أخيرًا تبين أن الرجعيين من قادة ما كان يسمى بالجيش الشعبي لتحرير شمال السودان ليسوا سوى نمور من ورق! فقد تطاول قائدهم، بولاية النيل الأزرق، المدعو مالك عقار، وتبجّح، وهدّد بالنجمة والهجمة معًا، بعد أن هدد بالنجمة أو الهجمة! وإذا به إزاء الهجمة الحقيقية التي جاءت من جانب جند الله الأبطال يفقد النجمة الوهمية ويعجز عن الهجمة المتوهَّمة. ولا يبدو منه إلا مثال النمر الورقي، الذي وصف به في القديم الغابر، الزعيم الثوري العظيم، وقائد جحافل جيش التحرير الصيني، وزعيم الشرق الكبير ماوتسي تونغ كل رجعي ذميم يقاوم خط التاريخ القويم. مالك عقار الفار وإذا بمالك عقار، يفر من ميدان الوغى، ويلجّ في الفرار، ويولي الأدبار، ولا يصمد لقتال طالما سعره، وبدأ به، وهدَّد وتوعَّد المسلمين به. وإذا بالجيش الإسلامي النظامي، ممثلاً في قوات الشعب المسلحة، وإذا بالجيش الإسلامي التطوعي، ممثلاً في قوات الدفاع الشعبي، يكتسحان قواعد التمرد التي ظن الفار عقار أنه سيحصنها بعد فراره عنها بالعقار. وما درى أن جند الله تعالى، من المجاهدين الميامين، في كتائب الجيش الحصين، والمناضلين الأحرار من أشبال الدفاع الشعبي، لا تثنيهم عن بلوغ الغاية، وتحطيم تلك العوائق، أي مخاوف أو أوهام! وما درى المغرور المنتفش، ذو الريش المستعار الزائف، مالك عقار الفار، أن بقاءه واليًا ما كان إلا بقاء مصطنعًا، من قبيل التوازنات السياسية، التي تضطر الإنقاذ، بين الحين والحين، لاتخاذها لتتقي بها شر التوترات، وتضحي بها في سبيل تحقيق السلام. وهكذا قاد السفه العقلي المدعو عقار إلى إهدار مبرر وجوده قائدًا حزبيًا سياسيًا وواليًا تنفيذيًا، وقام بحمق لا نظير له بإعلان الحرب على الجيش السوداني، وتطاول على زعيم الأمة البشير، وهدد أصل السلام بالإقليم. وبذلك أهدى إلى لحكومة وإلى الشعب السوداني فرصة كان الكل يتمناها لضرب الوجود السياسي والعسكري المشبوه لهذا الحزب العميل الذي ينتحل اسم الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وكنسه خارج قطاع الشمال. وما كان لهذا الحزب وفي قيادته هؤلاء الأوباش أن يحرروا شمال السودان الذي هو منهم براء. وما كان لهم إلا أن يكونوا مخالب أجنبية لاحتلال الشمال وتتبيعه للجنوب الذي منح استقلاله وإذا به لا يكتفي به ولا يكتفي إلا بابتلاع الشمال! ومن قبل توعدنا المحبوب عبد السلام وما درى مطبِّل حركة التمرد وعرابها ووكيلها وحبيبها في دوائر حزب المؤتمر الشعبي، المدعو المحبوب عبد السلام، أن ما كان يهدد به المسلمين الشماليين السودانيين قبل حين سينكسر بعد حين وشيك ويصبح عبرة من عبر التاريخ. فقد توعدنا فرزدق الحركة الشعبية بقوة جحافل حركة التمرد قطاع الشمال وضخامتها وجسامتها، وبأسها ومراسها، قائلاً إنها أعظم وقعًا من حركات التمرد الدارفوري على اجتماع. وإذا ما هددنا وتوعدنا به المحبوب عبد السلام يتبخر في لمحة واحدة ويتبدد هباء! وإذا جماهير الشعب تنتفض خلف جيشها الظافر وتهتف في حبور: بالصوت والصورة عقار طلع ماسورة! لا عقار ولا عرمان الدستور دستور قرآن! وإذا بأحد أبطال قادة الجيش السوداني الباسل، وهو الفريق عبد المنعم سعد، يردِّد صدى هذه الهتافات، فتوعد فلول حركة التمرد قائلاً: الراجل يلاقينا في الميدان! وما من رجل من حركة التمرد يلاقي، إذ ما فيهم إلا رعديد جبان! وإذا بالمجاهد أحمد كرمنو يؤكد أن الكرمك قد عادت أخيرا إلى سلطة الشريعة الإسلامية، ويجزم أن الدولة ستقوم فورًا بإغلاق الحانات التي كان يرعاها الوالي الفاسد عقار. وإذا بالمجاهد عبد القادر محمد زين، يعلن أن الكرمك على موعد مع التنمية الاقتصادية، والاجتماعية، والروحية، الحقيقية، بعيدًا عن عربدة الحركة الشعبية. وإذا بالمجاهد بلة يوسف، رئيس اتحاد الشباب الوطني، يؤكد أنه: لا حوار مع عقار الفار، وألا بديل لشرع الله. وكان والي الولاية اللواء الهادي بشرى والي الولاية يعلن أن الشريعة ستبدأ وتقوى من النيل الأزرق، واستلَّ حجته من فصول التاريخ السوداني وخلاصتها أنه عندما انهارت الدولة الإسلامية قديمًا بدأت النهضة السودانية من سلطنة الفونج. تعميق الدعوة الإسلامية وتكثيفها في مناطق الإنقسنا وعطفًا على قول الوالي وتعزيزًا له نقول إن من أهم مهام ما بعد تحرير الكرمك أن يتم تعميق الدعوة الإسلامية وتكثيفها فيها وفي عموم مناطق الإنقسنا وجنوب شرق السودان. وهنا سيقول السفهاء من الناس: أو ليس هؤلاء بمسلمين؟! وإجابتنا عن سؤال السفهاء من الناس: بلى. ولكن يجب نشر الدعوة إلى مفاهيم الإسلام أكثر ما يجب في المناطق التي ابتُليت بجاهلية الجيش الشعبي، وشعوبية حركة التمرد الرعناء، التي نشرت الكثير من ضلالاتها في الأرجاء التي كانت تطبق عليها من مثل منطقة النيل الأزرق. وردنا على سفهاء المتسائلين من أتباع حركة التمرد نقول أيضًا إن تعميق مفاهيم الدعوة يتوجب أكثر ما يتوجب في مناطق الفتن والإحن وعلى رأسها المناطق التي حررت أخيرًا وعلى رأسها الكرمك العزيزة. ونرجو أن تتوالى الجهود بلا كلل ولا ملل في هذا السبيل. فإذا أنعم الله تعالى بالنصر والفتح من عنده فلابد أن يتبع ذلك دخول الناس في دين الله أفواجا.