في زاويتها المقرؤة «ولكن» تحدثت الأستاذة رباب علي في عمودها المنشور بتاريخ الخامس من يونيو تحت عنوان «نداء للترس» والتي جزاها الله خيرًا أعطت كل ذي حق حقه في جمل مرتبة وفقًا لمعلومات استسمحها أن أقول إنها قليلة مقارنة بما تعانيه الجالية السودانية من مشكلات جمة، وبحكم وجودي قريبًا للساحة والأحداث وسيرها أود الاشارة إلى أن الهدف الأساسي من إنشاء الجاليات هو التعمق لحل قضايا الجالية في المنطقة المعنية، والتي تواجهها العديد من العقبات، فما بالنا بالمناطق التي لا جالية فيها!! وما يجعل الأمر أشد تعقيدًا هو استغلال بعض الشخصيات لنفوذهم تحقيقًا لمصالحهم من على أكتاف الجالية، ومن هنا اؤكد أن الجالية السودانية تعاني كثيرًا من التفرقة والشتات وهذا يدعوني إلى طرح سؤال منطقي: بدء الإصلاح بين المتفرقين من أبناء الجالية من مصلحة المغتربين أم لا؟ وهذا يدعوني إلى القول انه لا بد لهؤلاء الفرقاء أن يجلسوا حول طاولة مستديرة لإدارة نقاش موضوعي لتقريب وجهات النظر بقدر الإمكان، وعن نفسي فقد سعيت كثيرًا في هذا الأمر ووجدت أن الأغراض الدنيوية التي تشوبها الجهوية والقبلية هي التي تتحكم في مقاليد الأمور إضافة إلى طغيان سياسة المؤتمر الوطني واملاءته التي تعرقل عمل الجالية وليس السفير الترس كما يقولون، إذن تكوين الجالية ليس حكرًا على من يتشبثون بها بل يجب إعطاء الفرصة وإفساح المكان لأشخاص آخرين يستحقونها وجديرون بهذا المنصب.. وفيما يتعلق بالنداء العالي لسعادة السفير الترس من قبل الأستاذة رباب للاجتهاد في حل قضايا المغتربين وما اتخذه من قرارات أخيرة منها إيقافه للجنة التسيير أود أن أشير وبشفافية تامة إلى أن الترس أتى برؤية لتكوين الجالية وفقًا لفكر معين بحكم خبرته في مجال السلك الدبلوماسي حتى تحل القضايا العالقة ولكنه اصطدم بواقع التفرقة والشتات الذي اتسمت به الجالية، وعلى الرغم من جلوسه معهم في عدة اجتماعات بمعية السفير عصام محيي الدين إلا أن الطرف الثاني (ممثلاً في قرشوم وقيادة المؤتمر) ينقض اتفاقه معهم دائمًا، وكانت من مخرجات هذه الاجتماعات تكوين لجنة شملت ستة أشخاص من كلا الطرفين وبعد أن تقاربت الرؤى وأمّن عليها الترس حتى يتم الوصول إلى حلول ناجعة لمشكلات الجالية رفضها السيد عوض قرشوم، وما يجعل الأمر أشد تعقيدًا تغييب رئيس مجلس الجاليات عما يدور بالجالية بصورة اقصائية واضحة علمًا بأن رئيس المجلس هو الذي يكون الجالية ويشرف على قيام الجمعية العمومية للجالية، أيضا دور القنصلية السلبي في عدم حصرها لكشوفات المصعدين وميلها للجهات التي لا تملك مصعدين للترشح لرئاسة الجالية وتكوين مجلسها، كل هذه التعقيدات كانت السبب في أن ينحو السفير الترس إلى اتخاذ بعض القرارات منها إيقاف لجنة التسيير التي ذكرتها الأستاذة رباب في هذه الزاوية وأعتقد بصورة جازمة أنها خطوة صائبة وهي لم يتخذها إلا بعد أن رأى بعينيه الممارسات الخاطئة للجنة في استغلال نقود الجالية وخير دليل على ذلك ما حدث بجالية الباحة وضياع أموال المغتربين بعدم إثباتها في الدفاتر الرسمية ولعمري انه دليل صحة على اتخاذ هذه الخطوة، وما قاله الترس عن رؤساء الجاليات والجالية السابقة حديث صحيح لا تشوبه شائبة، ومن هنا أود أن أطمئن شريحة المغتربين أن نقودهم بأيدٍ أمينة وتصل إلى من يحتاجها كما يرضون ويسعون لفعل الخير عكس ما كان يحدث في السابق.. ورجائي الأخير للترس أن يرفع كشف المصعدين لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ونسخة لمرشحي رئاسة الجالية وإن كانت هناك طعونًا نتمنى قبل أن يرفع الكشوفات أن يفعل اللجنة التي تضم السيد حاتم سر الختم والسيد عوض قرشوم المتعلقة بكشوفات المصعدين.. والله من وراء القصد.. يوسف صالح الكباشي.. جدة من المحررة: كل قضايا المغتربين الأخ يوسف تتطلب أن يتم نقاشها بصورة مستفيضة وقبلها أن يقرب حجر الشقة ما بين الأطراف المختلفة والحيدة في طرحها والنقاش هي متلازمات سليمة لا بد أن تُتبع بعيدًا عن الخلافات الشخصية أو تجريح الغير، وبحكم وجودك وسط هذه القضايا فأنت أدرى بخفايا الأمور التي لا نعلم منها إلا القشور، والنداء لك وبحكم أنك من دعاة الإصلاح نتمنى أن تبذل المزيد من الجهد لرتق نسيج الجالية السودانية بالمملكة..