اليوم الجمعة المباركة سأشد الرحال على ظهر بص ينقلني إلى مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان، وسألتقي بإخوة لي يجمعنا هم واحد هو التفاكر في أمر مدرستنا الأم «خورطقت الثانوية» لعل الله يفتح بيننا وبين قومنا من أهل التعليم بالحق فنقبل على رسم كل ما يتطلبه مستقبل التعليم الثانوي من إستراتيجيات تصلح لامتصاص احتمالات المستقبل. سأمر على مناطق باعدت بيني وبينها الأيام والأحداث فلم أنعم بخضرة الريف في هذه الأيام ولا خضرة الزرع وامتلاء الضرع الذي كنا نشرب منه لبناً سائغاً لذة وعافية للشاربين. ونرفع أكفنا إلى الله العلي القدير سائلين: اللهم يا حنان يا منان، يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام نسألك باسمك العظيم الأعظم الذي إذا سئلت به أجبت أن توفقنا وتسدد خطانا للمحافظة على ما عهدت لنا به من أمانة وخلافة على الأرض فنحسن الخلافة فلا ندمر الأرض ونفسد فيها أو نهدر ماءها الذي جعلت منه كل شيء حي فإنك جل جلالك تقول «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ» «الأنبياء30». سائرين ومتبعين هدي رسولك الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم الذي مر بسعد وهو يتوضأ، فقال: ما هذا السرف يا سعد؟ قال: أفي الوضوء سرف؟ قال: نعم، وإن كنت على نهر جار». ألهمنا أن نحافظ على هذ المورد وهذه النعمة فلا نسرف فيها ولا نبددها ولا نلوثها وأنت لا تحب المسرفين كما أنزلت لنا «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ». ونسألك يا الله أن تبصرنا وتهدينا إلى اتباع سبيلك في المحافظة على مجموعة الأمم من أمثالنا«وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم» الأنعام:38 وأن نهتدي بما أنزلته لنا : «يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم هديا بالغ الكعبة أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره عفا الله عما سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام» المائدة :95 فإن الأشهر الحرم بالنسبة لنا هي المواقيت التي تتلاقح وتتكاثر وتتوالد فيها أنعامك فلا نصيدها ولا نقتلها. اللهم اجعلنا من الذين يلتمسون العذر لإخوتهم كما التمست النملة العذر لسيدنا سليمان عليه السلام هو وجنوده وهم لا يشعرون: «حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون» النمل:18 اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ونحن نجري ونلهث خلف لعاعها«كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ» الأعراف:176 ونسألك يا خالق السموات والأرض أن ترفع غضبك عنا فلا تسط علينا بما كسبت أيدينا «الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدّم» فلا نستطيع لها رداً. اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين ولا تجعل منهم عدواً لنا «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ «14» إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ» التغابن «14-15» ولا تجعل أموالنا ولا أولادنا فتنة لنا بل اجعلهم نعمة تعمر البلاد وتنفع العباد. اللهم يا ولي الأمر والتدبير وفارج الهم وكاشف الغم نسألك بحلمك وكرمك ومنك أن تكثر لنا من الخوف والطمع «تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون» السجدة «16» ندعوك خوفاً مما اغترفناه من ذنوب وطمعاً ورجاءً فيما عندك من نعيم لا يزول وخير لا ينفد. فكل أمر عسير عليك يسير. اللهم إنك تعلم ونحن لا نعلم ما يدبر لنا فلا تجعلنا من الغافلين الذين لا يتبصرون ولا تنزل علينا الغفلة فنكون مثل الجن «فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين». سبأ 14 اللهم إنك سترنا وكفايتنا ووكيلنا و«حسبنا الله ونعم الوكيل» فانصرنا على أنفسنا أولاً حتى نوق شح أنفسنا فنكون من المفلحين وانزع ما في صدورنا من غل واجعلنا نواجه الصعاب على قلب رجل واحد وافرغ علينا صبراً موقنين إنه لن يصيبنا إلا ما كتبت لنا ورضنا به. وصلى اللهم على سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا رسولك الكريم محمد بن عبد الله وآله وأصحابه الغر الميامين واحشرنا معهم برحمتك يوم الدين. واحفظنا في سفرنا الذي سخرته لنا وما كنا له مقرنين. اللهم احفظ أهل كردفان غربها وشمالها وجنوبها وسائر بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن