قلنا في غير هذا المكان إن الحركة الشعبيَّة بشقها الجنوبي وقطاعها الشمالي هي أنها صنيعة استعمارية اخترعها الفرنجة وبنو صهيون وكتبوا «المنافستو» الأول لها وسلَّموه إلى الهالك جون قرنق.. وهي تمثل دعوة عنصرية مثلها مثل دعوة اليهود والصهاينة وتعتمد على كراهية العنصر العربي المسلم والعمل على طرده من بلاد السودان مثلما تم طرد المسلمين والعرب قبل سبعمائة عام من الأندلس.. وكان هذا المنفستو هو الشعار الذي رفعته ما أسمت نفسها بالحركة الشعبية وخدعت بعض الأحزاب الشماليَّة التي كانت تبحث عن كراسي حكمها الطائرة في الهواء.. وبعد أن انفصل الجنوب ظلت الدعوة كما هي والشعار مرفوعاً «تحرير السودان» وبنفس الهتافات الداعية إلى طرد العرب والمسلمين وقتلهم.. وقامت دولة الجنوب الناشئة وأمسكت «البيرق» لمجموعة من المتمردين والحاقدين والمارقين على رأسهم «عرمان والحلو وعقار» وقالت لهم في يوم إعلان انفصالها «لن ننساكم»، وبالطبع تذكرتهم وتذكرهم معها الأمريكان والإسرائيليون وتذكَّرهم معها وكلاء المخابرات ولاعقو أحذية المستعمِرين من منسوبي المنظَّمات المشبوهة وأعداء اللسان العربي المسلم من المحسوبين خطأً على شعب السودان. وكان ما كان من أمر احتلال المناطق الحدودية والهجوم على هجليج ثم الهجوم الآن على أم روابة وأب كرشولة.. ذلك الهجوم الذي أبدى فيه جيش الجنوب المقاتل مع عرمان وعقار والحلو كل ما يحملونه من أحقاد وكراهية.. تمثلت في الذبح من الأضان للأضان لأول مرة بالسودان، وكنا قد سمعنا عن بعض الغزاة يحفرون قبور القادة ويحرقون رفاتهم ويطحنونها و«يشتتوها» في الهواء أو في نهر النيل.. وسمعنا من أحد الزعماء وهو «يصب» شيخاً ورعاً في ماسورة أسمنت ويغلقها عليه إلى أن يموت. ولكنها المرأة الأولى في العالم منذ عهد نيرون وهيتلر وموسيليني نسمع أن ناس عرمان والحلو وعقار قد ذبحوا مسلماً وقطَّعوا أوصاله وعرضوه على «الطربيرة» في أبو كرشولة. ولأهلنا في ولاية نهر النيل وعلى رأسهم حكامنا كلهم واحد واحد.. وأعضاء مجالسهم الموقرة نقول لهم إنا لا نستبعد أن يأتيكم الحلو وعقار وعرمان بجيوش مماثلة.. وقد حاول أن يفعل «ناس العدل والمساواة» مثل ما فعلوا .. فأنتم لديكم كباري ولديكم مصانع أسمنت ولديكم مشروعات زراعيَّة استثماريَّة.. ومنطقتكم هذه كانت على طول التاريخ مُستهدَفة نظراً لأن جدودكم «رجال» «واقفين دُتْ» .. ولو رجعنا للتاريخ القريب لقرأنا عن أمهاتكم وجداتكم اللائي فضَّلنَ السقوط في النيل أفراداً وجماعات بدلاً من التعرُّض لإهانة أمثال الحلو وعقار، ومن المؤكَّد أنكم تعلمون أنَّ أم روابة ليست بعيدة عنكم حيث الطرق البريَّة و«طريق الهوا» يوصل إليكم في أقل من خمس ساعات.. ووصيتنا لكم أن تركزوا لأن «زينب وراكم».. ونواسي السيد والي الولاية وحكومته في استشهاد أبنائهم في موقعة أم روابة وأب كرشولة.. حيث كانوا أول الشهداء.. ونعزِّي أهلَنا في ولاية نهر النيل عامَّة.. وأهلنا في المكابراب خصوصاً في استشهاد ابنهم من الشرطة الشعبيَّة خالد مكابر عبدالمجيد الذي استُشهد وهو يدافع عن محطََّة الكهرباء في أم روابة.. ونُشير إلى أنَّ الشهيد أحد أحفاد مكابر ود عرمان أبو الجعليين.. وتقع المكابراب شمال الزيداب وجنوب قرية الحصايا والمُوسياب وهي مسقط رأس الوالي الفريق الهادي عبد الله.. ونعزيهم كذلك في الفقيد الملازم شرطة محمد فضل الله النور من أهالي بربر من أهلنا العبابدة، ونسوق التعزية موصولة إلى ناظر العبابدة أحمد الباقر سعيد وهو شقيق اللواء الباقر نائب رئيس الجمهورية على أيام الرئيس نميري. وبهذا نشكر جهود ولاية نهر النيل التي تجهز الآن للعون الإنساني وللقافلة الثالثة أو الرابعة لجنوب كردفان بعد أن قدَّمت أوائل الشهداء المذكورين.. ونكرِّر أن المطلوب الآن هو تجهيز كل أهلنا وشبابنا وحتى نسائنا إلى يوم أسود مثل «يوم أبو كرشولا» يُتوقع أن يقوم به عرمان وعقار والحلو بدعم من الجنوبيين ودولتهم ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل ويتبعهم أغبياء الأحزاب «الما وطنية» تحت مسمَّى الجبهة الثوريَّة والفجر الجديد «تاع كمبالا» ويا أخوانا هلاَّ هلاَّ على الجد والجد هلاَّ هلاَّ عليهو.