باركت رئاسة الجمهورية كل الخطوات والتوجهات العلمية والمنهجية التي تقودها وتتحرك في اطارها جامعة امدرمان الاسلامية لتحقيق غاية واهداف رسالتها العلمية، وذلك على ضوء اللقاءات التي تمت بين رئاسة الجمهورية وادارة الجامعة بهدف احاطة رئاسة الجمهورية بالرؤية التي تحملها الجامعة وتبتغيها من مؤتمرها العلمي الثاني لتطوير وتحديث المناهج في تظاهرة علمية كبرى اشبه ب«الدبلوماسية العلمية»، الذي تتأهب الجامعة لتنظيمه في بحر الايام القليلة القادمة وبالتحديد في الفترة من 14 17 من ديسمبر الجاري، بمعاونة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبمشاركة اكثر من «15» خبيراً دولياً يمثلون دول «تونس، الامارات العربية، مصر ليبيا، السعودية، الاردن، المغرب، اندنوسيا، ماليزيانيجيريا، العراق، اليمن» يبحثون في اكثر من «20» ورقة علمية انتجتها عملية عصف ذهني كثيف من خلال عقد اكثر من «23» ورشة علمية تحضيرية، غاصت وبشكل تفصيلي في كل أعماق هذه القضية العلمية وبحثت كذلك في كل المسارات والرؤى والافكار في سبيل تطوير وتحديث المناهج، حينها تحولت جامعة امدرمان الاسلامية بكاملها الى غرفة طوارئ لعمل ولقاءات كثيفة حتى يتحقق لها هذا الانجاز العلمي ,حيث تشير التقارير الخاصة الى ان هذه العمليات التحضيرية لهذا المؤتمر ظلت متصلة منذ اكثر من عام ونصف العام، تم عبرها عقد اكثر من «1056» اجتماعاً شارك فيها «124» قسماً وعدد «127» لجنة ومشاركة ممثلين لحوالي «150» جامعة محلية ومشاركين دوليين يمثلون جامعات ومؤسسات اكاديمية دولية واقليمية الى جانب «150» خبيراً علمياً. يبدو ان «الجامعة» ومن خلال هذا المؤتمر تريد احداث نقلة نوعية تواكب المرحلة المفصلية التي تواجهها بلادنا، وتتطلب حشد القدرات العلمية للاسهام والدفع في اتجاه التخطيط الاستراتيجي في كل المجالات.. ولكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بالحاح، هل ما تقوده الجامعة الاسلامية الان من حراك علمي او بحثي هل هو منهج «دولة» ام منهج جامعة؟، واياً كانت الاجابة على هذا التساؤل فان للجامعة الاسلامية فلسفتها الخاصة في تنظيم هذا المؤتمر وحصد مخرجاته، وبالتالي فان ادارة الجامعة تتوقع له تأثيراً مباشراً وكبيراً على مستوى المحيط الداخلي او الخارجي، كما أنها تريد منه الدفع بالجامعة في اتجاه رسم خارطتها العلمية والمنهجية والمجتمعية وحتى الفكرية والمستندة من وحي رسالتها وعقيدتها ودورها الوطني خصوصاً انه وعلى مستوى قمة «الرئاسة» باركت وناصرت هذه الخطوات وهذا الحراك العلمي، وقبلت رعايتها وتشريفها له وتعهدت كذلك عبر النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول بكري حسن صالح، بتقديم كل «المطلوبات» والتسهيلات التي تضمن انجاح هذا الاحتشاد العلمي بالخرطوم، وبالطبع للحكومة أيضاً فلسفتها وعشمها من هذا المؤتمر في ظل كل هذا الزخم الفكري والمنهجي الذي تشهده المجتمعات العالمية عبر ما يسمى بصراع الحضارات والمذاهب الفكرية، خصوصاً أن هذا المؤتمر تشارك فيه مجموعة كبيرة من الخبراء من اصحاب التجارب العلمية والبحثية الثرة. وبحسب جدول الاعمال لهذا المؤتمر فان الفعاليات تشمل أيضاً تنظيم ست ندوات علمية مفتوحة قبل ان يعد المشاركون خلاصة نتائجهم وتوصياتهم الخاصة بهذا المؤتمر وتسليمها لرئاسة الجمهورية. ولكن تبقى الغاية ويبقى التحدي الاساسي الذي يواجه الجامعة الاسلامية هو في الكيفية والالية التي يجب ان تحيل كل هذه المخرجات والتوصيات الى واقع وحقيقة وقيمة و«ثمرة»، ينصلح بها حال السودان وحال جامعة امدرمان الاسلامية ومحيطها الاقليمي والدولي.