ما زال الزميل الأستاذ "ضياء الدين بلال" رئيس تحرير صحيفة السوداني يحوم حول الحمى ولا يقربه.. نقول (الأستاذ) لأن أدب الخلاف الذي نلتزم به يحتم علينا أن نستخدم لغة رفيعة بغض النظر إن وقع الحافر على الحافر أو لم يقع أو صادفت الصفة الموصوف.. أصل الخلاف والإشكال أن الزميل استخدم لغة بذيئة أصابت كل المحترمين بالغثيان في حق زميل آخر زعم أنه (تعدى) عليه في الفضاء الإسفيري، ولذا استدعته لجنة مساءلة ومحاسبة الصحفيين لتقدم له النصح والإرشاد وتقول له (عيب عليك).. الزميل الذي يرى أنه فوق المساءلة حتى لو قذف كل الزملاء بفاحش القول، لم يستطع الرد على تلك اللغة السوقية التي استخدمها، وأحسب أنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، وبدلاً من أن يخجل ويقر بذنبه أخذ يهاجم اللجنة وعضويتها.. حتى لو سلمنا جدلاً باتهامك لعضو اللجنة (شخصي) لشبهة أنه كاتب عمود، فهذا أمر سهل لأنه يمكن أن يغادر اللجنة بدون تردد، ولكن يبقى ما سطره قلمك شاهداً على إدانتك وعليك أن تبرر تلك البذاءة.. أيها الزميل لو كانت هناك محاسبة بالفعل لما بقي من يكتب مثل ما كتبت في هذه المهنة الموبوءة ليس على رئاسة تحرير صحيفة محترمة فحسب بل حتى مجرد محرر برتبة وكيل عريف. يقول "ضياء" الذي تعهد بالرد بوزن ومقاس (ياسر محجوب)، إن هذا الاسم قد لا يكون معروفاً، وقد كتب من قبل مستخفاً بزملاء صحفيين مترفعاً أنه لا يعرفهم.. جاء "ضياء" ليسحب القرعة بدار الاتحاد بعد أن حصل على بيت ضمن مدينة الصحفيين بمعية عدد من الزملاء المحترمين، وعاد لصحيفته ليكتب مستاءً أنه رأى صحفيين كثراً لا يعرفهم؟!.. هذه مشكلتك وليست مشكلة أي شخص آخر.. اسأل الزميل "مجدي عبد العزيز" عضو مجلس إدارة صحيفة السوداني وكذلك الأستاذ الكبير "حسين خوجلي" عن طاقم الأخبار في صحيفة ألوان في الفترة من 1987م وحتى قيام (الإنقاذ) في 1989م.. سيقول لك إن منهم "وليد مصطفى"، "الصادق الرزيقي"، "ياسر محجوب"، "مجدي عبد العزيز"، "حسن إبراهيم".. بعد سنوات عدة من ذلك التاريخ بدأ البعض يقرع الأبواب مطالباً من سبقوه في هذه المهنة من أهل قريته (ياخي ما تشوف لينا طريقة في الخرطوم)!!.. في عام (2000م) قبل (12) عاماً وأنت أيها الزميل تبحث عن مداخل لهذه المهنة، حصلتُ على جائزة دولية في الصحافة ممنوحة من وكالة "رويترز" للأنباء في احتفال بالأردن سلمتها الملكة نور.. يقول الزميل إنه جيئ بي من الخليج، وما المشكلة؟ المؤسسات الصحفية في الخليج مدارس صحفية بسبب تنوع جنسيات الكادر العامل فيها وبسبب إمكانيتها الفنية ولا يعمل فيها إلا أصحاب الكفاءات العالية.. بالطبع من حقي أن أعود لوطني في أي وقت، ولكن أسباب عودتي كانت لأسباب مقاصدية قد لا تستطيع استيعابها وفهمها ولسنا طلاب جاه ومغانم وامتيازات وإلا كان الاغتراب أنسب.. قلت إنني استيقظت فوجدت نفسي في مبنى أنيق بحي العمارات، يبدو أنه أكثر أناقة ورفاهية من مباني الصحف الخليجية ووزارة الخارجية القطرية؟!. الزميل الذي يعاني من جنون العظمة قال إنني انتفخت في صولتي بقصد إخافته، بل هو الذي ينتفخ انتفاخة ينتابه أثناءها شعور متضخم بالذات حتى أنه يُخيل إليه أن رأسه استطال إلى السماء فلامسها بل يظن يقيناً أن السماء اقتربت من رأسه فتوجته.. إنها حالة من تضخم (الأنا) تعمي عيون البعض من أن يروا موقعهم الحقيقي.. وتضخم الذات حالة نرجسية تجعل الفرد لا يقبل النقد، بل يتصور أنه فوق النقد والمحاسبة.. هي حالة تنتاب الحيوانات الضعيفة حيث تسيطر عليها هذه الحالة؛ فمن سلوكياتها وهي تكابد من أجل البقاء إسباغ وإضفاء هالة من القوة الوهمية لديها مثل الضفدعة التي تملأ نفسها بالهواء كي تظهر أكثر ضخامة أمام كل من تراه ممن تظن أنه يضمر لها شراً، وهي تفعل ذلك ظناً منها أنها بذلك تخيف أعداءها وتنجو بنفسها، وقد عُرفت هذه العادة الضفدعية منذ أمد بعيد ولم تعد تنطلي هذه الحيلة على أحد حتى غدا أمر اصطيادها من أسهل الأمور. • آخر الكلام: بعضهم سقط في مادتين في امتحانات القيد الصحفي واجتازهما من بعد ب(الدفرة) ثم يحدثنا عن مهنية الآخرين؟!.