منذ أن أطلق ذلك المأمور الإنجليزي مقولته الشهيرة « sodry » جاف جدًا على منطقة سودري أقصى الشمال الغربي بولاية شمال كردفان منذ ذلك التاريخ تبحث المنطقة عن حلول جذرية لأزمة المياه التي تطاولت سنواتها أزمة، شغلت العقل الإداري والتنفيذي بالمحلية وأقلقته قبل أن تشكل همًا ومعاناة للمواطنين هناك تبدأ منذ الصباح الباكر ولن تنتهي مع غروب الشمس بل هناك من يسهرون من أجل جرعة ماء وبات هناك من يهدرون أوقاتهم حتى لو كانت هذه الأوقات زمنًا رسميًا للدولة وبات أيضًا الجفاف إحدى أهم الملام لهذه المنطقة خصوصًا حينما تستعصم السماء بأمطارها في سنوات الجدب والقحط. (الإنتباهة) وهي تتجول بين قرى ومناطق محلية سودري الأيام الفائتة حرصت على أن تبدأ حلقاتها من (الماء)؛ لأنها عصب الحياة وأساس كل شيء حي.. تجولت على عدد من الدوانكي والآبار وتلمست معاناة الناس ومكابداتهم صباحًا ومساءً وحاولت كذلك أن تمسك بتلابيب الأزمة وطبيعتها فالماء هنا بمدينة سودري وبحسب المعلومات التي توفرت للصحيفة يتم الحصول عليها من على بعد أكثر من 18 كيلومترًا غربًا حيث يتم تجميع مياه مجموعة من الآبار والدوانكي ثم إعادة ضخها عبر أنبوب ومن ثم يتم توزيعها على عدد من محطات الضخ ولكن دون شبكة فالدواب أو عربات الكارو هي الأداة أو العامل الوسيط وهو الذي يسقي ويحمل السقيا إلى العطشى ففي محطة مياه غرب السوق بسودري رصدنا حالة من اليأس في وجوه المنتظرين للمياه يبحثون عن إجابة شافية للسؤال المكرر.. (الموية جات؟) وذلك لأن كل محطات الضخ تعمل هنا بنظام (الورديات) وقد تتداخل وردية مع أخرى أو تختفي أيضًا هذه الوردية لظروف ربما يعلمها المواطن وقد لا يعلمها. وفي هذه المحطة المواطنون كما المنتظرين لعزيز قادم وسألت (الإنتباهة) المتحصل محمد الإمام الذي قال إنه يعمل هنا متحصلاً ولا علاقة له بالجانب الفني وأشار إلى أنه ليست لديهم إشكالية وأن هذه المحطة تعمل بنظام الورديات من السادسة صباحًا وحتى منتصف النهار ومن الرابعة عصرًا وحتى السابعة والنصف مساءً ويباع برميل الماء للمواطن بمبلغ 15 جنيهًا. عدد من القيادات السياسية وزعماء الإدارات الأهلية والقبلية استنكروا الوضع المتردي وضعف الخدمات الأساسية للمواطن المتمثلة في المياه والصحة والتعليم هذا ما أكده الأستاذ الصادق إبراهيم المحامي النائب السابق لمجلس تشريعي محلية سودري في حديثه ل (الإنتباهة) فهو يرى أن المؤتمر الوطني فشل في إنفاذ تعهداته والتزاماته التي قطعها على المواطنين إبان حملته الانتخابية وعزا هذا الضعف أو الفشل لضعف القيادات السياسية والتنفيذية للمؤتمر الوطني واتهم الحزب بأنه ظل يفرض بعض القيادات على المواطنين وأن ذات الأشخاص ظلوا يتكررون على المناصب منذ فجر الإنقاذ. أما القيادي ضحوي قدال نائب رئيس المؤتمر الوطني ومدير التعليم بمحلية سودري فنفى بشدة فشلهم في تقديم الخدمات للمواطنين وبالأخص في مجال المياه، حيث أكد أنهم وفروا أكثر من 300 مضخة مياه وزيادة الحفائر إلى 50 بدلاً من 7 حفائر. وعلى الصعيد الصحي يعتبر مستشفى سودري الذي تأسس في العام 1979 المستشفى المرجعي الوحيد ويتحمل عبء تقديم الخدمة العلاجية والصحية لثلاث وحدات إدارية وهي (سودري وحمرة الشيخ وأم بادر) وليس بها اختصاصي بل طبيب عمومي واحد وعنبر واحد مختلط (رجال ونساء) حتى لو كانت هناك حالات معدية حسبما أكد الذين التقتهم (الإنتباهة) فيما تحول معظم العمليات إلى الأبيض.. وهذه الحقائق أكدها الطبيب العمومي عبد الناصر علي إبراهيم، مبينًا أن المستشفى تنقصه عدد من الأقسام والتخصصات كالأسنان والعيون والأشعة والتخدير وقال إنهم في حاجة إلى تأهيل قسم العمليات وأنهم يعتمدون على الجهد الشعبي لبناء عنبر آخر لفصل النساء من الرجال، وأشار الدكتور عبد الناصر إلى أن معظم حالات الإصابات تصلهم من مناجم الذهب بمناطق المحلية المختلفة. الأخ سليمان زريبة مساعد طبي بالمعاش أكد للصحيفة أن مستشفى سودري يعتمد بالدرجة الأولى على الجهد الشعبي لأن المحلية ليس لديها أي اهتمام بهذا المستشفى الذي لم تطُله يد التأهيل منذ قيامه.