ما بين أعوام 1970م وحتى اليوم سنوات أمضيتها في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة أبحرت فيها داخليًا وخارجيًا في العديد من مواقع العمل وكانت كل تجربة مرتكزًا ومنطلقًا لسابقتها.. وقد رصدت حصاد 43 عامًا في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة في كتاب تحت عنوان حصاد تجربة قطعت فيه أشواطًا بعيدة وبقي القليل ليرى النور بإذن الله. وهو سفر يوثق لهذه المسيرة اتبعت فيه أسلوب السرد الذي زاوجت فيه بين السيرة الذاتية والمقاصد العلمية التي استهدف بها طلاب أقسام الصحافة والإعلام ممن هم على أعتاب التخرج أو أولئك الذين بدأوا خطواتهم الأولى في الحياة العلمية. كما قصدت بهذه التجربة أن تكون إضاءة يستخلص كل منها بقدر فهمه لأبعادها وسبر أغوارها لمهنة عبرت دروبها الوعرة المتعرجة وخبرت مسالكها فماذا وجدت؟ وماذا أعطتني؟ وماذا أخذت مني؟ مهنة أفنيت فيها زهرة شبابي ومنحتها فتوته وعنفوانه.. واعترف بالرغم من أنها مهنة نكد ومتاعب وعكننة إلا أنني وجدت نفسي وما زلت مبحرًا في دروبها وحيدًا من دفعة قوامها عشرة زملاء ولم أجد بعد شاطئًا ترسو عليه مركبي التي كلما اتجهت نحو الشاطئ شدت الرحال في عمل لا يعرف الوقت ومحدودية العطاء. وغصت في لجة بحر المهنة وتعددت في مسارها محطاتي العملية داخل وخارج السودان خضت خلالها تجارب في بيئات عمل مختلفة مكانًا وزمانًا ومدة وعطاء.. فكانت لكل محطة من هذه المحطات معطياتها في تشكيل هذه التجربة فعززت قيم المهنة في نفسي وإعانتي على كبح جماح النفس الأمارة بالسوء في رفض كل مغريات الثراء رغم تعدد نوافذه دون رقيب خلال بعض تلك المحطات إلا من رقابة الضمير الذي لم أغيبه يومًا واتخذت من وصية لقمان لابنه قدوة ونبراسًا إذ قال: يا بني اتق الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن). وقول القائل: إن لله عبادا فطنا طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا نظروا لما علموا إنها ليست لحي سكنا جعلوها لجة واتخذوا صالح الأعمال فيها سفنا