لو جُمعت الأحاجي والأمثال الشعبية السودانية لحصلت المكتبة على كتابٍ دسم يضاهي كتاب كَلِيلَة ودِمْنَة الذى يتضمّن مجموعة من القصص أبطالها من الحيوانات وقد ترجمَهُ عبد الله بن المقفع إلى اللغة العربية في العصر العباسي وصاغه بأسلوبه الأدبي بتصرف عن الكتاب الأصلي الذى أجمع العديد من الباحثين على أن الكتاب يعود لأصول هندية. وفي الأدب الشعبي الكثير من الأحاجي والحكايات التى تروىٰ على لسان الحيوانات وفيها من الحكمة والابداع مافيها. ومنها حكاية القرادة والجمل، إذ شكت القرادة لأختها من التعب فقالت: [أنا] والجمل جينا شايلين العيش من القضارف!! ومثلما كانت القرادة لاصقة في مكان ما من الجمل وهي تمتص من دمه وهو شايل الحمل وحده وماشي فزعمت القرادة أنها شريكته فى الجهد النُّصْ بالنُّصْ، كذلك زعم [بغال] أنه قائد ميداني شريك فى جرائم مليشيا آل دقلو الارهابية، النُّص بالنُّص، مع أنه لم يحمل سلاحاً ولم يُطلق رصاصةً ولا خاض حرباً ، ولا أظن أنه يعرف الدرس الأول من دروس البندقية لكن المليشيا التي زعمت أنها تسيطر على العاصمة بالكامل إلا من بعض الجيوب لم تتجرأ على تعيين سلطة تنفيذية فيها. ولأن الطبيعة لا تقبل الفراغ فقد ملأ بغال منصب والى ولاية الخرطوم بزعمه، وقَدَل كَالْوَرَل فى غياب التمساح وأصدر أوامره بعدم التعامل بالعملة الجديدة وظهر في مدخل الإذاعة بأم درمان والتقطت له صورة تحت لافتتها، ودخل القسم الأوسط بأم درمان وسخر من أمر القبض الصادر بحقه، وظهر أمام منزل الفريق أول ياسر العطا متحدياً، ومنح نفسه رتبة الفريق !! المافى شنو!! فقد كان قبلها يحمل رتبة العقيد، ومسألة الغيرة على الرتب العسكرية هي بعض ما جاء على لسان المتهمين فى قضية انقلاب بكراوي !!ولهم الحق فى ذلك. لكن مليشيا آل دقلو الإرهابية أنكرت هذه (المجاهدات!!) على بغال، فالبغل الوضيع لا يُوضع مكان [المهر] أو الماهرية، لذا فقد كان من المتوقع أن لا يحظى بغال بأي منصب من مناصب الحكومة المزازية!! خاصةً بعد هروبه المخزي من الخرطوم ومن ثم من السودان وظهوره بمظهرٍ بئيس وهو يتسكع في طرقات انجمينا التى لم يجد فيها الاستجمام ولا الاستحمام، فثارت ثائرته وأرغى وأزبد وهدد وتوعد ثم قرَّ قراره على الانضمام إلى حرب الكرامة بجانب الجيش وما علم بأننا لا نستعين فى أمرنا هذا بمنافقٍ. وباب التوبة فاتح لكن لابد من المحاسبة والمحاكمة فقد فات الأوان على العودة الباردة !! عشم بغال فى العودة مثل عشم الكلب فى موية الابريق،أو عشم ابليس فى الجنة، أو عشم أبو الدرداق فى عرس القمرة. تقول القصة الشعبية كان ابوالدردوق مستلقياً ذات ليلة مقمرة فأعجبته القَمْرَه فطلبها للزواج فوعدته على شرط أن ينظف الأرض من الفضلات فوافق، وبدأ العمل بهمةٍ ونشاط دائبين، ومن يومها لم يتوقف عن هذا العمل ولم يقطع العشم ولم تنظف الأرض من الفضلات!! وبغال لم ييأس من أن يكون والى الخرطوم، وعلى السيد الفريق أول ركن البرهان أن يجد بَصَارة للسيد أحمد عثمان حمزة والى الخرطوم الهمام، فالحكومة بَصارتها كتيرة. وعلى علماء الحيوان أن يعتذروا لنا عن تفسيرهم العلمي لعمل أبو الدرداق أو خنفساء الروث التي يزعمون أنها تضع بيوضها في الروث وتدردقه وتضع كرة الروث فى مكان آمن لتفقس فيها البيوض وتجد غذاءها من حولها، مافى كلام زى ده!! فموضوع أبو الدرداق محسوم شعبياً، كما أن ذات القصة برواية أخرى موجودة فى كتاب كليلة ودمنة،يعنى نَكَذِّب حكماء الهند وأدباء العصر العباسي وحبوباتنا السودانيات و[بغال] !! ولن تهنأ المليشيا المتمردة ولا الحكومة المزازية بالعيش فى أي بقعة من أرض السودان كما وعد القائد العام رئيس مجلس السيادة من وادى بشارة وكرر وعده فى أكثر من مرة بأن يد الشعب والجيش ستطال أى بقعة توجد فيها مليشيا آل دقلو لتطهرها من رجسهم ودنسهم، ولا يمكن لمثل بغال أن يكون له شرف المشاركة!! فقط عليه انتظار الانتصار الذى يدقّ أبواب المليشيا المجرمة بيد مضرجة بدماء الشهداء الأبرار. وما النصر إلا صبر ساعة وما النصر إلا من عند الله. محجوب فضل بدري إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة