عندما توجهت إلى فتح الباب، أدركت أن الطارق هو ثقيل أفندي من الطريقة المزعجة والملحة التي يطرق بها الباب، وحين توقفت من الخارج أمام الباب تعمدت ألا أدعوه إلى الدخول لكن ثقيل أفندي مثل هذه الأساليب لا تمنعه، فسرعان ما تقدم لوحده للدخول بينما تبعته وهو يدخل إلى صالون الضيافة وما أن جلس حتى قال: يا فردة المويه عندنا قاطعة وعايز استحم. ولم ينتظر إجابتي فطلب مني حذاء السفنجة ثم التفت إلى المقعد ولمح البشكير وأخذه على كتفه فقلت له: يا شاب أنت عارف البشكير حاجة خاصة وما بستعملوه غير صاحبو؟ لكنه لم يعر حديثي اهتماماً وقال لي سيبك من الوهمات دي يعني حيسممك لو استعملتو؟ ثم ابتسم في خبث وقال: حضر العطر الرهيب بتاعك لمن اطلع عايز اتعطر. وقبل أن يخرج التفت ولمح حقيبة تحت السرير فأخرجها فصحت فيه بغضب: يا أخي دي ما شنطتي دي بتاعت ضيف معانا، هنا أرجعها مكانها وقال لي: طيب أمشي جيب لي جلابتك الكاربة أنا الليلة ما عندي ملابس نضيفة هنا فضلت الصمت عسى أن يغير رأيه، لكنه عاد وقال يا فردة شدة واحدة بجيبها ليك آخر اليوم. متين في حاجة شلتها وجبتها مرة تانية؟ } نحن أصحاب وفرد ما في مشكلة حاجتك هي حاجتي وحاجتي هي حاجتك. ياتو حاجة حقتك بقت بتاعتي يا أخوي بصراحة أنا ما عندي ليك جلابية. } خلاص يا فردة لمن اتجرست خلينا الجلابية أمشي جيب لينا العطر الرهيب بتاعك. تعمدت أن أغير الموضوع وقلت له: كدي ورينا عملت شنو في موضوعك المعلق، ويبدو أنه بخبثه أدرك أنني أريد أن أصرفه عن إحضار العطر، فقال لي سريعاً بعدين يا فردة المساء بوريك الحاصل لكن هسه عليك الله بسرعة يا فردة ناولنا العطر بتاعك. وهنا أدركت أنه لا مفر من إحضار العطر فولجت للداخل وهناك قررت أن أحضر عطراً آخر أقل جودة وأرخص سعراً وقدمته له متصنعاً الإبتسامة وقلت له: يلا يا فردة اتعطر ده عطر رهيب أحسن من العطر داك، لكنه فاجأني بسرعة وقال: } يا فردة عايز تدقسني عطرك ده بتاع تسعة جنيهات وكمان بخمسة في سوق ستة أمشي يا أخوي ما ضيع زمنا جيب العطر الرهيب. وهنا لم أجد مفراً وأحضرته له فأخذ يرشه رشاً على جسده وملابسه فقلت له غاضباً: أوع تنسى كمان الشبشب بتاعك فضحك وقال لي: } والله الحمد لله ذكرتني أمشي بسرعة جيب لي جزمتك السنينة عايز أشدها بس لحدي بعدين هنا انفجرت فيه وقلت له: علي الطلاق ما بديك ليها، أنا ما عندي غيرها عليك الله اتوكل ألبس شبشبك ده وهوينا. هنا ابتسم وقال لي أنت بقيت صعب ما كنت زول أريحي؟ يا أخوي أريحية ما بتنفع مع طلباتك الما عندها حد. } هنا ابتسم وقال نعمل شنو عشمنا دائماً فيك كبير هسي كدي آخر طلب أدينا شوية فكة بتاعت الموصلات، ورأيت أنه لا مفر وخوفاً من طلبات جديدة أخرجت له مبلغ ثلاثة جنيهات وقدمتها له. } فقال لي يا فردة أنا ما شي الكلاكلة الحافلة ماشي بس بألف وميتين، هنا قررت أن أخرجه بأسرع ما يمكن وقلت له طيب هات الثلاثة فأعطاني لها فأبدلتها له بفئة خمسة جنيهات فاستلمها وقال مبتسماً خلاص يا فردة بعدين بجيك آخر اليوم ويمكن برضو ألقى الموية قاطعة وناخد لينا حمام منعش وبخه بختين من عطرك الرهيب يلا باي باي يا فردة.