جاحد من ينكر تلك المنجزات التى حققتها ثورة الانقاذ الوطنى طوال مسيرتها فى حكم للبلاد بالنظر الى الفشل الذى صاحب كل الحكومات التى سبقتها على سدة الحكم، بالرغم من الحصار الذى تعرضت له منذ ميلادها فى اليوم الثلاثين من شهر يونيو فى العام 1989 لكن الشاهد ان الانقاذ تجاوزت كل الصعاب بحسن ادراتها للشأن التنموى اذ استطاعت ان تقدم نفسها بالشكل المطلوب بمعاهدتها لنفسها والناس، الشى الذى وضعها دائماً فى المقدمة فهناك ثورة التعليم والطرق والجسور والسدود والكهرباء والاتصالات ما أضاف بعداً جديداً فى حياة الشعب السودانى فى تطوره والارتقاء به الى مصاف انسان الدول المتقدمة، ولولا مشاكل الحروب المشتعلة فى اطراف البلاد لتحولت الى اكبر قوة اقتصادية فى افريقيا، ولكنها حققت الشعارالذى رفعته ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع هو الامر الذى اكسبها تأييداً واسعاً لدى كافة قطاعات الشعب السودانى، واستناداً على هذه المقدمة نذكر منجزات الثورة عطفاً على التجارب التى عشناها منذ زمن طويل لقناعاتى الكاملة بانها لا زالت محفورة فى الذاكرة وفى ذهن كل سودانى غيور على وطنه وصادق مع نفسه، واذكر فى مرحلة الصبا كنت حريصاً على السفر الى منطقة المحمية مسقط رأس اجدادى «اسرة ال ابوتلة الامين» لمشاركتهم فى الافراح والاتراح، والشاهد ان المعاناة كانت واضحة فى السفر الى تلك المنطقة بولاية نهرالنيل، واذكر ان الوصول اليها يتم عبر اللوارى والقطار فى رحلة تطوى سحابة اليوم كله وكان الاطفال والشيوخ اكثر معاناة بتلك الاسفار لطبيعة الطريق الصحراوى ان كنت تستغل اللوارى، اما ان كنت من المسافرين بالقطار وهناك صنوف اخرى للتعب والمشقة اذ يقتضى هذا السفر القيام فجراً لحجز مكان مناسب لاسرتك خاصة وان القطار يحمل اطيافاً من ابناء نهرالنيل والشمالية او شرق السودان الحبيب، لكن الانقاذ اختصرت كل تلك المعاناة بعد انشائها لطريق التحدى الذى ازال كل الصعاب ومن يومها اصبح السفر نعمة بعد ان كان نقمة وسهل كثيراً على ابناء نهرالنيل، واصبح الوصول الى منطقة شندى والمحمية لا يكلف اكثر من ثلاث ساعات ولولا الالتزام التام بقواعد المرور لوصل الناس فى ساعتين، ولذلك اضحى بامكان كل زائر ان يقضى مهمته من التواصل الاجتماعى فى نهار يوم واحد، فقد يسر الطريق على ابناء نهرالنيل فكرة التواصل فقد ربط الطريق كل مدن الولاية باريافها واحدثت الانقاذ نقلة كبيرة فى قطاع الاتصالات، والتى كانت فى السابق محصورة على التلغراف واصبحت قرى نهرالنيل تنعم بكل اشكال الشبكات الهاتفية ما ساعد فى تمدد الحضارة التى كانت محصورة فقط فى الخرطوم والمدن الكبيرة بفضل ثورة الانترنت، الذى انعكس إيجاباً فى ترقية الفهم العام للحياة العصرية كما ساعدت شبكات الكهرباء بمناطق نهرالنيل بفضل المشروع القومى الكبير سد مروى الذى اسهم فى تغيير حياة الناس بدخول الاجهزة الكهربائية ابتداءً من التلفزيون الفضائى والثلاجات واجهزة التكييف، وقد كانت محصورة فى السابق على سكان العاصمة والمدن الكبيرة، واللافت ان هذه الايجابيات ليست محصورة فى ولاية نهرالنيل فحسب بل عمت كل السودان واصبحت القرى تضاهى المدن فى كل شى واذكر فى اخر زيارة قمت بها الى منطقة المحمية رأيت الرضا على وجوه الناس بفضل المشروعات التنموية الكبيرة والقيمة التى قامت بها ثورة الانقاذ، وحسب اعتقادى ولوتجولت على كل قرى البلاد سوف المس هذا الشعور الطيب لا محالة، وبطبيعة الحال الافكارالنيرة والعمل ما زال موجوداً فى ذهن ابناء الانقاذ بفضل القيادة الرشيدة للمشيرعمر حسن البشير ،ويجيب ان نقول بصدق من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ولابد ان نكون منصفين بان هذا الرئيس قدم للسودان اكثر مما قدم لنفسه وفوزه بالرئاسة لفترة قادمة دين على كل سودانى محب لوطنه، وعلينا ان نقف بقوة مع حكومته حتى تصل البلاد ما وصلت اليه البلدان المتطورة فى كل شيء والله من وراء القصد.