لا بد لنا في أول كتاباتنا في صحيفة «الإنتباهة» أن نبقي الحال على ما كان عليه. يستحسن أن نكتب اليوم على طريقة إسحاق أحمد فضل الله «تثبيتاً» لفروقات، ومفارقات كتبنا عنها من قبل. هذا تأكيداً لما كان. «2» الطريقة الأولى: والرجل عريض المنكبين ذو اللحية البيضاء، كان أرفعهم قامة في مجلسهم، إذا تحرك تهامس الناس بعده. في الطابق السابع والعشرين في غرفة مغلقة، ومظلمة في إحدى ضواحي «نيروبي» المجهولة كان يجتمع ذلك الرجل ب «21» رجلاً وامرأة. ال «21» رجلاً كان فيهم رجل «أصلع» تسبقه «كرشة» نحو الباب إذا قام. ذلك الرجل كان يدعم «الجبهة الثورية» في نواياه، فقد كان جده التاسع عشر لوالدته من أصول «يهودية». أما «المرأة» فقد كانت «أخت» ذلك الرجل في الرضاعة الذي قلنا عنه إنه كان عريض المنكبين وذا لحية بيضاء. ووزير خارجيتنا هنا لا يعرف أن الرجل عريض المكنبين قد أزال لحيته، ودخل السودان عبر مطار الخرطوم بجواز «هندي»، وتذكرة سفر تحمل الرقم «103». هل يدري وزير الدفاع أن الرجل هذا توقف في شارع المطار، وتناول «وجبة الغداء» في أحد مطاعم شارع إفريقيا الفاخرة، ثم أرسل رسالة (sms) من هاتفه الجوال لأربعة أشخاص في عواصم أوروبية مختلفة يقول لهم فيها «المهمة تمت على أكمل وجه». «3» الطريقة الثانية: وصاحب المتجر في «ويلتشير» لا يعرف أن «هللين كيللر» التى ولدت قبل «134» سنة فقدت بصرها وسمعها في عامها الثاني. وكانت «هللين كيللر» تقول عن نفسها في سنواتها الأولى: «كان شأني شأن قطعة من الأرض الباردة غير الواعية». تعلمت «هللين كيللر» وأصبحت تقرأ وتكتب على الورق والآلة الكاتبة، ثم دخلت جامعة «راد كلف» وتحصلت على درجة علمية رفيعة. صاحب المتجر لو كان يعرف ذلك لما أصدرت «مروحة» متجره تلك «الصرصرة» التى تزعج السودان الآن. «4» الطريقة الثالثة: قبل «73» يوماً نحذر من مخطط يتم في عاصمة إفريقية يستهدف إغلاق شارع الجمهورية لمدة «47» ثانية. ولكن لا أحد يلتفت لتحذيراتنا، وتصدق تحذيراتنا ف «زكام» أديس يصيب الخرطوم بالحمى الارتعاشية. ونكتب عن امرأة تضع «جنينها» البكر كانت كلما أرضعته حذرته من السودان. حذرته عن دولة إذا نهضت سوف تشكل خطراً على فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وأمريكا. ذلك الطفل الذي كان رضيعاً الآن يحتفل بعيد ميلاده ال «43» وبتراجع السودان، وتتراجع مخاوف والدته. ونقول كذا ثم نغلق نافذة المخاوف خوفاً من تسوس حروف «الجزم» في اللغة العربية فقد انتهت صلاحية حروف النفي. «5» الطريقة الرابعة. أستاذ إسحاق: ما حكم الرجل الذي يسقط من الطابق العاشر ولا يصاب بمكروه؟! حُكمه يا أستاذ «س» هو أن يعيد الكرة مرة أخرى، فإن لم يصب بمكروه فذلك يعني أن «المقاول» الذي أنشأ العمارة قد «غش» في البنيان. أستاذ قلت إن الهدوء يسبق العاصفة.. لكن الآن الذي يسبق العاصفة هو «بكري المدينة». و.. ونحن..