تحذيرات تحمل نبرة غاضبة بشأن أي حديث عن إعفاء المرتدة أبرار التي حكم عليها بالإعدام، باعتباره حداً من حدود الله لا يجب التدخل فيه من أي شخص أياً كان منصبه. وبعد الحكم راجت أحاديث بأن الحكم ليس نهائياً ما يفتح الباب أمام استئناف أو أية خطوات حتى لا يتم تنفيذ الحكم. وبعد أن وصلت القضية إلى الرأي العام الدولي ووضح جلياً أن هناك ضغوط دولية تخشى السلطات منها، وذلك بعد تصريح وزير الخارجية علي كرتي الذي قال إن القضية قد تسببت في إحداث حرج كبير للسودان، الأمر الذي أثار غضب الجماعات الإسلامية وطالبت بإقالة كرتي. ويبرز اتحاد قوى المسلمين برئاسة د. أحمد الملك الذي أكد خلال حديثه ل «الإنتباهة»، بأن على الوزير أن يقدم استقالته حينما يتعدى أو يتبرأ من حد من حدود الله. وعبر عدد من أئمة المساجد عن عدم أي تدخل في أي حد من حدود الله، ما يوضح جلياً أن أي حديث عن إعفاء المرتدة ربما سيكون بمثابة قنبلة ستنفجر في أي لحظة. حملت صحف أمس تصريحاً لوكيل وزارة الخارجية عبد الله الأزرق الذي يستشفي بلندن، أشار فيه لإمكانية الإفراج عن المرتدة أبرار، لكن سرعان ما سارعت الخارجية بنفي الخبر، واتصل كذلك الأزرق بنفسه نافياً الخبر. ضغوط دولية كبيرة مارسها المجتمع الدولي على السلطات، وبشكل خاص من جانب الحكومة البريطانية والامريكية مطالبين بإطلاق سراح المرتدة، بحجة ان السودان يكفل الحريات الدينية، الا ان تصريح كرتي وجد انتقادات واسعة خاصة من قبل الجماعات الاسلامية، باعتبار انه حد من حدود الله الذي لا يجب المساومة فيه. ويرى رئيس الرابطة الشرعية د.محمد عبد الكريم ان اي قرار مثل هذا مخالفة لحد من حدود الله وان اي شفاعة في حدود الله مخالفة لله عز وجل، مشيراً الى ان الفتاة في كامل قواها العقلية فهي مرتدة وطلب منها الاستتابة ويقام عليها الحد ويضيف د. محمد انه ليس من حق اي جهة ان تعفي في حد من حدود. ويمضي رئيس الرابطة في الحديث مضيفاً ان الحديث عن اي ضغوط دولية فهو أمر مصنوع داخلياً بسبب السياسات الداخلية، فاي بلد لها سيادتها ولها قوانينها الشرعية لا يجب ان ترضخ لاي ضغوط، وهذا في حد ذاته فتح الباب للتدخلات الخارجية. ويرى الخبير الاستراتيجي عباس ابراهيم ان القضية اخذت ابعاداً اكثر مما يجب، وخاصة من قبل الدوائر الغربية التي اخذت الموضوع باعتبارها انها فتاة مسيحية يتم ادخالها بقوة الى الاسلام، معتبرين ان هذا هو ديدن الحكومة في هذه القضايا التي تتعلق بالاديان فبعض الدوائر العربية الاسلامية اخذت الموضوع بزاوية مختلفة، وترى فيه انه سبب للحكومة حرجاً كبيراً على الرغم من أن الفتاة هاربة من اهلها، ولن تجد التأييد ولن يتم الدفاع عنها. ولم يستبعد عباس أن تتخذ السلطات قراراً بإعفاء المرتدة ابرار وذلك بسبب الضغوط التي ستواجهها. ويرى انه يجب على السلطات ان تتحلى بشيء من الحكمة قبل ان تخطو بأي قرار ربما لا تحمد عواقبه. من ناحية اخرى فالجماعات الاسلامية لن تتقبل هذا القرار وقد تعتبره تفريطاً في الاسلام من الحكومة نتيجة هذه الضغوط، وربما تقوم بعمليات ومواقف متطرفة نتيجة تجاوز حكم شرعي وحد من حدود الله. بيد أن هناك من يجد ان القضية ربما ستُدخِل الحكومة في مطبات صعبة، خاصة انها تواجه في الداخل الجماعات الاسلامية المتشددة منها والمعتدلة، وفي الخارج تواجه الضغوط الدولية خاصة من امريكا وبريطانيا، واي قرار ستتخذه السلطات يجب ان يكون بعد تأني ومعرفة أبعاده في الداخل او الخارج، لكن يرى عباس إبراهيم أن العقوبات الامريكية لن تلغى حتى وان اصدرت السلطات قراراً بإعفاء المرتدة أبرار. على كل تبقى إمكانية إصدار قرار من السلطات بالإعفاء عن أبرار أمر غير وارد بحكم الشرع، لكن يبقى السؤال كيف ستواجه الحكومة هذه القضية وتخرج من نفق الضغوط الخارجية، وفي نفس الوقت لا تريد أن تثير غضب الجماعات الإسلامية داخل السودان.