في إطار تفاعل وتواصل الصحيفة مع كافة شرائح المجتمع السوداني في المهجر التقت (الإنتباهة) أحد قيادات العمل العام البارزين بمدينة مكةالمكرمة الأستاذ حاتم حسن محجوب رئيس الجالية السودانية بمدينة مكةالمكرمة وضواحيها وأجرت معه حوارًا مطولاً كانت حصيلته النقاط التالية.. ٭٭ كم عام مضى على غربتك؟ غربتي طالت وتجاوزت الثلاثة عقود وبدأت منذ العام (1981م). ٭٭ كمراقب لحال المغتربين في المملكة العربية السعودية ما هي أبرز المشكلات التي تواجههم؟ من أكبر المشكلات التي تواجه المغتربين هي تعليم أبناء المغتربين في المرحلة الجامعية والتي ما زالت لم تراوح مكانها رغم عدد الورش التي أقيمت من أجل حل هذه المعضلة التي باتت تؤرق كل أب عندما يقف ابنه على أعتاب الجامعة والنسبة التي يتم حسمها وتسمى بالمعادلة تعتبر ظالمة وغير منطقية بالإضافة إلى عدم تهيئة مناخ العودة من قبل الدولة وعلى سبيل المثال تعقيدات إدخال السيارات إضافة إلى عدم وجود مشروعات استثمارية حقيقية تتناسب مع مدخرات السواد الأعظم من المغتربين وهم فئة متوسطي الدخل. ٭٭ الصحافة العربية صارت محضناً ومأوى لاستقبال الخبرات والكفاءات الصحفية السودانية للعمل وأنت أحد هؤلاء.. ترى ما الأثر السالب منها وأثرها على الصحافة السودانية؟ وكيف تنظر لإسهاماتهم في الصحافة العربية؟ الخبرات السودانية استفادت منها الدول العربية في شتى المجالات ومنها على سبيل المثال الصحافة وهذه الخبرات الصحفية السودانية لها بصمات وإسهامات واضحة في مسيرة الجهات المخدمة والسوداني بطبعه مجيد في عمله مخلص له والصحفي له سهم مقدر في ترقية الأداء للصحافة العربية والإعلامية بصفة عامة فعندما تفقد المؤسسة الصحفية في السودان هذا الكم من الكفاءات فحتمًا هنالك جوانب سالبة لكن هذا لا يعني بأن القابضين على جمر السلطة الرابعة في السودان أقل عطاءً والدليل على ذلك العدد الكبير من الصحف السودانية التى تصدر كل صباح. ٭٭ من قبل كانت صحيفة الخرطوم الصحيفة السودانية الوحيدة التي تصدر نسخةً منها في الخارج، الآن انضمت إليها صحيفة (الإنتباهة).. ترى ما هي الإضافة التي من الممكن أن يخلقها الإعلام السوداني العابر نحو المهاجر السوداني؟ وما هي الإضافة الإعلامية التي خلقها إلى الآن خروج صحيفة الإنتباهة؟ نعم كانت صحيفة (الخرطوم ) ومنذ مطلع التسعينيات هي الصحيفة السودانية الوحيدة التي تطل علينا في بلاد المهجر وقدمت وجه الوطن في أجمل وأصدق السطور وطرحت كثير من قضايا المغتربين واليوم لحقت بها شقيقتها (الإنتباهة) وهي إضافة حقيقية للصحافة النزيهة التي تلامس هموم المغترب وأحسب أن الصحيفتين قادرتين وبموضوعية والتزام صحفي أن تشبعا نهم القارئ السوداني في المهجر فقط على الصحيفتين أن تتعرفا على مزاج هذا القارىء وما يهمه من مواضيع. ٭٭ معظم المغتربين تمتد غربتهم من اغتراب إلى هجرة وعدم الرغبة في الرجوع للوطن في رأيك ما هي الأسباب؟ تتمدد سنوات الاغتراب والهجرة لأسباب كثيرة منها ارتباط الأطفال بالمدارس والخوف من المجهول وأعني كيفية الاستقرار في غياب فرص العمل والتفكير في إيجاد مسكن قبل العودة النهائية وعدم وجود من يعين المغترب على توجيهه الوجهة الصحيحة لاستثمار ما يدخره بطريقة مأمونة. ٭٭ بماذا تنصح من يفكر بالاغتراب وخصوصًا من الكوادر الإعلامية؟ رغم أن الاغتراب لم يكن مجزيًا كما كان في السابق بانخفاق فرص العمل وتدني الرواتب إلا أنني أنصح كل من وجد فرصة مناسبة للعمل بالخارج أن يبادر لأن فوائد الهجرة كثيرة رغم قسوتها ويكفي ما يكتسبه الفرد من خبرات قل أن تتوفر داخل الوطن وذلك من خلال التعامل مع جنسيات وأفكار مختلفة تتوسع معه دائرة المعرفة وصقل المهنة وشخصيًا ضد الهجرة غير المرتبطة بعقد عمل حقيقي. ٭٭ حدثنا عن استثمارات المغتربين في السودان؟ وهل لديكم الرغبة في الاستثمار في الوطن؟ إذا كانت هنالك استثمارات للمغتربين في السودان فهؤلاء لا يمثلون أكثر من (5%) وهم الذين يتقلدون مناصب رفيعة توفر لهم أموالاً تمكنهم الشروع بها في استثمارات تواجهها الكثير من العقبات، أما الغالبية العظمي فكل الهم منحصر في قطعة أرض تأوي الأسرة في البلد الحدادي مدادي لأن قيمة هذه الأرض في أطراف المدن كفيلة بالقضاء على (تحويشة) عمر الاغتراب.