود التفاوضية الداخلية والخارجية ليست لهم قناعات شخصية فيما هم فيه وأكيد فاقد الشيء لا يعطيه!!! فالمسألة هي أشبه بحجوه أم ضبيبينة من حيث الفراغ والتكرار والاستهلاك ولا بد لنا من أن نقف وقفة صدق وتجرد بعيدًا عن المصالح الدنيوية وننظر للسودان بعين الرحمة والرفق ونفكر في مستقبل أبنائنا!! وحدود 56 سيظل ملفها في لاهاي معلقًا والحلو وعقار سيظلون أعداء السودان الشمالي والإسلام إلى الأبد وهجليج هدف ومقصد الحركة الشعبية بأطماعها ومفاوضات أديس أبابا لن نخرج منها بعقال نافع لأننا نفاوض بدون قناعات وهم كذلك وليلتفت قادة تلك المفاوضات لما هو أهم في ترتيب وتنظيم وتجهيز البيت الداخلي خاصة أن معظمهم من القادة العسكريين فحاجتنا لهم في الميدان والإعداد والتجهيز أكبر حتى لا ينجح الأعداء في صرفنا عن مأواهم من حماية ثغرات البلاد الأمنية ولعل الإخوة العسكريين يعون لمثل هذه الخدع ودرسوا قواعدها أو أن ينفذوا القاعدة العسكرية في مادة التكتيك العسكري (النشاط المتنزامن لجميع الأقسام) ويقصد به ألّا ينشلغوا بتلك المفاوضات ويتركوا الطابور الخامس يبرطع بدون مراقبة أو اهتمام رغم احترامنا لمن هم موجودون إلا أن دور القيادة ووجودها أصبح مهمًا جداً وكثيرٌ ممَّن نعرفهم لا يشتغل إلا بالمراقبة فيجب أن توظف كل الأقسام لحماية البلاد والعباد من شر الراصدين والحاسدين أعداء الدين!! ونقولها بوضوح شديد لن نجني مما نكرر تداوله شيئًا إيجابيًا ودائمًا طول المرض وتكرار العلاجات والأطباء نتيجته سلبية فلنجعل العلاج ناجعًا وحاسمًَا فتلك قضايا لعمري لن نلقى منها إلا الخراب والدمار!! والمواطن السوداني لا نريده أن يفسر له الأعداء سياستنا وإدارة ملفاتنا بخبث فكثيرًا ما نسمع المغرضين الجهلاء يعتقدون أن للحكومة دورًا وحركة ذكية في تسجيل هيثم مصطفى للمريخ وخلاف جمال الوالي مع المريخ وأحدهم يحلف ويقسم سمعته بأن جمال الوالي ما عندو شغلة بالكورة وناس المؤتمر الوطني أدوه القروش دي كلها يسجل ويفك ويجيب ويودي ليشغل الجمهور الرياضي وهم كثر لينشغلوا عن غلاء المعيشة!! وسمعت أحدهم يحلف بالطلاق إن البرير فردة لهيثم مصطفى شديد وحتى هيثم مصطفى ذاتوا مؤتمر وطني بس دي كلها حركاااات!!! وقناعتي بأنها خطرفات من ضعاف نفوس ولكن لا أريد للحكومة أن تجعل العقول الناضجة تفكر بسذاجة ولا بد أن يفهم من هم في السلطة أن تكرار تلك المسميات والعبارات أصابتنا بالإحباط وبدأنا نفكر كما أسلفت أننا نسمع تلك الحجاوي كما يسمعها الأطفال للنوم فلا بد من نتائج واضحة المعالم في كل القضايا التي نكررها ويكررها من حولنا وحتى العالم من حولنا أصبحنا نعرف عندهم تلك الثوابت المكررة من القضايا والجمل والعبارات!! ومن الطرائف يزورني كل فترة أخ وصديق عربي الجنسية وله غرام شديد للسودان ويظل يسمع كلما أتاني من عدة شهور عن تلك المسميات والقضايا برغم أنه ليس من عرابي السياسة فأخذته في سيارتي من المطار للسكن وبعد أن سألني عن الأسرة أضحكني وهو يسألني.. شو ابو ساجد أخبار صاحبكم (السكر) لم أفهم ما يقصد سألته مستفسرًا ليقول لي (الزول بتاع المشاكل طوالي شو تسمونه انتو سكر ولا شوما ادري) وهو يقصد الحلو بجامع التشابه في طعم الحلاة في كل!!! فيا سكان القصر العاجي سلام!!!! ويا حراس الوطن الغالي سلام!!!! ويا حكام الليل الهادي سلام!!! لا تعاملونا كالأطفال وإن أردتم ذلك يجب أن أنصحكم أفيقوا من نومكم فحتى أطفال هذا الزمان عقولهم أصبحت لا تنام بحكاوي فاطمة السمحة ولكنها تنام بحكاوي الأتاري والفيس بوك وحداثة تحيرنا نحن المفكرين! أصحوا واحسموا تلك الملفات حتى لا تناموا وأنتم تحكون في حجوة امضبيبينه ويصحون هم قبل ما حجوتكم تخلص وتكون لحجوتهم بقية صعب تسمعونها فقد غالبكم النعاس!!