(إلى مدير السكة الحديد) البلد الما فيه سكة حديد أخير (عَدَمَهْ).. الأطفال الذين يقطنون أطراف العاصمة كادوا لا يعرفون كثيراً عن القطار... إلا من خلال ألعابهم ورسوماتهم التي يلونونها بألوان لا يعرفون لها طعمًا ولا رائحة.. لأن الأمر أصبح بالنسبة لهم كألعاب الخيال... يرونها في الصور والرسومات ولا يعيشونها على أرض الواقع تسير... البركة ماتت في السودان وانعدمت إلا في قليل عربات الشحن النادرة... وموت البركة هذه بسبب انهيار هيئة سكك حديد السودان وسرقة قضبانها وفلنكاتها.. المهندس مكاوي كاد أن يعيد بركة البلاد لولا (توزيره) الأخير، بعودة قطارات الركاب إلى ماضيها المجيد وترك لكم ورثة عربات جديدة استوردت أخيراً عليكم بذات الهمة والجدية أن تكملوا إنزالها على القضبان والفلنكات الخرسانية التي يعجز اللصوص عن سرقتها... سيكتب لكم التاريخ سطراً لن يُنسى إذا أنجزتم المهمة وبأسرع وقت ممكن... وبعودة القطار ستحل كل مشكلات الاقتصاد والاجتماع التي أوحلت البلاد وجعلتها بلا بركة. الرسالة الثانية (إلى السادة ولاة السودان) سهل جداً أن نعيد التعليم إلى مجده وقوته ومعناه ومضمونه... عليكم بإنشاء ثلاثة نماذج لمدارس أساس وثانوي... بمبانٍ جيدة لثلاثة أنهر بالمدرسة الواحدة خلال كل ستة أشهر... واختيار الأساتذة القدامى لإدارتها ليختاروا بدورهم أساتذة أكفاء من حملة الشهادات الجامعية في كليات التربية وبخت الرضا تحديداً... ولتجعلوا هذه الخطة هي إستراتيجية التعليم للعام أربعة عشر وألفين شريطة أن يكون القبول مجاناً للطلاب. بهذا تكون الدولة حققت شعار مجانية التعليم... وأن تكون هذه النموذجية بداية لإنشاء بقية المدارس... وهكذا تكتمل الصورة... صدقوني من هنا يمكن أن نقول إننا أنزلنا مفهوم التنمية معنىً ومضموناً. الرسالة الثالثة (إلى سلفا ومشار ولا نقول باقان) باحترابكما... منحتم الفرصة للأمريكان والغرب لتحقيق أكبر أمنية ظلت محل حلم زمناً طويلاً وهي السيطرة على مواقع البترول والهيمنة عليه... عندما استعصى عليهم الدخول للسودان حينما كان موحداً. هذه الثغرة التي أتحتموها لهم لن تتضرروا أنتم وحدكم منها فهي ثغرة إستراتيجية ستضر بالكثيرين من حولكم... «وأنتم لا تدرون». الرسالة الرابعة (إلى العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي) تابعت حواركم في صحيفة الأهرام اليوم... كل ما قلته جعلني أحترمك كثيراً... فكنت واعياً يقظاً منضبطاً مهذباً... احترمت حينها مؤسستكم العسكرية في الجيش وعلمت كيف هذه المؤسسة تؤدب فتحسن الأدب... كبرت في نظري وأنت كاللاعب الماهر المحاور الذكي الذي يعرف كيف يحقق الأهداف دون أن يقوم عليه (نفسه)... احترامك لرئيسنا ورئيسك البشير جعل لك مكانة خاصة في نفسي.. إيمانك به كان يُردد صمتاً (إنا نحبك في الله يا عمر). الرسالة الخامسة (إلى العالم الجليل أبو حراز) ستظل بإذن الله المرتضى والمرتجى في حياتنا... ما بقينا فوق هذه البسيطة الفانية... نكن لك كل الاحترام والتقدير والمحبة الصادقة الخالصة لله تعالى... ومهما تعلمنا فستظل أقدامنا تتوارى خجلاً أمام بحور علمكم الفياض أبداً بإذن الله... إنه الوهج يا سعادتكم ولؤمه القبيح... مع تحياتي... تمليذك حسن التجاني. الرسالة الأخيرة (الشيخ الزبير والسلطان كبر في مسجد الشهيد محمود شريف) زار الشيخ الزبير أحمد الحسن الأمين العام للحركة الإسلامية مسجد الشهيد محمود شريف ببري وأبدى إعجابه لدى لجنة الجامع بعد أدائه لصلاة الجمعة وسط المصلين حيث علق لخطيب الجمعة المهندس/ عماد حسين بأن جمهورك من المصلين اكتمل قبل اكتمال المسجد... هذا يا سعادتكم يتطلب منك الدعم السخي للمسجد حتى يكتمل ليستقبل المزيد من المصلين. لكن زيارة السلطان عثمان يوسف كبر جاءت مع صلاة المغرب مما تعذر معه مقابلة اللجنة وحضور المصلين وأبدى إعجابه هو الآخر بما وصل إليه المسجد من لمسات فنية عالية الإيمانيات.. أستاذنا كبر حتى تكتمل عبارة تعليقكم الجميلة على هذه الفنيات لجنة المسجد في انتظاركم. (وإن قدر لنا نعود)