الخرطوم بنغازي أمل أبو القاسم أعفى القنصل العام بالإنابة للسودان ببنغازي الأستاذ "صلاح أحمد محمد عيد"، "أحمد إبراهيم الجمل" المكلف بموجب تفويض ممنوح له من القنصلية العامة ليقوم مقامها في فيما يتعلق بمقابلة السلطات المختصة والرسمية والقانونية والشرعية والمدنية بمدينة "أمساعد" لغرض الوقوف على أوضاع السودانيين ومعالجة مشاكلهم وتذليل مهامهم أمام السلطات الليبية. وقال "أحمد إبراهيم الجمل" المقيم في حدود ليبيا الذي تم تكليفه وآخر من قبل القنصل العام بمنطقة البيضاء بمتابعة أوضاع السودانيين المحتجزين في الحدود الليبية المصرية، قال إن اتفاقاً تم لتكوين لجان لترحيل السودانيين المحتجزين في مدة أقصاها عشرة أيام، مشيراً إلى أن عملية التفويج بدأت لكنهم فوجئوا بتغيير خطة المصريين بترحيل (50) فرداً و(50) حقيبة وعدم فتح الأبواب لهم حتى وصول كل الدفعات المغادرة إلى الحدود السودانية، وقال إن لديه كشفاً بأكثر من ألف سوداني ولدى رفيقه كشف آخر بأكثر من (500) آخرين، ولا يمكن ترحيل كل هذا العدد في الفترة المتبقية وهي خمسة أيام فقط، مضيفاً إن الجهود مستمرة لرفع هذا العدد إلى أكثر من ذلك ابتداءً من أول أمس (الأربعاء). وكان وفد رفيع قد زار السودانيين العالقين في منطقة "أمساعد" وقام بتكوين لجنة أمنية لدراسة حالتهم، ومن فورها شرعت اللجنة بالسماح لهم بالمغادرة، وحددت فترة إخلاء السودانيين بواسطة اللجنة بعشرة أيام، يقوم بتنظيم هذه الأفواج اثنان من السودانيين العاملين في هذا المجال كل فرد منهما مسؤول عن مجموعة، والعدد الذي سمح به حوالي (1200) عربة يستوعب الذين لم يأتوا أمساعد بعد، إلا أن الإجلاء توقف بسبب الإتاوات التي فرضت عليهم. وحسب المحتجزين الذين تحركوا فإن الوسيطين يستلمان مبلغ (400) دينار لهما و(5000) دينار للسلطات الليبية، ثم (3000) للمصريين و(2000) لليبيين من أجل تأشيرة الدخول، على أن يتسلم خمسة آلاف دينار أي ما يعادل عشرة آلاف جنيه مصري مقابل الترحيل حتى حدود السودان، ويبقى السودانيون داخل البص لا ينزلون حتى نقطة النهاية. وتساءل هؤلاء كم سيكون ربحهم بعد هذه المبالغ الطائلة التي دفعوها بخلاف الجمارك؟ أين الاتفاقيات مع مصر وليبيا؟ أين المسؤلون في الإسكندرية؟ لماذا يُذل السودانيون بهكذا طريقة؟ وطالبوا بتكوين لجنة برلمانية للذهاب إليهم في الحدود ليس لمعرفة التقصير بل للحل الجذري. واستنكر محدثنا رفض ما يسمى برئيس مجلس تنسيق الجاليات لعدم قبوله سفرهم كدبلوماسية شعبية تساعد الدبلوماسية الرسمية. كما لفت إلى الدور الذي قامت به الجالية السودانية بطبرق بجمعها تبرعات لدعم مواطنيهم العالقين لقرابة الثلاثة أشهر ولم يبق للكثيرين منهم شيء بعد أن باعوا أمتعتهم وهواتفهم وكل ما يملكون، بل إن بعضهم باع سيارته بثمن بخس ورجع إلى مكان عمله.