ليس من الممكن والمعقول ولا المقبول أن يستغل شخص ما خاصة إن كان صحافياً قدرته أو مهنته أو وضعه ليهاجم إنساناً بريئاً أعزل ويتهمه ويتعدى على حرمته وخصوصياته ويسعى لتشويه صورته ويستفزه ويسخر منه ويترصده ويستصغره ويحتقره ويستهدفه وفي الوقت نفسه يجرد هذا الذي »تم اتهامه وتجريحه وشالوا حالو« وتمنعه من حق الدفاع عن نفسه بل وتحدد له الكيفية التي يرفع بها الظلم الذي وقع عليه على طريقة »ممكن أن ترد أو أن تلجأ للقضاء أو تتحمل وأن لم يعجبك هذا الوضع فعليك بالبحر تشرب منه أو تغرق فيه أو أركب أعلى ما في خيلك«، وبالطبع هذا أمر فيه كثير من الغرابة إذ لا يقبل العقل ولا المنطق أن يعطي أحد منا نحن نفسه كصحافي قدسية وحرمة وصلاحيات واسعة »من وين الله أعلم« وبناء على هذا الاعتقاد الوهمي والخاطئ يوجه السباب والاتهامات والشتائم والإساءات ويستخدم كل أساليب التشهير ويضع نفسه على رؤوس الآخرين ومن بعد ذلك يحدد للذين يهاجمهم الكيفية التي يجب أن يتبعوها للرد عليه..! ليس هناك دين أو قانون أو عرف في الكون يقر الظلم ويسمح لأي بشر مهما كان، أن يمارس التشهير والتعدي على الغير ويتهمهم بما ليس فيهم ويجرحهم على اعتبار أن لديه وضعية تسمح له بذلك لمجرد أنه »صحافي« هذا من جانب، ومن جانب آخر فأن الواقع والسوابق وحقائق التاريخ تشير إلى أن هناك أشخاصاً تضرروا وتظلموا ولحق بهم الأذى وتم التشهير بهم ولجأوا للطرق »الحضارية« ولكنهم لم يجنوا شيئا. يبدو واضحاً أن هناك خلطاً في المفاهيم وجهلاً بالحقوق وعدم معرفة بالفواصل والحدود. فمثلاً تجد مواطنا بريئا توجه له تهمة معينة وبعدها يتعرض للاذى والشتائم والأرهاب وتوجه إليه الحملات التي تهدف إلى التشهير به والاساءة لسمعته واغتياله نفسيا وفضحه بغرض إبعاده من المجتمع المعني وعندما يحاول هذا »البريء المسكين« الدفاع عن نفسه يهاجمونه ويقولون عنه أنه لا يتقبل النقد بصدر رحب »علماً به أن ما تعرض إليه ليس نقداً ولا علاقة له لا بحرية التعبير« وأن صمت فأن الاستهداف والترصد سيتواصل عليه وأن حاول الدفاع عن نفسه واستخدم يده فسيقولون عليه بلطجي ويبقى ليس امامه سوى أن يبدأ مشوار البحث عن البراءة ورد الحق حيث يحتاج الشخص لسنوات عدداً حتى يسترد حقه ويثبت براءته. نخشى يوما أن يسعى كل من يتعرض للشتيمة أن يلجأ للأساليب الذاتية خاصة وأن العقوبة عادة ما تجيء أقل بكثير من حجم الجرم وتحديداً تلك التي يفرضها المجلس القومي للصحافة والمطبوعات فهي عادة لا تتعدى الإنذار ولفت النظر أو التوبيخ وإن جاءت قاسية جداً فهي الإيقاف ليوم أو اثنين، وبالطبع فأن هذه العقوبات لا يمكن أن تقنع المتظلم الذي لجأ للشكوى وتعرض للتعدي والتجريح وهنا يبقى الخطر، بمعنى أن المظلوم إن شعر بأن حقه يمكن أن يضيع فعندها يمكن أن يفكر في الانتقام لنفسه وإثبات ذاته واسترداد حقه بيده. نقول ونكرر ونؤكد أنه لا يوجد قانون أو حتى عرف يمنحنا نحن كصحافيين في أن نهاجم ونسيء ونشتم ونجرح ونتهم الآخرين ونستفزهم ونحتقرهم دون وجه حق وإن كانت مهمتنا الأساسية كشف الفساد ونشر الحقائق وفضح المفسدين وتبصير جهات الاختصاص، فيجب أن يأتي ذلك وفق الطرق السليمة من منطلق أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وليس من الصحيح أن نستغل سماحة الآخرين لنستضعفهم ونهددهم ونتوعدهم ونرهبهم لمجرد أننا نمسك بالقلم وأمامنا مساحة خالية ومجال خصب حيث لا رقابة أو عقوبة. مجذوب حميدة تعقيب نتفق مع الأخ الصديق مجذوب حميدة في كل ما ذهب إليه عن تعدي الصحافيين المنفلتين على حرمة القادة الرياضيين وحياتهم الشخصية بالشتائم والتجريح وإعطاء أنفسهم الحق في تشويه سمعتهم الرياضية والعملية والشخصية لأشياء مختلقة لا علاقة لها بالحقيقة، وأدعو كل الأقلام المعتدلة لمناهضة هذا النوع من الصحافيين بكشفهم والمطالبة بمحاسبتهم من أجل صحافة راشدة ومحترمة ومستنيرة تنتقد بموضوعية وقوة وتحارب الفساد بمنطق دون إساءة أو تجريح، لأن النقد هو المصباح الذي ينير ظلام الأخطاء وليس ماء النار الذي يشوه الوجوه في سادية ليس مكانها الصحافة بأي حال من الأحوال!!