دعوة الى تحكيم صوت العقل لكل الأحزاب السودانية والقوى السياسية.. ونقول للاخوة الأعزاء في الأحزاب السودانية عامة والحزبين الكبيرين بصفة خاصة والحزب الشيوعي بصفة أخص الذي لا يعجبه العجب في كل الأحوال وفي كل الحقب التي مرت على حكم السودا «خالف تذكر» مع احترامي الشديد لرأيهم وهكذا الديمقراطية.. اتمني ان يعجبكم العجب هذه المرة والا تتخلفوا عن الركب في هذا الحوار الوطني الذي نادى به رئيس الجمهورية ليس من اجل الرئيس ولكن من اجل هذا السودان العظيم وشعبه الابي الذي انتظركم طويلاً، وتدعون بانكم تريدون له الحرية والرفاهية والعيش الكريم، فيا أيها السادة السياسيون عامة عليكم مخافة الله في هذا الشعب السوداني الصابر الصامد ثمانية وخمسين عاما قرابة ستة عقود من الزمان مضت، وهو ينتظر منكم الآمال العراض، ولكن وبكل اسف ومنذ ان نال استقلاله من المستعمر البغيض لم ينل حقه المطلوب والمفروض كبقية شعوب العالم المتقدم او النامي، ولم ينعم بذلك الاستقلال مطلقاً!! وانتم تتشدقون بالديمقراطية والحرية.. أين دوركم الايجابي طوال هذه السنين الطويلة وفي كل تلك الحقب التي تعاقبت على حكم السودان؟ وحتى اليوم لم يجد منكم الشعب السوداني الا تلك المكايدات والمزايدات السياسية والصراع حول السلطة، ولم يكسب منه شيئاً الا زيادة في المعاناة وفي كل مناحي الحياة.. وعليكم بالمزيد في علم السياسة حتى تعلموا ان الدولة باقية والحكام زائلون وهذه هي سنة الحياة. فطيلة هذه السنين الماضية على استقلال السودان عاش السودانيون في ظل الحروب الدامية والمؤسفة والتي نعيشها حتى الآن بين أبناء الوطن الواحد التي لم نجن منها الا الخراب والدمار والجهل والتخلف والفقر المدقع، اضف الى ذلك تلك الامراض الاجتماعية المستعصية الا وهي الجهوية والعنصرية والقبلية المنتنة، وهذا هو واقعنا اليوم لا ينكره الا مكابر او منافق. يا أيها السادة الاخوة في الاحزاب المختلفة ويا سادتنا السياسيون.. الشعب السوداني سئم كل هذه المآسي والظروف الصعبة التي حلت به، ونقول لكم الشعب السوداني ليس «ملكاً حراً للأحزاب السياسية» او سلعة تباع وتشترى حتى تساوموا بنا في كل الحقب التي تعاقبت على حكم السودان وحتى الان! الم يحن وبعد هذا العراك الطويل ان تحكموا صوت العقل وان يكون الولاء لهذا الوطن السودان العظيم ولشعبه الابي؟ ويلم الشمل وان تنبذوا الخلاف الجهوي والتعصب للاشخاص والسادّة؟!! وان تنسوا كل ذلك الماضي الاسود بكل سلبياته واخطائه، فكلكم تتحملون ذلك ولا احد يبرئ نفسه!! وانا لست وصيا على الشعب السوداني، ولكنني احد ابناء الشعب السوداني.