مثلما لسنار إرثها وتاريخها التليد الضارب في الجذور، لمدينة سنجة أيضاً تاريخها ومجدها لعراقتها وكذلك بقية مدن الولاية، وسنجة اليوم هي حاضرة لولاية سنار وهذا يستوجب أن تكون سنجة في مصاف المدن المتقدمة والمتطورة والناهضة، وللوصول إلى ذلك فلا بد من تضافر الجهود الرسمية والشعبية. سنجة اليوم وغيرها من مدن الولاية في حاجة ماسة لعملية إصحاح البيئة وترقية الذوق الحضري فضلاً عن تنمية يشعر بها المواطن ويحسها. والحال التي عليها سنجة اليوم من حيث الحشائش والأوساخ وأكوام النفايات على جوانب الطرق والأسواق جعلت وزير التخطيط العمراني والمرافق العامة رئيس غرفة طوارئ الخريف المهندس علي المدني حمد النيل يدعو خلال بيان أصدرته الغرفة كافة المواطنين والمنظمات والمؤسسات، أن يبادروا بنظافة الأعشاب داخل وحول المساكن وفي الشوارع ونظافتها خاصة بعد ازدياد الرطوبة الأرضية والجوية التي ساعدت في إنبات الكثير من الأعشاب في الشوارع وفناء المنازل والميادين، ما يزيد البيئة سوءاً بإيوائها للحشرات حسب قوله، وأضاف علي المدني أنه قد تلاحظ أن الحشائش بالمدينة صارت مراعي يقصدها أصحاب المواشي حتى أن السائر في الطرقات لا يكاد يجد متسعاً للمشي كما أن روث الماشية يزيد البيئة سوءاً. مواطنون بسنجة جأروا بالشكوى من تردي الوضع البيئي خاصة الوضع بالأسواق ولا سيما السوق الكبير، ولا يقل السوق الشعبي رداءةً في الوضع من الكبير وقالوا ل«الإنتباهة» إن السوق بحاجة ماسة إلى اهتمام المحلية ووضعه في قائمة أولوياتها، وأبدوا تذمرهم من الحال التي تكون عليها أسواق المدينة في فصل الخريف مناشدين جهات الاختصاص بعمل الردميات اللازمة وفتح المصارف في الأسواق، حتى يتمكن المواطنون من قضاء احتياجاتهم بصورة مريحة حين اللجوء إليها. وقال مواطن بسنجة فضل حجب اسمه، إن السوق الكبير لا يطاق في فصل الخريف خاصة «ملجة الخضار» ويعاني المواطن أشد المعاناة حينما يذهب للسوق عقب هطول الأمطار، حيث المياه الراكدة والوحل مشيراً إلى الغلاء الطاحن في السوق، وقال أصبح التجار يضعون الأسعار التي تناسبهم دون رقابة ما جعل الجزارين يبيعون بأسعار تؤذي جيوب المواطنين وقال حتى أصحاب المواصلات الداخلية بسنجة زادوا من تعرفة المواصلات دون قانون أورقيب بل من تلقاء أنفسهم. فيما قال المواطن محمد السر إن السوق الكبير تنعدم فيه أبسط مقومات الصحة، وهو الآن عبارة عن بركة آسنة من الأوساخ وتوالد الذباب وبقية النواقل الأخرى وأبان أن الحال المزرية التي عليها السوق، تعزى لغياب السلطات الإدارية والهندسية وأوضح أن المواطن يعاني عند دخوله للسوق لعدم وجود مصارف مفتوحة بصورة هندسية صحيحة لتصريف المياه، التي تتراكم مسببة روائح نتنة وهي تختلط بالأوساخ، وأكد محمد السر خلال حديثه ل«الإنتباهة» أن الإهمال وعدم الرقابة وانعدام النظافة تتسبب في توالد البعوض والذباب، مشيراً إلى انتشار مرض التايفويد واستمراريته على مدار السنة لغياب صحة البيئة وافتراش باعة الخضار الأرض والطرقات ،وقال إن سنجة بهذه الحال كأنها قرية نائية وليست حاضرة لولاية سنار!.