وصلتني الرسالة التالية من الأخ البروفيسور هاشم محمد الهادي المهموم بقضايا التعليم والتعلم والتمدرس. الاخ الكريم والصديق والزميل العزيز البروفيسور محمد عبد الله الريح، لك من الله عاطر التحيات والتمنيات، ولك شكري وشكر وتقدير كافة خريجي خور طقت واخواتها في وادي سيدنا وحنتوب والمدارس التي اتت بعدها في بورتسودان، الفاشر، عطبرة، كوستي، مدني والخرطوم، وعلى نفس نمط المنهج التعليمي في تلك المدارس الثلاث الأول. ذكرت في مقالك الاول «7 سبتمبر2014»: خورطقت.. سيرتها الاولي كيف؟ ثم في مقالك الثاني «10 سبتمبر2014»: خور طقت، حنتوب، وادي سيدنا: لماذا؟ «غيبونة / الانتباهة». والاجابة لكيف؟ ولماذا؟: لأن التعليم وقتها، وعبر تلك المدارس كان تعليماً مميزاً عبر منهج قويم ونظام دراسي منظم ومحكم، مما حدا، كما ذكرت فى مقالك، بأحد الاساتذة الذين درسوا في تلك المدارس، الي نقله بريطانيا، حيث احرزت المدرسة التي طبق فيها، منهج طقت وصويحباتها، قمة النجاح في بريطانيا، وهذا شيء يدعو للفخر. بنيّ هذا المنهج الثانوي القويم على حصيلة ما سبقه من المراحل التعليمية «المتوسط لأربع سنوات» وقبلها الاولية او الاساس «اربع سنوات »، وكل في مدارس منفصلة، ومن ثم الدخول للجامعات بعد دراسة «12» عاماً، والنجاح في ستة مقررات على الاقل. وتقدمت بورقة لمؤتمر التعليم الأخير شملت المنهج ونظم الدراسة وادارة المدرسة، بجانب نظم الداخليات والتغذية والاشراف عليها والبرنامج اليومي الذي يشمل، بجانب الدروس، النشاط اللاصفي من رياضة وثقافة وترفيه. واقترحت في تلك الورقة ان تضاف السنة «الناقصة» في النظام الحالي «11 عاماً» الى المرحلة الثانوية، لأن المعلومات تفجرت والمرتكزات التعليمية تغيرت، وصار التعليم والمنهج افتراضيا (Virtual Education)، وذلك للتسارع العالمي في كل المناحي الذي صار يحسب بالساعات. وجلسنا مرات عدة في رابطة مدرسة خورطقت لتدارس امر اعادتها مع المدارس الاخري الشبيهة «وليس ذلك على الله ببعيد» اذا خلصت النيات مع النظرة الجادة لاصلاح امر التعليم الذي تقوم عليه نهضة الامم، حيث يمثل التنمية المعرفية التي تسبق التنمية المادية والتي يقاس بها تقدم وتخلف البلدان. ودعونا الاخوة خريجي وادي سيدنا وحنتوب لتدارس امر التعليم والتدني في المستوي والعمل، مع الحادبين عليه، لاحداث التغييرات المناسبة في المراحل التعليمية المختلفة لا سيما في الثانويات، لمواكبة المتغيرات المتسارعة، وكان الحماس شديداً. وسررنا لمبادرة الاخ الكريم الاستاذ احمد محمد هارون والي ولاية شمال كردفان الذي جمع بعض خريجي خور طقت واهل الابيض وكردفان في مهرجان كبير لإعادة خور طقت موقعاً ونظاماً، وكما نعلم فإن موقع خور طقت تحتله الآن كلية الهندسة التابعة لجامعة كردفان، وهذه الكلية العلمية المهمة تتطلب قاعات ومعامل وورش خاصة، وهذا يمكن توفيره بجهد الدولة والولاية والمنظمات التمويلية الاقليمية والعالمية. واورد ادناه الرسالة التى بعثتها للاخ الوالي: «الأخ الكريم مولانا أحمد محمد هارون والي ولاية شمال كردفان.. الموقر لك التحية والتقدير، هذه رسالة شكر وتقدير واشادة بقراركم الحكيم بارجاع مدرسة خور ظقت سيرتها الاولى. كان هذا الامر هدفاً وبنداً أساسياً في كل اجتماعات واحتفالات رابطة خريجي طقت. ولا بد من الاشادة بهذا القرار الصائب، ونشد على يديك ومعاونيك واهل شمال كردفان، وكلنا معكم لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي يمثل لبنة مهمة، محلية وقومية، في الارتقاء بالتعليم وفق ذلك النمط الذي نشكر الله عليه وعلى مخرجاته التي دفعت البلاد الى الأمام في كل المجالات.. لك تقديري وتحياتي. «ب/هاشم الهادي /خريج طقت /1959م» نظرنا لإعادة هذه المدارس بصورة عملية، مساهمة في الارتقاء بالتعليم تدرجاً عبر هذه المدارس العظيمة. تسمى هذه المدارس وعند اعادتها «بالمدارس القومية» لتكون في كل ولاية مدرسة ثانوية على نهج ونظم تلك المدارس المتميزة، ويكون القبول لها من المدارس المتوسطة «الجديدة» من كل انحاء السودان «20%» من ولاية مقر المدرسة و «80%» من ولايات السودان المحتلفة، ويكون تمويلها من الدولة والولاية والقطاع الخاص والمانحين «اليونسكو وغيرها» وتكون مبانيها «وداخلياتها» في اطراف وخارج المدن. ان هذا المقترح، بجانب الارتقاء بالتعليم، ستكون فيه «قيمة مضافة» في كسر حدة ما ظهر من جهويات واثنيات والتكتلات والروابط القبلية على جميع المستويات، التي لم نعرفها او نمارسها في تلك المدارس حيث أتينا من مناطق ومدن واعراق مختلفة. أننا نحتاج ايضا الى النظر لبداية ونهاية الفترة الدراسية، والمقترح كما كان في السابق، ان تبدأ الدراسة في شهر يوليو وتنتهي في ابريل من كل عام تفادياً لشهري مايو ويونيو لحرارة الجو في هذين الشهرين، بجانب امراض الحر وما تعانيه المدن من انقطاع الكهرباء والمياه في اغلب الاحيان، وليس هناك ضرر في الدراسة في فصل الخريف المعتدل اذا احسن بناء المدارس وطرق الوصول اليها. ان الارتقاء بالتعليم الثانوي له مردود ايجابي على التعليم العالي الذي يمثل عماد التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر المردود المعرفي. والله ولي التوفيق. ب / هاشم محمد الهادي كلية الطب البيطري