يبدو أن بردوة جبل الجليد ذابت بحرارة اللقاء الذي جمع بين دولتي مصر واثيوبيا فالمصافحة التي بادر بها وزير الري المصري حسام الدين مغازي على الوفد الاثيوبي خلال الاجتماع الوزاري الرابع بشأن سد النهضة الاثيوبي الذي انعقد بفندق السلام روتانا أمس ستساهم في حسم القضايا العلاقة بين الدول الثلاث (السودان ومصر واثيوبيا) حول قيام السد وإزالة التوترات العالقة وتقريب وجهات النظرو الاتفاق على استكمال الدراسات الفنية التي أقرها الخبراء الدوليون حول المشروع حول درجات الأمان في سد النهضة وحل الخلافات حول السعة التخزينية لبحيرة السد والتي ترى أثيوبيا أنها حق سيادي لها والتي تصل إلى 72 مليار متر مكعب من مياه النيل، فقد أبدت كل الاطراف خلال الاجتماع حسن النوايا بهدف الوصول إلى التعاون بالمنطقة ولمصلحة شعوب الدول الثلاث خاصة أن العلاقات بين دولتي اثيوبيا ومصر شهدت توتراً خلال الفترة الماضية مما ادى لتعثر المفاوضات بشأن قيام السد وتأثيره على الأمن المائي لدول المصب حيث أكد وزير الري والموارد المائية والكهرباء معتز موسى خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية أن الاجتماع يهدف إلى التعاون بدول حوض النيل الشرقي مشيرا لضرورة ابداء حسن النوايا وحسن الجوار من اجل التحكم وضمان مواجهة التحديات وصولا للتنمية والخروج بافكار بشأن الخلاف حول قيام السد مشيرا لضرورة التعاون بين الدول الثلاث، مؤكداً التزام السودان بالتعاون المستمر لتحقيق الاهداف المرجوة ولفت معتز إلى وجود قضايا تهم دول الحوض تتطلب معالجتها بروح التعاون مشيرًا للاستقرار السياسي الذي تشهده الدول الثلاث في الفترة الاخيرة مما يساهم في تعزيز التعاون والتطور بدول الحوض الشرقي، مضيفاً أن المناقشات هي أفضل الطرق للوصول لاتفاق نهائي حول الخلافات العالقة عبر مناقشة كافة جوانب التنمية لتحقيق الرفاهية للدول الثلاث ودول المنطقة مؤكدا أن الاجتماع الرابع سيركز على حسم الخلافات والخروج لبر الامان. فيما أشار وزير الري المصري د. حسام الدين مغازي أن الاجتماع يعتبر حقبة جديدة لحسن النوايا وبناء الثقة لما له من اهمية للدول الثلاث من أجل تفعيل الخطوات المتفق عليها خلال الاجتماع النهائي للجنة الخبراء مؤكداً أن الهدف المضي قدماً والتغلب على المعيقات والوصول لنتائج، لافتاً لضرورة التوصل لاتفاق ما بداناه خلال الاجتماعات الفائتة مؤكدًا تعاون مصر لتنمية دول الحوض والتي تهدف لتحقيق المنافع المتبادلة رغم التحديات التي تواجه المنطقة مشيرًا لتطلع مصر لاقرار حق شعبها في الحياة خاصة أنها تواجه مشكلة الجفاف وقلة الامطار مما يجعلها في وضع مختلف عن بيقة الدول باعتمادها علي النيل كمصدر للمياه مبدياً تخوفه فيما يتعلق بملء الخزان لافتا لخضع المشاريع القائمة على حوض النيل للدراسات بهدف معرفة مدى تأثيره على الدول المستفيدة والدول المتأثرة مع الأخذ في الاعتبار عامل الوقت كعامل ضغط مشيرًا أن المياه تمثل مصدراً للتعاون وليس للصراع ونواة للتعاون الإستراتيجي بابداء حسن النوايا، ومن جانبه أوضح وزير الري الاثيوبي اتلى اماوي تقلو أن الاجتماع هو نتاج للقرار المشترك للدول الثلاث لاستئناف النقاش فيما يتعلق بتوجيه هيئة الخبراء الدوليين بشأن سد النهضة داعياً المشاركين بالتركيز على الأجندة التي تهم دول المنطقة لافتاً لضرورة إنشاء لجنة تضم مندوبين من الدول الثلاث بهدف الوصول لحلول مؤكدًا التزام اثيوبيا بتقديم التعاون وتنفيذ مخرجات اجتماعات اللجنة الدولية مشيرًا إلى مساهمة الاجتماعات المشتركة بين رؤساء الدول الثلاث والاجتماع المنعقد بغينيا الاستوائية لدفع المفاوضات الأخيرة، مضيفاً أن مشروع الصداقة مع اثيوبيا سيساهم في تحقيق وطأة الفقر في المنطقة وتوقع أن يصل الدول خلال الاجتماع الرابع إلى حل جزري لافتا لضرورة التوصل لتوصيات مع مراعاة الشفافية وإنشاء لجنة وطنية والاتفاق على خارطة الطريق من أجل الوصول لتوصيات ترضي الدول الثلاث.