إبان الحكم المايوي نشط العون الذاتي المتعلق بإنشاء المدارس ودعم المستشفيات والمراكز الصحية، وكان له أثر كبير في سد الفجوة التي عجزت عنها الدولة وقام بها الخيرون من رجال البر والإحسان، وشهدنا فصولاً كثيرة سواء كانت في ولاية الخرطوم أو الولايات المختلفة قام بإنشائها رجال البر. ولم ينقطع هذا العمل ونلاحظ خلال الفترة الماضية قامت نفس الفكرة ولكن بمسمى جديد أطلق عليه عديل المدارس واستهدف العمل إصلاح العديد من المدارس الآيلة للسقوط و إنشاء فصول جديدة أو صيانتها من خلال شباب ومسؤولين يقومون بهذا العمل. أمس هاتفني الأخ الأستاذ والمربي الفاضل "حسين الخليفة" شقيق رئيس وزراء السودان بعد أكتوبر 1964م الراحل "سر الختم الخليفة" بأن مجموعة من الخيرين ورجال الأعمال أبدوا رغبتهم في إزاحة الغبار من مدرسة الهداية التي درس فيها الأفاضل الراحل "إسماعيل الأزهري" و"عبد الله خليل" و"دفع الله الحاج يوسف" وعدد من الجيل الذي حكم السودان، وقد استجابت وزارة التربية بإعادة المدرسة إلى الوجود ليتولى إدارتها الأستاذ "حسين الخليفة" وتبرع رجل البر والإحسان ورجل الأعمال "صالح عبد الله يعقوب" باستئجار مقر لتلك المدرسة بأم درمان على أن تكون نموذجاً للمدارس الحكومية الثانوية، وبالفعل شرع في تأسيس المبنى الذي يتكون من عدة طوابق وبدأت إجراءات الصيانة فيه كما شكل مجلس للأمناء من السادة "دفع الله الحاج يوسف" كرئيس للمجلس و"صالح عبد الرحمن يعقوب" و"كامل شوقي" و"بركات موسى الحواتي" وأحفاد "الطاهر الشبلي" "علم الدين الطاهر الشبلي" و"مكي الشبلي" و"مبارك يحيى عباس" و"أحمد بشير العبادي" ودكتور "بكري" أعضاء بالمجلس. وكان من بين الذين نهلوا العلم من تلك المدرسة "محمد طلعت فريد" و"أحمد رضا فريد" ونخبة من الجيل السابق.. ويتوقع أن تكون هذه المدرسة علامة بارزة في التعليم بالسودان. ولم تكن مدرسة الهداية هي المدرسة الوحيدة التي يعتني بها الخيرون أو التلاميذ الذين درسوا فيها وأصبحوا هامات وقامات سامقة في الوطن، ولكن هناك أيضاً مدرسة الأهلية أم درمان وهي واحدة من المدارس الوسطى التي خرجت أجيالاً من التلاميذ يتبوأون مراكز رفيعة بالدولة. وقد قام رجل البر والإحسان ورجل الأعمال "كمال حمزة" وفاءً للمدرسة ولأهل أم درمان بإعادة تأهيلها من جديد بل أعاد بناءها من جديد، وبالتأكيد سوف تكون إضافة للمدارس بالمنطقة. إن العمل التطوعي لم يكن مقصوراً على تلك المدارس بل امتد إلى المراكز الصحية، فقد زارني إخوة أفاضل من أبناء أم درمان آثروا على أنفسهم أن يواصلوا الليل بالنهار من أجل أن تعاد بعض المراكز الصحية بالمنطقة التي هجرها الأطباء بسبب الإهمال، وقرروا أن تكون ضربة البداية بمركز "عبد المنعم محمد" بمنطقة الهجرة أم درمان وكون مجلس أمناء لهذا المركز من السادة "كمال عوض الجيد" و"عصام بابكر بكار" و"أمين نافع" و"عبد الفتاح الرفاعي" والدكتور "نزار الحلاب" وقام المجلس بالاتصال بالسيد معتمد أم درمان الفريق "أحمد أمام التهامي" الذي أبدى موافقته على إنشاء مركز صحي جديد بنفس المقر السابق ينتفع منه سكان بيت المال وودنوباوي والكبجاب وأبوروف وكل المنطقة المجاورة للمركز، وستواصل اللجنة مساعيها مع الخيرين ورجال البر والإحسان حتى يعود المركز لعهده القديم ليقدم خدمة صحية رفيعة لأهل الحي، ونحن نشد على أيدي أولئك الرجال لمواصلة الجهد ومن ثم الانتقال إلى عمل آخر فيه منفعة الأمة.