يعتبر نادي الروتاري العالمي منظمة تطوعية للخدمة العامة أسست في مدينة شيكاغو الأمريكية في عام 1905 بول هاريس «محامي» و ثلاثة من أصدقائه تهدف إلى خدمة المجتمع الذي يقع النادي في دائرته، وخدمة أعضائه من خلال توثيق الصلات بين الأعضاء الذين ينتمون لمهن مختلفة، واتسعت عضوية النادي بمرور الوقت لتشمل في 2006 حوالي مليون ومائتي ألف عضو في 32 ألف نادٍ من 200 بلد، ويتم ضم الأندية في مقاطعة معينة إلى ما يعرف بمنطقة الروتاري، مما يعني أنها أصبحت حكومات داخل الدول، وفي الخرطوم كان رئيس البرلمان محمد صالح الشنقيطي أول سوداني يحتل منصب مدير إقليمي لنادى الروتاري المرتبط آنذاك بالمحافل الماسونية. خلال الفترة الماضية هبطت طائرة الرئيس الامريكي السابق الديمقراطي جيمي كارتر في مطار الخرطوم ولم تكد تقلع حتى هبطت طائرة السيناتور الأمريكي الجمهوري سوني لي والوفد المرافق له في الخرطوم الذي تناول بحث الوضع الراهن في العلاقات السودانية الأمريكية وعودة العلاقات وتعزيزها مع الكونغرس الأمريكي لتقريب وجهات النظر، خاصة أن الحظر الاقتصادي أضرَّ بالشركات الأمريكية والقطاع الخاص بحسب قوله، وأضاع الكثير من الفرص التي من شأنها أن تعود بالمصلحة على شعبي البلدين، وكذلك كانت ايضاً زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ايضاً مليئة بالوعود الأمريكية التى بدأت لوهلة بانها صفقات أكثر من كونها بداية عهد جديد بين البلدين، لكن الغريب في زيارة الوفدين ان جيمي كارتر معروف عنه بانه من الأعضاء الشرفيين لنادي الروتاري العالمي، بجانب عضويته الشرفية في نادي «اللوينز» او الأسود الذي حضر احد احتفالته في الخرطوم من قبل وأقيم عندها في فندق السلام روتانا. الجديد في زيارات المسؤولين الأمريكان ان عضو الكونغرس سوني لي الذي طرح العديد من الوعود الأمريكية، يعد أحد قيادات نادي الروتاري في نيويورك بجانب انه يدير الشركة الأمريكية الكبرى للتنمية الدولية وهو من أصل كوري ويقيم في ولاية نيو جيرسي، بالتالي فإن زيارة الوفدين في سياقهما السياسي تبدو كطريق جديد للعلاقات بين البلدين يقوده الوفدان، لكن من جهة أخرى فان ارتباط نادي الرتاوي بتلك الزيارات لصيق، خاصة ان جميع الموفدين الدوليين للسودان كانت خلفياتهم ذات طابع يرجع لنادي الروتاري او الليونز أو فرسان مالطا، والاخيرة كان مبعوثوها في السودان السناتور الأمريكي السابق جون دانفورث بجانب رئيس الآلية الافريقية الحالي رئيس جنوب افريقيا السابق ثامبو أمبيكي، وتولى الاثنان ملفات السودان الخاصة بعلاقته بدولة جنوب السودان الحالية وقضية دارفور، بينما تولى المبعوث الامريكي السابق روجر ونتر وهو رئيس نادي الليونز في دولة جنوب السودان حالياً، ملف الجنوب ونيفاشا، فيما يقوم الرئيس الأمريكي السابق وهو ممثل الليونز والروتاري معا ببحث قضية حدود السودان مع الجنوب والإصلاح السياسي بالسودان، أما قضية مياه النيل فكان مشرفا عليها اللواء حاتم باشات الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات المصرية وقد كرمه نادي روتاري الشروق بالقاهرة بجانب تكريم آخر من اندية الروتاري في الاسكندرية، ومن المعروف ان باشات قد عمل قنصلا لدولة مصر فى السودان، بالتالي ان تدخل عمل تلك الاندية المرتبطة بالماسونية في الخريطة السياسية السودانية الحالية ينبئ بأنها تعمل لبدء خطط جديدة بالبلاد ستظهر خلال الفترة القادمة او أنهم يقومون بتحسس الأوضاع بالسودان عقب التغييرات الوزراية التي جرت، وخلال الأيام القادمة ربما تظهر مياه خلف كواليس تلك الأندية.