جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية هي إحدى مؤسسات التعليم العالي التي تميزت بل وتفردت بتدريس القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، لأن هذه هي رسالة الجامعة الأساسية، أسبوع عرض القرآن الكريم خير شاهد وأكبر دليل على أن جامعة القران الكريم والعلوم الإسلامية فعلاً وليس اسماً هي جامعة القرآن الكريم إذ في هذا الأسبوع ينتظم جميع طلبة وطالبات الجامعة في حلقات تلاوة تحفها الملائكة وتتنزل عليها الرحمة بإذن الله ويديرها شيوخ وشياخات من جامعة القرآن الكريم ممن اشتهروا بحسن الحفظ وتجويد التلاوة فهو مشهد حقاً يسر الناظرين ويثلج الصدور ويملأ القلوب إيمانًا، وينبه الغافلين إذ ان المكان معد إعدادًا يفوق درجة الامتياز، يتم نصب الصيوانات وتفرش الأرض بالبساط، وهنالك لافتات توضح للزائر طلبة وطالبات كل كلية على حدة، وغير ذلك من الكثير المثير، وهذا يؤكد إن جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية حريصة كل الحرص على تحقيق هدفها الاسمى الذي لا يعلو عليه هدف ألا وهو تخريج طالب رسالي مجوِّد لكتاب الله، حافظاً له ومدركاً بتفسيره وعلومه. هذا إضافة إلى تخصص الطالب في العلوم الاخرى، وذلك لان قناعة ورسالة الجامعة أن طالب الجامعة يتميز عن طلاب الجامعات الاخرى بأنه يصقل ويؤصل المواد التي تدرسها الجامعات الاخرى بدراسته للقرآن الكريم. ونسبة لهذه الأهداف السامية التي تبنتها جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية تعطى مادة القرآن الكريم أولوية قصوى وأهمية بالغة في منهج الجامعة. وإضافة لتدريسها كمادة خلال العام الدراسي يختم كل فصل دراسي بأسبوع عرض القرآن الكريم، ويخصص هذا الأسبوع لتلاوة القرآن الكريم فقط، وتتوقف الدراسة تماماً في جميع كليات الجامعة. القارئ الكريم للحقيقة والصدق ان قراءتك لهذا المقال عن عرض القرآن الكريم لا يمكنك من تكوين صورة ذهنية كاملة عن أسبوع عرض القرآن الكريم، وان حرصت وليس من رأى كمن سمع، فعندما تقوم بزيارة أسبوع عرض القرآن الكريم تقف على حقيقة الأمر، وتقتنع بأن هنالك مجهوداً يُبذل، لأن الجامعة تشمر عن سواعد الجد، وتكون في حالة استنفار قصوى واستعداد تام، وتسخر كل إمكاناتها، وتبذل كل غال ونفيس في سبيل إنجاح هذا الاسبوع، وهذا ليس غريباً على جامعة هدفها الأول والأخير إعلاء كلمة الحق والدعوة إلى الله، وتبليغ رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وفي الختام إن كان لدينا من إضافة أو مقترح للإخوة القائمين بأمر أسبوع عرض القرآن الكريم ان يفعل هذا البرنامج الرسالي الدعوي الضخم بدعوة عامة إلى جميع جمهور الشعب السوداني عن طريق وسائل الإعلام المختلفة حتى يكون أسبوعًا قرآنيًا عاماً وللجميع، وتكون الفائدة والبركة عامة لكل الناس مع عدم الإخلال ببرنامج الطلاب. أ/ عبدالقيوم حسين إبراهيم مدرسة الألسن/ جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية عمر البدوي.. نيران الكرم والعلم ولد عمر إبراهيم البدوي في الصوفي الأزرق بالقضارف، والصوفي الأزرق من أميز أحياء القضارف منسوبة للشيخ الأزرق قلعة العلوم الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم بالقضارف. ولد من سيدة وحاجة فاضلة هي «أم كنين» بت علي حاج الطاهر وعلى هذا هو من أثرياء زمانه. أما والد عمر البدوي فهو إبراهيم البدوي أحمد هو من قبيلة الزيداب المعروفة. تربى عمر البدوي كغيره من أقرانه في بيئة قروية وقتها وتنقل في فصول الدراسة حتى المرحلة الوسطى ثم بعث به والده إلى أم درمان مع ابن عمته الشيخ الأستاذ/ حمد عثمان الزبير جامعة إفريقيا الآن، لتلقي المزيد من العلم، ولكن عمر البدوي ترك الدراسة في أم درمان التي لم يمكث بها طويلاً وعاد إلى القضارف دون علم ابن عمته حمد عثمان الزبير وتزوج من السيدة علوية محمد عمر كوبار، والدها أيضاً من أتقياء وأثرياء زمانه. ترك الدراسة وبدأ يعمل بالزراعة بالقضارف وفي رحلة مع الزراعة أكرمه الله بمحصول كان ثمرة جهده الشخصي ثم انتقل إلى ممارسة تجارة المحصولات الزراعية مع الزراعة وبدأ يلمع نجمه في عالم التجارة لأنه عُرف بطيب المعشر ودماثة الخلق والتدين الذي تربى عليه وكان مع ذلك في قمة التواضع وشيئًا فشيئًا أصبح الرجل الذي يشار إليه بالبنان في الثراء وكان عمر يحب عمل الخير كأنه ما خلق إلا لعمل الخير ونجدة الملهوف وقضاء الدين ومعالجة المرضى وتزويج الشباب وإصلاح ذات البين وبناء المساجد ودور العيادة وبناء المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية وإعانة طلاب العلم ودافعي الديات. وأصبح عمر البدوي من الرجال الذين تشد لهم الرحال من جميع بقاع السودان لقضاء حوائج الناس. غرس عمر البدوي في نفوس إخوانه «علي ومحمد وعبد المنعم وأسعد» حب عمل الخير اخبرهم بأن الحياة لا تدوم لأحد بحلوها ومرها. أما أبناؤه فهم محمد ووجدي ومعز وأبوبكر وله أيضاً من البنات تكبرهم الأستاذة «إشراقة». شكل عمر البدوي حكومة أسرية من إخوته وأبنائه للاهتمام بأمر أهل الصوفي الأزرق والقضارف وكل من قصد عمر البدوي من جميع بقاع السودان. أما في الجوانب العامة وفي الحكومات السابقة قبل الإنقاذ حينما تتأخر رواتب الموظفين والنظاميين عن موعدها تصرف لهم استدانة من خزينة عمر البدوي، تخيلوا معي كيف يوصف رجل كهذا الذي ينفق إنفاق من لا يخشى الفقر؟! رحل عمر البدوي يوم السبت 26/2/2010م وقد قدم لآخرته كل ماله في مرضاة الله سبحانه وتعالى. وأقول على لسان الشاعر حافظ إبراهيم: يا قبر هذا الضيف آمال أمة فهلل وكبر وألق ضيفك جائيا أيا قبر لو إنا فقدناه وحده لكان التأسي من جوى الحزن شافيا لكن فقدنا كل شيء بفقده وهيهات أن يأتي به الدهر ثانيا فيا سائلي أين المروءة والوفاء وأين الحجا والرأي ويحك ها هيا ويجب ان يكرم عمر البدوي في شخص ابنه محمد ووجدي وابنته الأستاذة إشراقة. أ/ أحمد بابكر «المكابرابي»