أوردت صحيفة « الدار» الأسبوع الماضي و كعادتها بالصورة والقلم صور ثعالب حقيقية سببت قلقاً لعدد من المزارع بولاية الجزيرة حيث كانت تقوم بقتل البهائم وأكل جزء منها وتحديداً الكبد « باين عليها ذواقة» وأشارت الصحيفة أن مواطنين وبمعاونة البعض قاموا بنصب كمين لها«كجامة» بإحدى المزارع وتم إخطار شرطة الحياة البرية والتي تحركت بدورها فيما تمكن المواطنون من قتل بعضها وأسر البعض الآخر. لكن كانت تلك هي الثعالب الحقيقية فماذا عن ثعالب البشر ، وما نعنيه هنا ليس المكر وإنما قصدنا أن نسقط هذه المفهوم بمعناه الواسع ، فمثلاً أليست الاختلاسات والنهب الذكي والهبر « الهبرو ملو» نوع من الثعلبة أليس تقديم أهل الحظوة والقرابة والسياسة في الوظائف على حساب الكفاءة هو نوع أيضاً من الثعلبة والالتفاف على المعايير المهنية،أليس التلاعب في العطاءات أو ما يعرف بالمناقصات هو أيضاً ثعلبة على مبادئ الشفافية والعدل ، كذلك أليس الغش في مواصفات السلع نوع من الثعلبة الضارة،أليس احتكار السلع لجماعة أو فرد هو ثعلبة انتهازية ، أليس طبخ الانتخابات بأنواعها المختلفة تشريعية مهنية طلابية شبابية يعتبر ثعلبة ممقوتة ، أليس نقض بعض المرشحين في الانتخابات لعهدهم للناخبين هو ثعلبة رخيصة ، أليس تملق أصحاب النفوذ ثعلبة والتآمر على الناجحين ثعلبة ، وتحطيم المؤسسات الناجحة ثعلبة ، وتعمد هضم حقوق العاملين والالتفاف عليها ثعلبة ، والاستعصام عن سمع النصيحة ثعلبة ، وعدم الرضا بالنقد ثعلبة ، والترصد ضد الشرفاء في أية ساحة كانت ثعلبة ،أليس بقاء المفسدين ثعلبة ، ومكافأة العاجزين ثعلبة ، وتعيين الفاشلين ثعلبة ، أليس اهمال المؤسسات الإنتاجية وتدميرها ثعلبة ، أليس المعوقين الذين يضعون المطبات والمتاريس للمستثمرين الأجانب والوطنيين والباحثين عن العمولات والمشاركات بالباطن ثعالب تغرس أنيابها ضد التنمية ، أليس كذب السياسيين على اختلاف ألوانهم ثعلبة ، أليس التجنيب ثعلبة؟ أليس تشجيع بعض الأقلام لدخول الأجانب ومنحهم الحقوق غير المستحقة ثعلبة، أليس تحول الكتاب إلى خنادق الأعداء وتزيين الاحتلال ثعلبة ، أليست أقلام المقاولات ثعلبة ، والأسفار غير الضرورية للمسئولين ثعلبة،وصرف الحوافز غير المستحقة ثعلبة ، أليس إيجار الصحف من قبل بعض المكتبات ثعلبة، وفتح البلاغات لترهيب الأقلام ثعلبة ، أليس ترويج بعض المسئولين لأنفسهم من أجل البقاء في المناصب ثعلبة ، أليس تدهور بعض المستشفيات ثعلبة , واهمال بعض الأطباء للمرضى ثعلبة ، والمغالاة في العلاج ثعلبة ، والمتاجرة في الدواء ثعلبة ، كلها ثعالب وإن لم تكن لها أسنان ظاهرة ودماء طافحة لكنها كلها تدمي من الداخل وكلها تمثل شرخاً لكل مرجعيات وثوابت القيم الفاضلة ، ولهذا فإن ثعالب الجزيرة تم احتواؤها بوضع كمين لها لكن ، كيف يمكن محاصرة كل هذه الثعالب البشرية وكيف يمكن الإيقاع بها وفرملتها ونزع أسنانها المستبطنة ؟ أخيراً يا ناس الجزيرة الثعالب القبضوها دي ما مشكلة الكلام التانيات .