وقابيل يسفك دم أخيه هابيل.. دم بارد يبقى علامة فارقة لأول جريمة قتل عرفها الإنسان خليفة الله في أرضه.. وتتوالى جرائم قتل الإنسان.. تتنزل على الأرض كما يتنزل المطر، وقابيل الجبهة المجرمة والعصبة المارقة.. في ليل بهيم.. يشحذ سكينته فيهدر دم «الرفيق» الماركسي « ه . أ . خ» وتضرب على الجريمة « أسيجة » التكتم ويوارى الجسد.. وذات «الغراب» الذي تبرع بموارة جسد «هابيل» مجموعة من «الغربان» تواري الجسد وهي لا تدري.. أن «كاتل الروح ما بروح»، فالخبر ينقله الأثير وكل ذرة هواء في الغلاف الجوي.. «فالرفيق» الماركسي.. صاحب قابيل والمؤتمر بأمره... ومعه الآخر الذي انقطعت أخباره.. فلا هو ميت فيبكى.. ولا حي يتواصل مع الأهل والعشيرة.. الاحتجاج قاد الضحية إلى المقصلة.. وذراع هابيل «ه . أ . خ» يدفع قابيل ليحكم بإعدام «الرفيق » المتمرد.. والأخبار تنقل من بلاد الضباب أن شقيقة «الضحية» ترفع دعوى ضد الجبهة الثورية المنظمة الإرهابية.. ومسلسل القتل يتواصل.. والأخبار تنقل «همساً» أن المجرم المتعطش للدماء.. وعصبته المارقة.. يواصلون عملية القتل والاحتيال و«أسرى» اثنين تقودهما الذئاب الكاسرة.. وأسرى في مكتب «قابيل» وله في خدمته.. أشياء وأشياء... الانتقام.. والانتصار للنفس.. و«عقد» ترقد في داخل نفسه.. المليئة بالأحقاد.. والوسواس.. ويدخل «دورة المياه» ويسمع الضحك.. ضحك برئ لأسرى وقعوا في شباك .. فيتحرك الحقد في داخله.. وتزيده كأسات الخمر غلياناً.. ويدفعه الشيطان الذي يتلبسه فيستدعي الأسرى.. ويعترف أحدهم وقبل أن يكمل اعترافه.. سكت سكته الحقته «بهابيل» جده الذي مات مظلوماً.. وبدل رصاصة واحدة.. خرجت رصاصة ثانية.. فسكنت أحشاء الأسير الآخر.. فقابيل لم يعد واحداً.. قابيل نسخ متعددة.. فكل الجبهة المتمردة.. هي قابيل.. وقادتها الحلو.. عقار.. عرمان.. هاشم أورطة.. أحمد العمدة.. مني أركو مناوي.. عبد الواحد.. هم جميعاً من ظهر قابيل.. وأبناء شرق النيل الأسرى هم هابيل.. فلما يعتبر مسؤول الحزب الشيوعي صديق يوسف.. أن «محكمة سنجة» هي حجر عثرة في مشوار الحوار الوطني.. فإنه يقتل العدالة.. التي يطلبها ضحايا.. الجبهة المتمردة.. فالأسرى يقتلون برصاص قادة الجبهة .. ومن يخالفونهم.. من عصبتهم.. يقتلون.. فهل الحق يدخل في باب التسويات.. يا أيها المناضل الجسور؟؟ وهل التسوية السياسية تكون فوق العدالة؟؟.. وهل التسوية تقدم على الدماء التي أريقت في الدمازين.. وأبو قرن ودندرو.. والكرمك.. وسالي؟؟.. وهل تكمم الأفواه.. ولا نسأل عن مجند الحركة الشعبية «أ» ابن « الشهيد.. الذي اختفى؟؟.. وهل تسكت العدالة لأجل التسوية.. عن دم «الماركسي» الذي اختار النضال «الجيفاري» لكنه شرب كأس الغدر من «الرفاق»؟؟.. فتاريخ «المراكسة» مليء بالغدر وإزهاق الأرواح. فالتاريخ يقص عن إستالين.. وتروتسكي.. والخمير الحمر وعبد الفتاح إسماعيل.. وعلي ناصر «اليمن».. وانقسام الحزب الشيوعي السوداني.. وما تبعه من دم وموت.. وشلالات دماء في الصين.. و«ماو» وتيتو.. و«خوجة» وشاوسيسكو.. فقابيل يسكن في فكر الرفاق.. فالحوار.. لن يسقط الحق.. فلا عدالة.. بلا إحقاق للحق.. التاريخ لن يسقط جريمة قابيل.. المتعدد النسب ولو بعد حين .