الدولة أنا وأنت أم وضاح في زاوية الأمس قلت إن تشكيل الحكومة القادمة يعتبر بمثابة الفرصة الأخيرة التي يجب أن لا نضيعها بحثاً عن سراب الترضيات ووهم المجاملات وكفانا ما ضاع من عمرنا لم ننجز فيه ما يستحق أن يقف شاهداً ينطق بالإعجاب يوم أن تعرض الشعوب ما ملكت يمينها من الإنجاز والإعجاز، لكن كمان الشعوب لا تصنعها فقط الحكومات ولا تحمل لها العصي تأديباً للسلوك وتهذيباً للشعور والشعوب الواعية هي التي تختط لنفسها وترسم لوحة من القيم والفضائل وجميل الخصال، وإن كنا نريد أن ننعتق من الذيلية ونتقدم في ماراثون الشعوب علينا أن نجرد حسابنا ونجلد ذاتنا ككفارة وبعدها نبدأ من جديد. ودعوني أقول إن المواطن الذي يشغل وظيفة ما، في جهة حكومية أو مؤسسة خدمية ليس من حقه عدلاً أو إنصافاً أن ينتقد الحكومة إذا كان هو ضارب على دف الاستهتار والفوضى ويمارس الديكتاتورية والقمع الذي يرفضه أن يمارس عليه، وبعضهم للأسف شاهدته بعيني يفك عُقَدِه على المواطنين الذين يقفون بمكتبه لإجراء معاملة ما، ويمارس عليهم أبشع أنواع الضغط النفسي والاستفزاز، ناسياً أن من يقف أمامه شريكه في الوطن وفي الهواء الذي يتنفسه، (طيب شنو لازمة الفلهمة والعجرفة) وتركيب (الماكينة)، كيف يجوز لنا أن نطالب بالتغيير ونقول لي الحكومة أكسري رقبتك واعملي الخرطوم زي دبي ومدني زي جنيف، والكثيرون يعتبرون الشارع العام (عدوهم اللدود) فيردمونه بالنفايات والمخلفات وكل واحد بيته هو مملكته ووطنه الخاص به، لا ياخي بيتي وبيتك وشارعي وشارعك مجموعهم وطن اسمه السودان، فكيف يكون كما نحب ونشتهي وبأيدينا وأنانيتنا نزيده قبحاً وألماً؟، كيف نريد لوطننا أن يغتنم الفرصة الأخيرة وبعضهم للأسف يمارس الاستهتار في حق نفسه والاستحقار لها؟ كما فعل بعض الشباب ليلة رأس السنة وهم يقذفون المارة بالحجارة ويكسرون زجاج العربات فيما لا يمكن أن نسميه لهواً بريئاً بأي حال من الأحوال، لنسأل ومن حقنا أن نجد الإجابة، هل ديل الشباب الحيبنوا بكرة ويقودوا البلد لمرافئ الخير والجمال؟. أتمنى من كل قلبي أن يكونوا قلة قليلة تابت واستتابت عن الفعل ولن تكرره بأي حال من الأحوال. (الدايرة) أقوله إن الدولة ليست فقط نظاماً سياسياً يحكم الناس ويضع لهم فقط الضوابط والقوانين ويجبرهم على الخضوع لها، لكن الدولة بأفرادها ومجموعاتها وكياناتها الذين يشكلون مشهد الحياة بسلوكهم وممارساتهم وعلاقاتهم، وبعدها يحق لنا أن نحاسب المسؤول ونصفه بالعجز والتقصير طالما أننا لسنا عاجزين أو مقصرين. { كلمة عزيزة عندما تحتفل إريتريا بعيد استقلالها لا يلفت نظري مشهد أكثر من جمال الاحتفال في شارع الحرية، وعندما تحتفل فرنسا يحتفي ويزدان شارع الشانزليزيه، وعندما تتحدث بيروت يتشابى للنطق شارع الحمراء، وعندما نصف جمال القاهرة فهذا معناه أننا نقصد شارع النيل، لكل ذلك استغرب أن يتم قفل شارع النيل ليلة عيد الاستقلال ورأس السنة الميلادية وشارع النيل الخرطوم أصبح الآن واحد من منارات السياحة السودانية، وكان يمكن أن يتحوَّل إلى مهرجان وكرنفال عالمي في هذه الليلة، لا أظن أن قفل شارع النيل هو حل لأي تفلتات بدلالة حدوثها في أماكن أخرى بعيدة تماماً عنه. فرجاءً هذا الشارع بطوله وعرضه يمكن أن يمثل لوحة ناطقة في مثل هذه الليلة تؤكد للعالم أن السودان في أمن وأمان ورقي وأناقة. { كلمة أعز نفتقد جداً الآلية التي نستطيع من خلالها تقييم جماهيرية الفنان واتفق مع كثيرين أن بيت العرس ليس مقياساً لهذه الجماهيرية، لكن كمان أظن أن حفلات رأس السنة هي ترمومتر حقيقي لنجومية الفنان.. ورأس السنة أول أمس كشف ومن خلال الحفلات التي نجحت بامتياز (من هم) النجوم، أما التي فشلت فقد كشفت من الذي جلس كنب.. ولي عودة.