«هذا المؤتمر تم تنظيمه باعتباري الأمين العام لحزب الأمة القومي، وأنا أتحمل كل تبعاته، ومسؤول عن أية كلمة أقولها»، تلك هي فاتحة حديث الأمين العام لحزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين عبد القادر في مؤتمره الصحفي الذي عقده ظهيرة الأمس في فندق «القراند فيلا هولدي»، والذي أمه جمع غفير من الإعلاميين بجانب الفضائيات المحلية والدولية، وبمشاركة السكرتير الثاني بالسفارة المصرية. يذكر أن المناخ العام بحزب الأمة القومي يبدو مضطرباً على خلفية الخلافات التي ضربت الحزب بولاية الجزيرة التي اختلف حولها كل من الأمين العام للحزب من جهة، ونواب رئيس الحزب الفريق صديق محمد إسماعيل واللواء فضل الله برمة ناصر من الجهة الأخرى، فضلاً عن الانتقادات الحادة التي وجهها صديق للأمين العام من على منصة الصحافة الورقية، إضافة لذلك هناك اجتماع الهيئة المركزية للحزب والمنتظر التئامه يومي الخميس والجمعة المقبلين،, وقد تسربت العديد من الأنباء بالصحف أن الهدف من اجتماع الهيئة هو الإطاحة بالأمين العام الشيء الذي نفاه الأمين بالتأكيد على كونه الأمين العام الشرعي للحزب، وأن التسريبات التي ترد في الصحف بشأن إزاحته غير صحيحة، وأشار إلى أن للهيئة المركزية ثلاثة قرارات عملت الأمانة العامة على تنفيذها وهي لم شمل الحزب، والالتزام بالخط السياسي للحزب والمتمثل في أن الأمة القومي حزب معارض يسعى لتقوية منبر المعارضة ويسعى للوصول لميثاق جامع للمعارضة، والالتزام بدستور الحزب ولوائحه. وأكد الأمين أن مؤتمرهم لا يهدف للانشقاق أو الإساءة لأحد. ولما كان الحوار الذي ابتدره المؤتمر الوطني قد أوقع الخلاف بين أعضاء تحالف المعارضة، يبدو أن حزب الأمة لم ينج هو الآخر من الخلاف. فالبرغم من أن رئاسة الحزب أعلنت قبولها للحوار دون شروط إلا أن الأمين تحدث عن ما أسماه توفر البيئة المناسبة للحوار والمعايير اللازمة له، متعجباً من كيفية عقد الحوار في ظل الحروب الدائرة بالبلاد، ووجود معتقلين بالسجون، وأشار إلى أن الوطني يسعى لتجيير الحوار لإطالة عمره. الملاحظ أن هذه المعايير هي عين ما تتحدث عنه تحالف المعارضة «ناقص المؤتمر الشعبي والأمة القومي المجمدين»، وخلص إلى أن رؤيته للحوار تتمثل في أن يفضي إلى تغيير النظام، وإبداله بآخر يرضي تطلعات الشعب السوداني. وتطرق الأمين للمشكلات التي تواجه البلاد على المستوى الاقتصادي والأمني وتفشي القبلية والجهوية والعلاقات الدولية. وقال إن السودان يمر بمرحلة حاسمة تستدعي الوقوف مع الذات على نحو يترتب عليه إما أن «يروح» السودان أو أن يعود أحسن مما كان. الأمين أكد أن المحور الثاني للمؤتمر هو الوقوف عند الأوضاع بالحزب في الوقت الراهن، وأفصح الأمين جهراً عن وجود مدرستين بالحزب، الأولى ترى أنها امتداد لمدرسة النضال التي قادها الحزب من المهدية وإلى الاستقلال وهي لن تساوم في قضايا البلد عبر أية تسوية مع أي نظام شمولي لتحقيق مصالح آنية ولهذه المدرسة تأثيرها على مستوى المركز والولايات ولها قوة ضاربة هي الشباب والطلاب، وأخبر عن أن هؤلاء الشباب مشتركون في عمل تنظيمي مع القوى السياسة، فضلاً عن جهودهم الأساسية في بناء المستقبل. أما المدرسة الثانية فترى أن مصلحة الحزب في التحالف مع الوطني، لذا جرت الكثير من القضايا التي لا نقبل بها ورغم تحفظه على إذاعة أسرار الحزب كشف الأمين عن معوقات فرضت على الأمانة العامة كي لا تؤدي دورها المنوط بها، واستدرك ليقول ولكن ذلك لن يعوقنا عن أداء مهامنا. وتوقف الأمين عند المشكلة التنظيمية للحزب بولاية الجزيرة، ومن ثم عرج على الاجتماع المنتظر للهيئة المركزية نهاية الأسبوع الجاري بقوله إذا أرادت الهيئة ألا تتناقض مع دستور الحزب عليها ألا تقوم بتغييرات هيكلية في الأمانة العامة والمكتب السياسي، ولتحصر اهتمامها على تناول قضايا الحزب والاستعداد للمؤتمر العام. وقطع بأنه لن يدخل اجتماع الهيئة إلا إذا تأكد بأن اجتماعها يتوافق مع الدستور. وفي رده على سؤال «الإنتباهة» بشأن ما إذا كانت لديه مخاوف من أن اجتماع الهيئة يسعى للإطاحة به من موقعه، أوضح الأمين أنه لدى استلامه لموقعه وجد تقريراً من سلفه يشير إلى أنهم اتفقوا مع الوطني في قضايا الحوار بنسبة «85%»، وفوجئنا بتشكيل لجنة للحوار مع الوطني دون علم الأمانة العامة والمكتب السياسي ونائب رئيس الحزب، وعلمنا بأمر هذه اللجنة من تصريح لرئيس الجمهورية الذي قال إنهم توصلوا لاتفاق مع حزب الأمة، لذا كان لا بد أن تكون لنا وقفة، وذكر أن ما حدث بالجزيرة لا يهدف للإطاحة بالأمين العام، إنما لإلغاء وجود أي صوت معارض. وأكد أن اجتماع الهيئة المركزية يسعى لقطع الطريق أمام تنظيم المؤتمر العام للحزب للاستمرار في التفاهمات الجارية بينهم والحكومة عبرالحوار. وفي رده على بقية الأسئلة أوضح أنهم مثلما ينتقدون الحكومة فإنهم ينتقدون المعارضة في عدة نقاط إلا أنها في مجملها إجرائية لأنهم يتفقون مع المعارضة حول خطها الأساسي وهو تغيير النظام ولن يستطيع أحد إخراجهم من التحالف باعتبارهم من المؤسسين له. وقال إن حزبهم يتحدث عن الإسلام الوسطى وأنهم ضد من يريد طرد الإسلام من الحياة العامة، وضد من يسعى لتجيير الإسلام لأهداف خاصة، وذكر بأنهم مع طرح الدولة المدنية. وفي رده على سؤال عضو الحزب بالولايات المتحدةالأمريكية صديق الزين عن علاقة الحزب بإيران قال إن أية علاقة مع إيران في الظروف الراهنة تعتبر جريمة لا تغتفر، وقال: نحن نقف مع مصر ومع دول الخليج، وهذا لا يمنعنا من التأكيد على سودانية حلايب الخالصة.