المشعل اربجي يتعاقد رسميا مع المدرب منتصر فرج الله    تقارير تكشف ملاحظات مثيرة لحكومة السودان حول هدنة مع الميليشيا    شاهد.. المذيعة تسابيح خاطر تعود بمقطع فيديو تعلن فيه إكتمال الصلح مع صديقها "السوري"    شاهد بالفيديو.. على طريقة "الهوبا".. لاعب سوداني بالدوري المؤهل للممتاز يسجل أغرب هدف في تاريخ كرة القدم والحكم يصدمه    شاهد بالفيديو.. البرهان يوجه رسائل نارية لحميدتي ويصفه بالخائن والمتمرد: (ذكرنا قصة الإبتدائي بتاعت برز الثعلب يوماً.. أقول له سلم نفسك ولن أقتلك وسأترك الأمر للسودانيين وما عندنا تفاوض وسنقاتل 100 سنة)    رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية يهاجم تسابيح خاطر: (صورة عبثية لفتاة مترفة ترقص في مسرح الدم بالفاشر والغموض الحقيقي ليس في المذيعة البلهاء!!)    انتو ما بتعرفوا لتسابيح مبارك    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شاهد الفيديو الذي هز مواقع التواصل السودانية.. معلم بولاية الجزيرة يتحرش بتلميذة عمرها 13 عام وأسرة الطالبة تضبط الواقعة بنصب كمين له بوضع كاميرا تراقب ما يحدث    شاهد بالصورة والفيديو.. القائد الميداني بالدعم السريع "يأجوج ومأجوج" يسخر من زميله بالمليشيا ويتهمه بحمل "القمل" على رأسه (انت جاموس قمل ياخ)    شرطة ولاية الخرطوم : الشرطة ستضرب أوكار الجريمة بيد من حديد    البرهان يؤكد حرص السودان على الاحتفاظ بعلاقات وثيقة مع برنامج الغذاء العالمي    عطل في الخط الناقل مروي عطبرة تسبب بانقطاع التيار الكهربائي بولايتين    ميسي: لا أريد أن أكون عبئا على الأرجنتين.. وأشتاق للعودة إلى برشلونة    رئيس مجلس السيادة يؤكد عمق العلاقات السودانية المصرية    رونالدو: أنا سعودي وأحب وجودي هنا    مسؤول مصري يحط رحاله في بورتسودان    "فينيسيوس جونيور خط أحمر".. ريال مدريد يُحذر تشابي ألونسو    كُتّاب في "الشارقة للكتاب": الطيب صالح يحتاج إلى قراءة جديدة    مستشار رئيس الوزراء السوداني يفجّر المفاجأة الكبرى    مان سيتي يجتاز ليفربول    دار العوضة والكفاح يتعادلان سلبيا في دوري الاولي بارقو    لقاء بين البرهان والمراجع العام والكشف عن مراجعة 18 بنكا    السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير "العبيد مروح" ل(المجهر) (2-2)
نشر في المجهر السياسي يوم 22 - 10 - 2012

{ وجدت قضية الحريات الأربعة جدلاً كثيفاً في الأوساط السياسية بالشمال.. فما فائدة الحريات الأربعة لمواطني الدولتين؟
- قضية الحريات الأربعة كانت أحد ملفات ما بعد الاستفتاء، وكان يسمى بموضوع الجنسية، وكان الأخوة في الحركة الشعبية عندما كان السودان دولة واحدة، كانوا يتحدثون عن منح الجنسية المزدوجة لمواطني البلدين، فيما كان يعترض الجانب الحكومي على ذلك.
{ ما هو سبب الاعتراض الحكومي في ذلك؟
- إن منطق الحكومة في ذلك يقول، إذا أعطيتك حق أن تختار أن تبقى معي في دولة واحدة أو تستقل بدولتك واخترت أنت أن تكون مواطناً لدولة أخرى، هذا يعني أنك لا ترغب في دولتي ولا في جنسيتي، وحينما تم الاستفتاء وجاءت نتيجته لصالح الانفصال، فأصبح هذا المنطق قوياً بالوقائع العملية، ولكن إذا تحدثنا عن أوضاع مواطني البلدين كل في بلد الآخر، والفكرة أن هناك أعداداً كبيرة من مواطني دولة جنوب السودان سينزل عليهم أمر الانفصال نزولاً يغير واقع حياتهم بشكل أساسي، وهم قد يحتاجون في البقاء في هذه الدولة أو الذهاب إلى دولة ثالثة أو العودة إلى دولتهم، فلماذا لا تعطيهم حق الاختيار إذا هم أرادوا أن يأتوا إلى دولة السودان، والسودان ليس في سياسته التي كانت أو التي ما تزال أن يعطي أي مواطن من جنوب السودان أو غيره حق الإقامة أو التملك أو خلافه، ولكن مما قيل فإن هذا الحق ليس حقاً مطلقاً تأخذه هكذا بشكل تلقائي وإنما يتعين أن تكون هناك إجراءات تستبق حصولك على هذا الحق ومن بينها أن تكون لديك وثائقك الثبوتية، وعندما كنا نتحدث عن استخراج الوثائق الثبوتية لمواطني دولة جنوب السودان لأن الإقامة لا تكون إلا على جواز السفر، فكيف أعطيك إقامة أو أي حق آخر ما لم يكن لديك جواز سفر، وقد أعبنا على الأخوة في جنوب السودان أنهم أبطؤوا في ترتيب مواطنيهم وحصولهم على الوثائق الضرورية حتى يبت في طلباتهم، لأن الطلبات لا يبت فيها بشكل جماعي، بل يبت فيها حسب كل حالة وهذا أمر طبيعي في العلاقات الدولية.
فنحن نقول وما زلنا نقول إن وشائج القربى والصلات بين السودان وجنوب السودان أعمق من أية وشائج بين أية دولة وأخرى، وهذا هو حديث جغرافيا وتاريخ واجتماع لا يغالطه أي شخص إلا من يرقب في المغالطة، وبالتالي نحن قلنا يمكن أن يصبح هذا الحق موجوداً، والتسمية بقضية الحريات الأربعة هذا جزء من الاتفاق، والاتفاق يطلق عليه أوضاع مواطني البلدين كل في بلد الآخر هذه واحدة.
ثانياً: الاتفاق إطاري لم يدخل في التفاصيل كما دخلت اتفاقيات أخرى، فالاتفاق عهد في تفاصيله العملية إلى لجنة وزارية مختصة برئاسة وزيري الداخلية في البلدين، وهذه اللجنة هي التي تجلس وتضع المعايير العملية وتعمل على تصنيف الناس وتتفق على المعايير التي تمنح بموجبها هذا أو ذاك، وفي النهاية هذا حق سيادي تمنحه الدولة وفقاً لسلطاتها السيادية.
وبصراحة أنا لا أجد مبرراً كاملاً للتهويل لهذا الأمر وإبراز خطأه وإذا قلنا هذا أمر خاطئ، فالأمر يسري على الحريات مع مصر واريتريا وإثيوبيا، نحن لا نريد أن ننكفي على أنفسنا، الآن هناك سودانيون ذهبوا وأقاموا في بلاد الغرب أو في غيره وحصلوا على جنسية ذلك البلد وعلى جوازاتها وهم لم ينسلخوا عن سودانيتهم، هذه قضية متعلقة بهذا الملف من حيث الشكل ومن حيث الوقائع، فكنا نقول هذا الحق فيما يلي السودانيين يستفيد منه ملايين السودانيين بين البلدين، وتستفيد منه ملايين الأنعام أبقار ومواشٍ تعبر إلى الجنوب السودان خلال فترة الجفاف ثم تعود. هناك تداخل قبلي كثيف بين السودان ودولة جنوب السودان على طول الحدود، فليس من المناسب أن تحصر هذا الأمر وتلزم هؤلاء بضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة للذهاب بأبقارهم إلى الجنوب أو بتجارتهم أو خلافه، لابد من مرونة في العلاقات يقدر بعدها الأطراف المختلفة أن هذه مصالح ناس على الدولة أن ترعاها وليس أن تحد منها ما لم تصبح هذه المصالح مدخلاً لتشكيل خطر على الطرف الآخر.
{ بعد التوقيع على اتفاق أديس بين "البشير" و"سلفا".. ما هو مستقبل هذا الاتفاق خاصة وأن هناك العديد من الاتفاقات التي وقعت ولكن لم تستمر؟
- استطيع أن أقول إن الفرص المتاحة الآن أمام هذا الاتفاق ليجد حظه من التنفيذ هي أفضل من أية فرصة أتيحت من قبل، لأنه ببساطة شديدة هذا الاتفاق خاطب جميع القضايا، وإذا نظرنا إلى ما قبل ذلك، فكنا نتحدث عن اتفاقات تخاطب القضايا بشكل جزئي، ولكن هذه خاطبت كل القضايا محل الاهتمام بين البلدين، ولذلك فرصتها في أن تطبق الآن أفضل من غيرها، ونلمس الآن أن هناك إرادة سياسية لدى الطرفين، فنحن متأكدون من الإرادة السياسية بطرفنا، فيما نلمس إرادة سياسية لدى الطرف الآخر من أجل الذهاب قدماً في تنفيذ هذا الاتفاق وحل أية عقبات تعترض طريقه، فنحن متفائلون بتنزيل الاتفاق على أرض الواقع.
{ ذكرت حكومة الجنوب أنها قطعت علاقتها مع (قطاع الشمال) بعد توقيع اتفاق أديس.. إلى أي مدى صدق حكومة الجنوب في ذلك؟
- بعد توقيع أديس، فإن (قطاع الشمال) يعد أحد القطاعات السياسية الخاسرة من هذا الاتفاق، وأية علاقة ايجابية بين دولة الشمال والجنوب تكون على حساب (قطاع الشمال) وفقاً للفهم الذي يتحرك به الآن، لأنه فهم في تقديرنا ضيق يقوم على موضوع الكسب السياسي من خلال العمل العسكري المسلح، و(قطاع الشمال) أول من بادر بجمع حركات دارفور فيما يسمى بالجبهة الثورية، ونقول إن ما يسمى بالجبهة الثورية وحركات دارفور المتمردة هي الخاسر الثاني إن لم تكن على درجة واحدة من الخسران من هذا الاتفاق، ولذلك يسعى (قطاع الشمال) ومن منطلق ضيق لتخريب هذا الاتفاق، ومحاولة تفجير العلاقة بين دولة الشمال ودولة جنوب السودان، لذلك فإن قيادتي البلدين تحسبتا لمثل هذا العمل، ولو أنك تلاحظ فإن الموضوع لم يشكل إزعاجاً.
إن مسألة فك الارتباط سياسياً وعسكرياً بين (قطاع الشمال) وبين دولة جنوب السودان مسألة وقت لم نقل بأنها اكتملت، ولكن نقول مسألة وقت سوف تكتمل قريباً، فحينما يجيز البلدان الاتفاق في صورته النهائية سيعمد الطرفان إلى إنشاء مراقبة بالمنطقة منزوعة السلاح، وهذا سيخلق الفاصل الجغرافي الذي لا تستطيع أن تتحرك فيه أية قوة مسلحة بين الطرفين إلا تسللاً أو خلاف ذلك، ونتوقع أن يبذل الطرفان على الصعيد السياسي والعسكري خطوات من شأنها سحب الأسلحة الثقيلة التي تخص دولة جنوب السودان والتي في معية قطاع الشمال، أي داخل دولة جنوب السودان.
إن قطاع الشمال كان متبقياً من اتفاقية السلام الشامل، وكان يفترض أن يحدث تفكيكه عسكرياً وسياسياً، وتفكيكه عسكرياً كان يفترض أن يتم في عام 2008م وإلحاقه سياسياً بالقوى التي خاضت الانتخابات، وبالفعل خاضوا الانتخابات ولكن لم يفككوا التهم العسكرية والآن تصبح المسألة مسألة وقت.
{ في ظل كل تلك الظروف.. هل يمكن أن يجري الحوار مع (قطاع الشمال)؟
- الحوار مع (قطاع الشمال) حتمي ولابد أن يحدث، والجانب الحكومي حتى الآن لم يعلن رفضه للحوار مع (قطاع الشمال)، كان يشترط أن يعلن بشكل نهائي فك الارتباط بين دولة جنوب السودان و(قطاع الشمال)، فحينما تستكمل تلك الخطوات التكميلية لا أتوقع أن يستغرق ذلك زمناً طويلاً، ومن بعد ذلك من المطلوب أن يجري الحوار بين الجانب السوداني و(قطاع الشمال)، ومن المفترض أن ينتهي الحوار إلى تطبيع العلاقات مع ولايتي (جنوب كردفان) و(النيل الأزرق).
{ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مباركتها لاتفاق أديس أبابا.. هل لمست حقاً جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المباركة.. وهل ستنتهي خلافات أمريكا مع السودان؟
- إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تصنعها عدة أطراف، الإدارة الأمريكية على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون من جهة والكونغرس ومجموعات الضغط من جهة أخرى، وهذان الطرفان يتأثران بالرأي العام والنشطاء ومجموعات الضغط المختلفة، وأية قراءة للمواقف الأمريكية تجاه أي بلد والسودان منها تغفل أي من هذه الجوانب تكون قراءة غير مكتملة، ونحن في إطار قراءتنا الكلية نقول وقلنا من قبل، فإن الإدارة الأمريكية وحتى وزارة الدفاع ظل موقفها معقولاً تجاه السودان، ولكنها كانت تتأثر بالكونجرس، والكونجرس يتأثر بمواقف مجموعات الضغط، وهذا الاتفاق بالفعل أعطى فرصة أفضل لتخفيف الضغط على السودان من قبل مجموعات الضغط والكونجرس، والموسم موسم انتخابات الآن في أمريكا، والسادس من نوفمبر المقبل الإدارة الأمريكية ستكون مشغولة بالانتخابات. وفي إطار المدخل إلى عالم جديد تتغير كثير من المواقع على الأرض هنا في السودان ومن ثم تتغير المواقع، بمعنى أننا قد نكون قد حسمنا القضايا المختلف عليها داخل السودان كقضيتي (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان)، ونكون قد تمكنا من الوصول إلى تسوية نهائية لمصلحة مواطني السودان في تلك المناطق، وبالتالي سنسحب الكروت التي كان يستغلها الناشطون والمتطرفون في الكونجرس من أيادي هذه المجموعات، نحن لا نقول بمجرد أن يحدث ذلك ستصبح العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية سالكة، لكن من شأن ذلك أن يقوي من تيار التفاهم وتيار الحوار لجعل العلاقات بين البلدين علاقات طبيعية.
{ إذا ما هو سبب التوتر بين علاقات البلدين؟
- إن توتر العلاقات بين البلدين والاتهامات التي ظلت توجه إلى السودان كانت تقوم على تقديرات سياسية، وكان القرار الأمريكي يذهب كل حين وآخر بحثاً عن ذرائع للتمسك بموقفه السياسي.
{ هل يمكن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
- نحن لن نقول إن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية سيصبح سهلاً بمجرد أن يحل السودان كل مشاكله - يمكن أن يحل السودان كل مشاكله - ولكن ربما تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يتم، نحن لا نلهث وراء تطبيع العلاقات مع أمريكا، يمكن أن تكون علاقاتنا معها علاقة طبيعية مثلها مثل بقية دول العالم، نحن نقر أن الولايات المتحدة الأمريكية ذات تأثير قوي في السياسة الدولية ولا نرغب في مواجهتها، ولن نتنازل عن حقوقنا الطبيعية في سبيل هذه العلاقة، ويمكن أن نصل إلى منطقة وسط نقرب بها شقة الخلافات حتى تنتهي إلى تطبيع جزئي أو كلي.
{ بعد أن أصبحت دولة الجنوب دولة مستقلة البعض يتخوف من الوجود الإسرائيلي إذا ما تغلغل في المنطقة قد يؤثر على السودان الشمالي؟
- الكيد الإسرائيلي للسودان واعتقادها بأنه يقف مع خصومها السياسيين أو مع أعدائها من قوى الإسلام هذا أمر ثابت، ولكن إذا لاحظنا فإننا نجد إسرائيل موجودة في مصر وحتى الآن لم تغلق سفارتها بالقاهرة، وإسرائيل موجودة باريتريا وإثيوبيا، وظلت على علاقات طبيعية مع كل هذه البلدان، بل تسعى لتقويتها من حين لآخر، فإن وجود إسرائيل في جنوب السودان لا يشكل خطراً على السودان، وإن سعت إسرائيل لإلحاق الضرر بالسودان، فإن لدينا من الأجهزة والمؤسسات التي بإمكانها تخفيف الخطر الإسرائيلي، فنحن في كون لا يلغِ الطرف الآخر، ونثق في جهازنا الدبلوماسي وأجهزتنا الاستخباراتية في الإحاطة بالمكايد الإسرائيلية ووضعها في حجمها الطبيعي.
{ البعض يعتقد أن العلاقات المصرية السودانية بها نوع من الخصوصية خاصة وأن الوضع الجديد في مصر لا يختلف عمن هو في السودان.. فكيف تنظر إلى العلاقات السودانية المصرية الآن؟
- نحن راضون عن مستوى علاقاتنا مع مصر، والتغيير الذي حدث في مصر لم يصل إلى مداه، وما زالت هناك تحديات تواجه القوى السياسية الرئيسية الحاكمة في مصر، لذلك نحن راضون عن مستوى العلاقة مع مصر، وسنجتهد في معاونة مصر في أن تبلغ المدى الطبيعي في التغيير الايجابي، ومن جانبنا نحتاج إلى عون مصر في بلوغ المدى الطبيعي بعلاقتنا معها.
{ وماذا عن الحريات الأربعة مع مصر.. وإلى أي مدى تم التنفيذ؟
- في آخر زيارة للرئيس "عمر البشير" إلى مصر، وآخر زيارة لرئيس الوزراء المصري إلى السودان، فقد تم الاتفاق على جميع الملفات العالقة بين البلدين، واتفق على أنه بنهاية عام 2012م سيتم تنفيذ جميع القضايا بما في ذلك الحريات الأربعة، الطرق العابرة بين البلدين، الأجواء العابرة، حركة التجارة والتمويل، نقل البضاعة، وينفتح أفق جديد في علاقتنا مع استكمال بقية المشروعات التي يمكن أن يتفق عليها الطرفان.
{ موقف السودان مما يجري في سوريا؟
- لقد حذر السودان منذ وقت مبكر من التصعيد الذي يجري الآن في سوريا، وحذرنا القيادة في سوريا والتيارات المعارضة أن المواجهة المسلحة لن تفيد لذلك يجب ادخار طاقات القتال للتعمير، والسودان أكثر الدول التي اكتوت بالصراع الداخلي منذ زمن طويل، وحاولنا أن نهدي تجربتنا هذه إلى سوريا، صحيح وجدنا قبولاً مبدئياً من الطرفين، لذلك وقع السودان من خلال وجود اللجنة الخماسية التي شُكلت لجامعة الدول العربية إلى إدارة الحوار، ولكن وضع الشروط المسبقة لهذا الحوار هو ما جعل الرؤية السودانية تقف عند هذا الحد، وللأسف ما حذرنا منه وقع بالفعل، نحن لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، وما نزال نرفع صوتنا للحوار باعتباره الوسيلة الأنسب للتسوية السياسية.
{ وماذا عن طرد الدبلوماسي السوداني بالنرويج؟
- حادث طرد الدبلوماسي السوداني بالنرويج مؤسف، والوقائع التي استند عليها غير صحيحة بالنسبة لنا، وهذا أمر متعلق بالحكومة النرويجية، وفي رأيي أن الحكومة النرويجية خضعت لضغوط مارستها على منظمات طوعية ومنظمات مجتمع مدني لاستهداف السفارة السودانية، وعلى الرغم من المصالح الحقيقية بين السودان والنرويج ومن وجود علاقات اقتصادية وسياسية تجري متابعتها بين الطرفين، هذا لم يمنع السودان من أن يصر على مبدأ المعاملة بالمثل، وقد تفهم الجانب النرويجي الموقف، والسودان ليست لديه رغبة في تصعيد الموقف بأكثر مما هو عليه، ونريد أن يكون الموقف عند هذا الحد، وأن تكون هناك فرصة لمراجعة العلاقات في المستقبل بين البلدين.
{ هل عاد الدبلوماسي السوداني إلى السودان وغادر النرويج إلى بلاده؟
- نعم وصل الدبلوماسي السوداني إلى السودان، وغادر النرويجي إلى بلاده.
{ هل تم ترشيح أسماء جديدة؟
- أسماء الدبلوماسيين الجدد السوداني والنرويجي سيتم في وقت لاحق، وهذا يتوقف على عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.