الأهلة العقلاء جميعهم إضافة لرئيس الهلال الشرعي المستقيل الأمين البرير أبدوا كلهم ومن قبل ثلاثة أشهر تخوفهم مما سيحدث بعد تنحي مجلس إدارة النادي المنتخب في السابع والعشرين من هذا الشهر، وتركزت المخاوف في أن الزمن غير مناسب للتنحي نسبة لبداية التسجيلات التي تحتاج للمال والقرار، وظهرت مؤخراً وبعد استقالة البرير قبل الموعد المحدد مشكلة تجهيز الفريق لمباراة الغد المصيرية أمام المريخ على منصة التتويج بكأس السودان.. هذا التخوف الذي أتى في مكانه تماماً والهلال يعيش اليوم فراغاً إدارياً كبيراً بعد استقالة مجلس الإدارة المنتخب، وبعد فشل السيد وزير الشباب والرياضة ولاية الخرطوم في إعلان مجلس انتقالي لقيادة النادي خاصة وأنه كرر أكثر من مرة أن هذا المجلس جاهز وسيعلن فور انتهاء المدة المقررة لمجلس البرير، وبلا شك فكل دفاعات السيد الوزير هنا ساقطة وكل مبرراته ستنهار بعدم إعلان المجلس الانتقالي فور تسلمه أو سماعه لاستقالة البرير، وحتى ولو كانت هناك مفاجأة باعتذارات من الأسماء المقترحة، فيفترض أن يكون هناك البديل الجاهز بل يفترض أن يكون هناك أكثر من مجلس «ظل» انتقالي إذا تعذر الأول يقدم مجلس الظل الثاني، وإن اعتذر الثاني يقدم الثالث، فمضحك ومبكي في آن واحد أن نبدأ من جديد رحلة البحث عن رئيس بعد اعتذار رئيس أو رحلة البحث عن أي عضو بعد اعتذار الأول.. باختصار ظهر جلياً الفراغ الإداري بالهلال وفي وقت أكثر من حرج وفريقه يواجه غداً الإثنين المريخ في نهائي كأس السودان وبكفة غير متوازنة في الميزان حيث يعيش المريخ استقراراً كاملاً ومجلس إدارته الجديد «والجديد شديد» يعلن حوافز «مليارية» للاعبين ويعسكر رجالاته مع اللاعبين في معسكر «ترطيبة»، وعلى جانب آخر فالحال في الهلال يغني عن السؤال، فمجلس النادي مستقيل واللاعبون «المساكين» لا أحد بجانبهم.. ولا وعد بحوافز بل حتى حقوقهم ضائعة والإشراف الرسمي عليهم معدوم بل حتى الوقفة الشعبية غير موجودة نسبة لحالة الإحباط التي يعيشها الأهلة على كل مستوياتهم.. ويبقى السؤال: ماذا لو غاب نجوم الهلال كلهم أو واحد منهم من مباراة الكأس؟ بل من سيقود الفريق إدارياً إذا حضر كل اللاعبين؟ ومن سيتخذ القرار الإداري إذا واجهت الهلال مشكلة إدارية بالدمازين؟ وأبعد من ذلك، هل ستبقى الكراسي المخصصة لقيادة الهلال بالأستاد خالية أم ستملأ بأشخاص لا يمثلون حقيقة الهلال الرسمي؟ والإجابة عن هذه الأسئلة تؤكد أن الهلال كان فعلاً أمام مؤامرة كبرى خطط لها من زمن بعيد بإخراج أياد تريد تحطيمه، وشاركت فيها بغير وعي وإدراك أصابع من بعض أهله بذكاء غبي أو غباء ذكي، وإن كانت هناك نسب في المؤامرة التي أحيكت ضد الهلال فالمجلس الأعلى للشباب والرياضة ولاية الخرطوم يتحمل الجزء الأكبر لأنه على الأقل انجرف ولم يوقف التنفيذ حتى ولو حلت القضية قبل مثول الصحيفة للطبع.. والخلاصة أن الميزان انحاز للأهلي بمصر الشقيقة وأبعد عنه الزمالك بأكثر من سنة ضوئية هو ما يحدث الآن في محاولة جادة لترفيع المريخ على الهلال وهذا لا ولن يحدث، فللهلال رب وجمهور يحميه وعلى الباغي تدور الدوائر ولا نامت أعين الجبناء!!