أُقيمت خلال الأيام الماضية ورشة «إدارة الموارد الفردية لبناء وتطوير قدرات الشباب والطلاب» والتي أتت تحت شعار غيِّر أفكارك... غيِّر حياتك، بتنظيم إدارة الإنتاج الإعلامي والوسائل بالإدارة العامة للإعلام والشؤون الثقافية والتربوية بجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، وأدار الورشة اختصاصي علم النفس ببرطانيا د. أحمد التوم سالم، ولفت انتباهي وجود عدد كبير من أبناء المغتربين الذين تستهدفهم هذه الدورة التي كان محتواها إدارة الضغوط النفسية والذهنية والوقت واكتساب مهارات التواصل والإصغاء والاندماج في المجتمع والمخدرات وأضرارها وتفاديها وغيرها.. فأجريت استطلاعًا مع عدد من أبناء المغتربين الذين يدرسون بجامعة المغتربين لمعرفة مدى استفادتهم من هذه الدورة وما الذي يريدونه منها حتى يستطيعوا أن يندمجوا مع المجتمع ويتعاملوا معه.. وكانت إفاداتهم كالآتي: تأقلم من أجل التغيير.. قال محمد بخيت من الدمام ويدرس هندسة إلكترونية إنه ليس هنالك شيء صعب من أجل التغيير والتأقلم، وقد استفدت من الدورة في تعلم الكيفية المثلى للتقديم للوظيفة والبُعد عن المخدِّرات ومعرفة أضرارها، أيضًا كيفية إدارة الوقت لأنه سبب النجاح والتفوق، وأشار إلى أن اختياره لجامعة المغتربين أتى بسبب أنها تضع أبناء المغتربين في تساوٍ مع بقية الطلاب في الرسوم وغيرها، كما أن رسومها أقل وتدفع بالجنيه وأشار إلى أنه لم تواجهه أي مشكلة وأنه تأقلم مع الوضع الجديد. تطوير الذات.. أما أسعد من مكةالمكرمة يدرس إدارة أعمال فقال إن الدورة طوَّرت ذاته وملكة التفكير الفردي لديه لافتًا إلى أنهم يفتقدون هذه الدورات وخاصة في محيط الجامعة، وأشار إلى أن الجامعة لم تكن اختياره بل هي رغبة الأهل، وأضاف أنه بعد الجامعة سيرجع إلى السعودية. ضرورة الرعاية.. أما الطيب مبارك من الرياض ويدرس إدارة أعمال فقد وصف الخدمات في السودان بالسيئة وأن المواصلات كلها مشكلات وسبب في تأخيرنا عن الجامعة، وأشار إلى أن اختياره للجامعة يأتي من منطلق مساهمة آبائهم فيها، وأضاف أن الدورة أضافت له الكثير، وقال إنه يحب الرسم وشارك في دورات للرسم في السعودية، كما انه سيشارك بالاسبوع الثقافي للجامعة الذي سيقام في شهر مايو القادم، وقال ان د.هيثم حسن يدعمه ويساعده في تطوير موهبته كما انه دائمًا ما يذهب لجامعة السودان والمركز الثقافي الفرنسي، واختتم حديثه قائلاً ان هنالك الكثير من ابناء المغتربين موهوبين وبحاجة الى من يقف بجانبهم ويساعدهم. اضافات حقيقية.. واضاف عمرو خليل الرياض ويدرس علوم ادارية انه استطاع ان يندمج في المجتمع بالرغم من انه لم يأتِ الى السودان في السابق غير مرتين والمجتمع السوداني عادي، واوضح انه استفاد من الدورة التدربية، واضافت له كمًا هائلاً من المعلومات كان يجهلها ولا يضعها في الاهتمام، واكد انهم بحاجة الى الكثير من هذه الدورات في مختلف المجالات لتنمية قدراتهم.. ضرورة تطور حياة الفرد.. وفي توضيحه خلال الورشة اكد الاستشاري النفسي د. أحمد التوم سالم ان ابناء المغتربين يتعرضون لافتقاد الكثير، موضحًا انواع الفقد التي يتعرض لها الإنسان منذ بداية حياته،لافتًا الى ان هنالك فقدًا اجباريًا مهمًا لتطور النمو في حياة الفرد، وقال إن ابناء المغتربين مروا بهذه المراحل إضافة الى فقدهم للوطن وذهابهم لبلد آخر ربما قد يكون ولدوا وتربوا به وتشربوا عادات وتقاليد وثقافات الوطن الآخر بالرغم من جهود الام والاب بربطهم بالوطن، رغم المعاناة النفسية التي يتعرضون لها في المهجر، واضاف ان الأبناء اصبحوا هجين ثقافتين ثقافة الوطن الأم والآخر الذي تربوا فيه وان هناك ضغوطًا نفسية تحدث نتيجة للانتقال وغياب المعلومات لديهم واحتكاكهم بالبيئة الجامعية، وتكون هذه الصدمة الاولى للابناء، اما الصدمة الثانية فتكون نتيجة للعزلة التي يتعرض لها الطالب من زملائه وشرائح المجتمع والجامعات والسياسات المختلفة.. كيفية العلاج.. واشار د. أحمد التوم ان عزلهم من المجتمع يجعلهم عرضة لمشكلات واضطرابات نفسية وان الحل يكون في احتضان المجتمع لهم وعمل الدورات التدريبية التي تملكهم مهارات الاتصال والتواصل وتعريفه على الضغوط النفسية التي تواجههم وكيفية التعامل معها وتفاديها وكيفية حلها، واضاف ان ابناء المغتربين يعتبرون متميزين نسبة لاختلاطهم بثقافات متعددة، واوضح انه يجب على ابناء المغتربين امتلاك مهارات الذكاء العاطفي حتى يتمكنوا من التعامل مع العادات والتقاليد السودانية المتعددة.