الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛ كتب المذيع السابق ((أيوب صديق)) ثلاث مقالات في صحيفة «الإنتباهة» بتواريخ 11و12 و13/يونيو2014م رداً على مقال واحد كتبته رداً عليه حينما اتهم الشيخ البرعي أنه يعارض محكم القرآن وقد تجاوز في هذه المقالات كل حدود اللياقة وانحط إلى درك السباب والشتم والهمز واللمز مع أنه في مقدمة مقاله نفى ذلك عن نفسه وهذا حال المتناقض دوماً ونسبة لسفري خارج البلاد وانشغالي بأمور أخرى تأخر الرد عليه والذي أشرع فيه الآن مستعيناً بالله تعالى. جاءت مقالات المذيع السابق تحت عنوان ((هتر الدكتور عادل حسن حمزة تلميذ البرعي)). فأقول أنا لم أرد عليك باجتهاد من عندي وإنما جاء ردي عليك من صميم القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم مدعوماً بفهم أهل العلم وأقوالهم فهل تسمي كل ذلك هتراً؟!! وإن كنت تقصد بالهتر وصفي لك بالجهل فإني والله قد أحسنت بك الظن عندما وصفتك بذلك وكنت أرجو أن تسعى لرفع هذا الجهل عن نفسك، وسوف أثبت ذلك لك بالدليل الدامغ. أما عن قولك إني تلميذ البرعي فأسألك من أين علمت ذلك....؟ إنه خيالك قد سوَّل لك أن الشيخ البرعي لا يدافع عنه إلا تلاميذه وإن كانت التلمذة للشيخ البرعي شرف لكني لا أدعيه وذلك لأن للتلمذة شروطها وأحكامها ومثلك لا يعرفها. مع التأكيد على أن الأستاذ المساعد لا يستنكف أن يكون تلميذاً. وأما عن قولك أنك لم تصف الشيخ البرعي بالجهل فهذه كذبة أخرى. وإني أترك الحكم للقارئ الكريم فمقالك الأول جاء تحت عنوان (قصيدة البرعي تخالف محكم القرآن الكريم). إن من يخالف محكم القرآن إما أن يُحكم عليه بالجهل أو بالكفر وليس هنالك وصف ثالث فطالما أنك قلت أنك لم تصفه بالجهل فإنك إذن تصفه بالكفر والعياذ بالله وإني أبعث برسالة واضحة إلى الإخوة أبناء وتلاميذ ومحبي الشيخ البرعي بأن يتخذوا الإجراءات التي من شأنها أن توقف هذا التطاول والعبث عند حده وإني على استعداد تام لإقامة الحجة عليك وإثبات أنك رميت الشيخ البرعي بالإفك والبهتان محاولاً إشانة سمعته والتشكيك في اعتقاده ووصف قوله بأنه لا يقوله صاحب عقيدة سوية وبعد هذا كله يقول صاحب الفهم المقلوب إنه لم يتهم الشيخ البرعي. وإني ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن كل مقالات أيوب صديق خلت تماماً من الاستدلال بأقوال أهل العلم فلم يذكر لنا إماماً واحداً من أئمة الدين ولا عالماً واحداً من علماء المسلمين يؤيده فيما ذهب إليه من اتهام للشيخ البرعي أو يرد به على ما أوردته في دحض افتراءاته وبيان سوء فهمه لقصيدة الشيخ ولكنه عمد إلى الاستدلال المباشر بظواهر النصوص من الآيات والأحاديث شأنه في ذلك شأن الظاهرية وأصحاب النظرة السطحية للنصوص مع العلم بأن هذه الظواهر لا تتناقض مطلقاً مع فهم أهل العلم المستمد من نصوص أخرى مدعوماً بما تحتمله اللغة العربية من مجازات واستعارات خارجه عن نطاق الفهم المقلوب للمذيع ويمكن التأكد من ذلك بالرجوع إلى مقالاته كلها فنجد أنه قد تَزَيَّا بزي أهل العلم وتطفل على موائدهم وساوى رأسه برؤوسهم، وهذا أكبر دليل على جهله وسوء فهمه. ولياً فقد آذنته. أما عن قوله أني نسبت إليه كلاماً لم يقله عندما قلت ((كسيدنا نوح...)) وأنه لم يذكر كاف التشبيه وأني نسبتها إليه كذباً.... فهذا يؤكد سوء فهمه وعليه أن يرجع لمقالي فسيجد أني لم أقصد نقل كلامه بالنص حتى لا يطول المقال حيث إن المقام مقام اختصار ولذلك مثلت بكاف التشبيه ثم شرعت في الرد عليه باعتبار مضمون كلامه لا نصه فتمسكه بأني زدت كاف التشبيه على كلامه هو مثل تمسك الغريق (بالقشة) كما يقولون. أما عن قوله أني أخذتني العصبية للشيخ البرعي فدافعت عنه ولم أرد على بقية ما جاء في المقال من نفي الأولية للنور المحمدي وعلمه صلى الله عليه وسلم للغيب فأقول رداً على ذلك: أولاً: ما أحلى العصبية لأهل الإيمان والدفاع عن أولياء الرحمن. ثانياً: إن مقالك في الأصل قصد منه النيل من الشيخ البرعي والإساءة له فلماذا تمنح نفسك باطل الإساءة للشيخ وتمنعنا حق الدفاع عنه أما عن قولك عن كون الأنبياء السابقين أصل النبي صلى الله عليه وسلم يناقض أنه صلى الله عليه وسلم أصل الخلق وأوله فهذا فهم مقلوب منك أيضاً لأنك أيها المذيع لم تفرق بين عالم الأرواح وعالم الأجساد، فأجداد النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء من لدن آدم ونوح إلى إبراهيم وإسماعيل عليهم الصلاة والسلام هم أصله في عالم الأجساد وهو صلى الله عليه وسلم أصلهم في عالم الأرواح ويؤكد هذا قوله صلى الله عليه وسلم في معرض الثناء على ربه ((وجعلني فاتحاً وجعلني خاتماً)). فقال إبراهيم عليه الصلاة والسلام للأنبياء ((بذا فضَّلكم محمد صلى الله عليه وسلم)) قال القاضي عياض رحمه الله في شرح هذا الحديث: «فيكون الفاتح هنا: بمعنى الحاكم، أو الفاتح لأبواب الرحمة على أمته، والفاتح لبصائرهم بمعرفة الحق، الإيمان بالله، أو الناصر للحق، أو المبتدىء بهداية الأمة، أو المبدأ المقدم في الأنبياء، والخاتم لهم كما قال صلى الله عليه وسلم: كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث. «انظر الشفاج1، ص465. وحديث:» كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث» رواه الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً، وارجع إلى مقالي الثاني في الرد عليك تجد مزيداً من الأدلة في تقرير هذه المسألة، أما عن تساؤلك: كيف يكون سبباً في نجاتهم وهو لم يحضر أزمانهم فقل لي بربك كيف صلى بهم إماماً في بيت المقدس والحال أن بينه وبينهم قرون طويلة. أنها قدرة الله تعالى وحكمته حين أراد سبحانه إظهار فضل رسوله صلى الله عليه وسلم وإشراق نوره في كل الأزمنة والعصور وفي هذا يقول مادحه: تتسامى بك العصور وتسمو بك علياء بعدها علياء لقد بنى ((المذيع)) إنكاره على أساس الآماد الزمنية السحيقة بين النبي صلى الله عليه وهؤلاء الأنبياء ودعني الآن أسوق لك قصة صغيرة حدثت في عهد الخليفة هارون الرشيد فيها رد على تساؤلك هذا، قال خرزاذ القائد: كنت عند الرشيد فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحاج آدم وموسى قال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة قال آدم أنت موسى الذي أعطاه الله علم كل شيء واصطفاه على الناس برسالته وبكلامه قال نعم قال أفتلومني على أمر قد قُدّرَ عليَّ قبل أن أُخْلَقَ) .وهو حديث صحيح فقال القرشي: أين لقي آدم موسى؟ يعني أين التقى موسى بآدم عليهما السلام وبينهما تلك الآماد السحيقة وهو بالضبط كلام المذيع فقال له الراوي لقيه حيث لقيه، أقول لك قال الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول أين لقيه؟! فما كان من هارون الرشيد إلا قال: بغضب شديد النطع والسيف زنديق يكذب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟؟! فو الله لو أن هارون الرشيد سمع كلام هذا المذيع وهو يضرب القرآن بعضه ببعض ويرد ما صح للنبي صلى الله عليه وسلم من المناقب لدعا بألف نطع وألف سيف. وحق لنا أن نقول: وا هاروناه