{ استعرضت في الحلقة السابقة من المناصحة التي أمرنا بها ديننا الحنيف، بعض الملفات التي طلبت من أخينا العزيز الأستاذ السموأل خلف الله قريش أن يستهل بها مشواره، ولخصتها في ملفات الشراكات التي «مصت» دم التلفزيون باستباحة مكاتبه واستوديوهاته وعامليه وحتى مكتبته الضخمة الثروة، فيما كان العائد صفراً كبيراً للهيئة وأرقاماً على يمينها الأصفار للشركاء الظاهرين والمستترين.. وفي ملفات حقوق العاملين المظلومين وفي ملفات من يسميهم أهل التلفزيون «أولاد قرنق» أصحاب الحظوة والتصرف في كل الأمور وأبرزها المالية والمشتريات.. وملفات المباني والنوافير التي شيدت وأزيلت مباشرة.. وكان ذلك من حرصنا على الرجل القادم وما أحدث وجوده من ارتياح كبير. { كنت قد أشرت في هذه المساحة الأسبوع الماضي إلى أن الأخ العزيز الأستاذ ياسين إبراهيم من أقوى المرشحين لتسلم إدارة القناة القومية، وقد صدر القرار بالتكليف وليته يصدر رسمياً. فالرجل ابن المهنة والتلفزيون وصبر وهو يعيش أكبر حالة تهميش منذ العام 2006م وحتى العام 2013م.. وظل طيلة هذه السنوات السبع صابراً ملتزماً بالحضور الى مكتبه وهو يرى ذوي الوظائف المتدنية في الجهاز يتولون المسؤولية الأولى وهو أمر حسمه الوزير الأسبق الشجاع الأستاذ عبد الله مسار حين أمسك بالمايكرفون في اللقاء الحاشد مع العاملين موجهاً تعليماته الصارمة للمدير المقال بحسم هذا الأمر. وقال «كيف ترأس وظيفة صغيرة وظيفة أكبر»؟ وضجت القاعة بالتصفيق والتهليل، وكانت النتيجة عودة زميلنا الكبير الأستاذ سيف الدين علي لموقعه مسؤولاً أولاً عن الرياضة حتى تقاعد، كما ذهب مدير الشؤون المالية والإدارية والاستثمار والموارد، وذهب الملازم شرطة وغيرهما لخارج الحوش إلى ملفات أخرى خاصة بالمدير. { هنالك العديد من الملفات التي ورد ذكرها في المنشورات التي انتشرت، وفي كتابات الجدران، وفي المواقع الالكترونية ومنها الديكور المصري القديم الذي بيع في حوش الجمارك رغم أن التلفزيون دفع ما يقارب الأربعمائة ألف دولار إضافة لمبالغ أخرى دفعت، مقابل ملبوسات للمذيعين من مصر يقال إنها لم تصل، وهنالك ملفات لغرباء تم التعاقد معهم على حساب من هم أفضل منهم من العاملين. وغير هذه الملفات هنالك الكثير المثير قد نستعرضه في حلقات قادمة خاصة ما خرجت عنه وثائق، وهذه الملفات أرى أن الأخ الوزير ياسين إبراهيم أعلم بها ومسؤوليته ألا يقف عند الإشارة إليها وعفا الله عما سلف، إنما بالتحقيق وإعلان نتائجه للرأي العام وإلا فإن أصابع الاتهام ستظل في حالة إشارة انتظاراً لمن يتفاعل معها بما يرضي الله. { إن كنت قد قدمت التهنئة في حلقة سابقة للأخ السموأل وذكرت بعضاً من مزاياه وصدقه، فإن التهنئة التي قدمتها للأخ ياسين إبراهيم أيضاً مستحقة. فأنا أعرف الرجل منذ العام 1989م حين تعاون معي في صحيفة الشرق الأوسط التي كنت أدير مكتبها بالخرطوم بمقالات رائعة أوضحت شخصية الصحيفة في عدة إصدارات في العاصمة وخارجها، والتقينا في التلفزيون في مقعدين متجاورين لمديري الرياضة والمنوعات، وكانت من الفترات الخصبة لبرامج المنوعات والموسيقى والرياضة. وقد تميز هو على شخصي الضعيف بأدائه الكبير كرئيس لنقابة العاملين في التلفزيون، ثم كان اللقاء الأكبر في بداية بث قناة النيلين الرياضية والمنوعات، وكانت إضافة المنوعات سبباً رئيساً في تكليفة بإدارة القناة وعملت تحته، وأشهد الله أننا لم نختلف يوماً، وتعلمت منه بعض الصبر الذي ينقصني، ويضاف إلى ذلك ما بيننا من علاقة مصاهرة. { أكرر اليوم ما ذكرته في الحلقة السابقة أن ما كتبته عن السموأل وياسين وما أقدمه من نصائح ليس من أجل العودة للعمل في التلفزيون فهذه صفحة طويتها وليس فيما تبقى من عمر وصحة مناسباً للعمل التنفيذي إضافة لنصائح الأطباء بالابتعاد عن الانفعال والعمل في التلفزيون هو الانفعال نفسه. وأكرر هذا لأن مجتمعنا اعتاد أن يصف كل من يشهد بالخير لمسؤول أنه يهدف إلى مصلحة من وراء ذلك.. ولكنها مجرد نصائح وحباًً في المصلحة العامة خاصة لهذا الجهاز العظيم، ومن أجل الثواب المضاعف في هذه الأيام والليالي العشر التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى.