البعض «يشيل الدنيا في راسو» كما يقولون، ولا يفتح مع النفس باباً للمراجعة.. لكن النفس البسيطة المتواضعة لا ترهق صاحبها ما لا طاقة له بها.. وللخواجات أمثال ومقولات نأخذ منها الحكيم وقد نرددها مثلهم، لكنهم عاشوها أكثر منا مثل Take it easy هي عندنا بما يعني: «يا خي ختها في بطن الواطة».. وبما أنهم باردين فهم دوماً يقولون It is better always to cool down في ذات المعنى وهذا ما نحتاج إليه اليوم.. نحكي حكاية من حكاياتهم.. هي طريفة، لكنها ببرودها ومرونتها ساهمت في إرجاع «جون ماكنالتي» إلى عمله بمجلة «نيويوركر» والحكاية تقول: طرد جون ماكنالتي الذي اشتهر فيما بعد، من كتاب مجلة «نيويوركر» من عمله ذات يوم على يد رئيس التحرير الذي كان مصاباً بقرحة في معدته ومشهوراً بغضبه خرج ماكنتالي ولم ينفعل ولم يقل لرئيس التحرير شيئًا.. وفي اليوم التالي عاد «ماكنتالي» إلى رئيس التحرير بعد أن هدأت الأزمة وكان الرئيس «رائقاً» فقال له: أعتقد أن هناك وظيفة شاغرة الآن بعد أن فصلتني عن عملي يا ريس؟ فرد عليه رئيس التحرير: هذا صحيح. عندئذ قال «ماكنتالي»: هل لي أن أتقدم لشغل هذه الوظيفة يا سيدي؟ ابتسم رئيس التحرير وهزّ رأسه بالإيجاب وأعاد ماكنتالي لعمله. { ولقطة عن التفكير الإيجابي المصيبة إن وقعت ما بنفع «الجقليب» كما نقول.. هناك ترياق يناله أصحاب الحظوظ السعيدة في وقاية النفس من الصدمات هو عند المؤمنين مبعثه الإيمان بالقضاء والقدر.. وذهبت مدارس علم النفس في تحليلات شتى لتقديم جرعات ما يسمى بالتفكير الإيجابي قد يعين صاحبها على الصمود أمام الصدمات مهما كانت قاسية ومنها ما سجلته حكايات المشاهير وما هو طريف ومفيد. نحكي منها حكاية رجل الأعمال الشهير إبان الحرب العالمية «توماس أديسون» والذي كان يملك «مصانع أديسون الكبرى» تقول الحكاية: في ديسمبر 1914 دمرت النيران مصانع أديسون الكبرى بولاية نيوجرسي، وفقد أديسون في ليلة واحدة أكثر ما «حوش» في حياته. هرع تشارلس ابن أديسون يبحث عن أبيه في جنون فوجده واقفاً أمام النيران وقد تورد وجهه وتطاير شعره الأبيض مع رياح الشتاء قال أديسون لابنه: «أنا لم أعد شاباً.. ضاع كل ما أنفقته من شبابي ودمره الحريق.. أين أمك؟.. ابحث عنها واحضرها الآن فوراً.. فهي لن تشهد شيئاً كهذا في باقي حياتها. وفي الصباح التالي راح أديسون الذي يبلغ السابعة والستين من عمره يطوف بالرماد الذي بدد كل آماله وأحلامه ثم قال: «إن لهذه الكارثة قيمة كبرى.. فقد احترقت كل أخطائنا وإني أشكر الله؛ لأننا نستطيع أن نبدأ من جديد» «من كتاب النتائج العجيبة للتفكير الإيجابي».