دخل طلاب جامعة زالنجي بولاية وسط دارفور في اعتصام يوم الأحد الماضي مقدمين مذكرة (تحصلت الإنتباهة على نسخة منها) احتوت على عدد من المطالب منها توفير الخدمات وتهيئة البيئة الجامعية وإيجاد حلول عاجلة لأزمة هجرة الأستاذ الجامعي الذي استعاضت عنه جامعة زالنجي بالأستاذ الزائر.. اضافة إلى حل قضية إتحاد الطلاب الذي لم ينتخب منذ سنوات وهو من المطالب الملحة بالنسبة للطلاب. وشكل الطلاب لجنة تولت مخاطبة الجامعة ومتابعة سير الاعتصام وقام بعض الطلاب بإغلاق القاعات، المكاتب والأقسام الإدارية. تجدر الإشارة إلى ان جامعة زالنجي (الفاتح من سبتمبر سابقاً) التي تأسست مطلع العشرية الأخيرة من القرن الماضي من الجامعات السودانية التي مرت عليها أزمات متلاحقة، فمنذ اندلاع الصراع في دارفور شهدت الجامعة فترات تعليق للدراسة بشكل متكرر ففي العام 2003م عُلقت الدراسة بعد أحداث شغب جراء احتجاج للطلاب على عدم تكوين الإتحاد تم على إثره إحراق جزئي للجامعة واستمر التوتر في الجامعة حتى وقوع أكبر تصدع شهدته الجامعة في العام 2010م إبان زيارة وفد الوساطة المشتركة لمفاوضات الدوحة الذي رأسه جبريل باسولي حيث رشق الطلاب الوفد الزائر بالحجارة في أثناء عقده اجتماعاً داخل حرم الجامعة مما أدى إلى مواجهات مباشرة مع الشرطة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى وسط الطلاب. ثم امتدت الأزمات داخل أروقة الجامعة في الأعوام التالية حتى أحداث الأسبوع الحالي. وبالعودة إلى ردود الأفعال التي صاحبت هذه الأحداث فقد أصدرت إدارة الجامعة بياناً دعت فيه الطلاب إلى تغليب المصلحة العليا للطلاب والالتفات إلى التحصيل الأكاديمي مؤكدة حرصها على توفير ما يمكن توفيره لتهيئة البيئة الجامعية. ثم أعقبت البيان الأول ببيان مشترك بين الجامعة وصندوق الطلاب وحكومة ولاية وسط دارفور حيث أكد البيان المشترك على متابعته بدقة تطورات الأوضاع بالجامعة مع التزام الجامعة بمطلوبات يمكن تنفيذها عاجلاً مثل (تحسين البيئة الجامعية عبر الكافيتريات والاستراحات وتوفير معدات المناشط المختلفة) وأخرى تحتاج لبعض الوقت مثل (تهيئة القاعات، زيادة دعم بحوث التخرج، دعم الرحلات العلمية وصيانة المعامل وغيرها) ستعمل الجامعة على معالجتها حال توفر الظروف المناسبة. كما أكد صندوق رعاية الطلاب سعيه إلى توفير الخدمات بالداخليات ودعم المناشط وتوفير خدمات الإسعاف الليلي إضافة إلى مطلوبات يمكن تنفيذها لاحقاً كالمكتبات الإلكترونية وقاعات المذاكرة وغيرها. والتزم والي الولاية الشرتاي/ جعفر عبد الحكم بعدد من البنود منها تأهيل الوحدة الصحية بالجامعة وتوفير عربة إسعاف لصندوق الطلاب وصيانة المتحركات الخدمية (عربات ترحيل عربات صرف صحي) وصيانة خطوط مياه الشرب الخاصة بالداخليات. ثم أهاب البيان المشترك بجميع الطلاب الاستجابة لصوت العقل والاستمرار في الدراسة. على إثر ذلك فك الطلاب الاعتصام اعتماداً على ما ذكر من التزامات من قبل الجامعة وصندوق الطلاب وحكومة الولاية غير أن مراقبين للوضع يرجحون معاودة الطلاب للاعتصام خلال الأيام المقبلة. مؤكدين في الوقت نفسه ضرورة قيام والي الولاية بأدوار أكبر تجاه الجامعة التي تحتاج لعدد من المعينات وفي مقدمتها تهيئة المُناخ الأكاديمي خاصة بعد هجرة عدد لا يستهان به الكوادر العلمية من أساتذة الجامعة، إضافة إلى مشكلات أخرى تحتاج لجهود متضافرة حتى تستقر الجامعة.