نجلاء عباس: «تذوقت مرارة الغدر على يد خطيبي وبنت خالتي» لم تتوقع «م» أن تجد نفسها ذات يوم لعبة انتقام بين بنت خالتها التي تعتبرها من المقربات إلى قلبها وفهمها وبين خطيبها «ح»، الذي وثقت فيه وكانت تتعامل معه دون وجود حواجز وقيود بينهما وكأنهما فرد واحد لكن شاءت الأقدار أن اختلفت معه بسبب نقاش بينهما حول رسمهما للمستقبل وكيفية العيش بعد الزواج الأمر الذي جعلهما ينفصلان عن بعضعهما وكل واحد منهما يذهب في طريق مختلف عن الآخر . وكانت «م» تتمتع بالقوة والعقل بالقدر الذي تحسد عليه في كيفية اتخاذ القرار ولملمت ما تبقت لها من مشاعر وقررت أن تسافر لتكملة الدراسات العليا بعد أن وقع عليها الاختيار في الجامعة بمنحها بعثة دراسية بإحدى دول الغرب نسبة لتفوقها وتميزها عن بقية طلاب وطالبات دفعتها وحضرت «م» إلى والدها لتخبره بتفاصيل البعثة بالإضافة للخلاف الذي حدث بينها و خطيبها وكان والدها من الرجال المتفهمين للمواقف وذا حكمة بالغة وتقبل قرارها بالقبول والدعوات بأن توفق في طريقها وأن الأيام تحمل لها بشائر النجاح والسعادة كما أن الحياة لا تتوقف من تجربة تحتمل النجاح أو الفشل وقال لها إن فترة الخطوبة هي من أهم الفترات التي يمكن أن يكتشف الطرفان بعضعهما ويكون لهما الحق دون تقييد في مواصلة مسيرة الحياة أو التوقف لاختيار الأفضل وتمنى لها أن يكون ما يخفيه القدر لها هو الأفضل. وبعد شهور انشغلت فيها «م» بإجراءاتها لمغادرة البلاد وفي صباح يوم سفرها استيقظت على صوت رنين هاتفها الجوال لتتفاجأ بأن المتصل هو خطيبها السابق وكانت المكالمة عبارة عن تهديدات أطلقها عليها بأنه لن يتركها في حالها وسوف ينتقم منها مقابل كل لحظة مرت بينهما اعتقد فيها أنها مغرمة به وقبل أن تنتهي المكالمة أغلقت الهاتف في وجهه وأسرعت لتتصل ببنت خالتها التي حضرت على الفور لتستمع لكل حديثها الذي خرج منها في لحظة غضب وتوتر وقالت إنه يغار منها لنجاحها ولإحساسه بأنه أقل منها مكانة علمية ظل يتعامل معها بتلك العشوائية فكانت بنت الخالة التي تدعى «د» مستمعة جيدة للحديث الذي لم تصبر حتى اتصلت ب«ح» خطيب صديقتها وأخبرته بكل ما جرى بينهما واستقل «ح» كره وغيرة «د» الخفية ل«م» واتفق معها على أن يقوما بتدبير مخطط لتدمير «م» نفسياً وبالفعل بعد أن ودعت «م» أسرتها وبنت خالتها التي أخبرتها أنها ستفتقدها كثيراً في غيابها غادرت البلاد واتجهت نحو مستقبل يصفه كل محبيها بالمشرق وتمنوا لها الخير والتوفيق وبعد أن استقرت في تلك الدولة وباشرت دراستها بشكل منظم وقضت فترة ثلاثة أشهر اتصل بها أخوها الأكبر لائماً لها على فعلتها بأن وضعت عدداً من الصور الخليعة على صفحتها ب«الفيس بوك» وتكتب تحتها أنها تريد زوجاً وتترك رقم هاتفها بالدولة التي هي بها. صدمت«م» بما قاله أخوها وقالت له إنها بلا شك مكيدة لا أساس لها من الصحة. فقال لها إن الصور بها معالم الدولة والجامعة وعندما حاولت «م» فتح حسابها على «الفيس بوك» لم تستطع وتأكدت أن هناك شخصاً يستخدم حسابها ضدها لإشانة سمعتها وسط مجتمعها وأهلها ولم تستطع «م» أن تترك الأمر يمر وطلبت من شقيقها أن يقوم بفتح بلاغ بمحكمة الملكية الفكرية وجمع كافة صورها المنزلة ب«الفيس بوك» والصور المماثلة لها وعندما شاهدت الصور عرفت أن «د» هي وراء هذه الجريمة وأنها قامت بإرسال بعض الصور لها بناءً على طلب من «د» لكنها لم تكن بذاك المنظر وبعد الكشف والتحري اتضح أن الصور ادخلت في برنامج الكتروني «فتوشوب» وقاموا بتغيير الهيئة مع المحافظة على ملامح الوجه وتم القبض على «د» التي بعد أن حوصرت من كافة الجهات بالأدلة والبراهين انهارت واعترفت أن ما قامت به هو مخطط طلبه منها «ح» خطيب «م» بغرض الانتقام منها وكانت هي الوسيلة التي من خلالها يمتلك المعلومات والصور ورقم الهاتف وظل يعبث بخصوصياتها حتى يدمر نفسياتها انتقاماً للخلاف الذي بينهما . وبعد الاعتراف من الطرفين المتهمين أمام المحكمة حدّد القاضي جلسة أخيرة للنطق بالحكم.