شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل زفاف بالقاهرة.. العازف عوض أحمودي يدخل في وصلة رقص هستيرية مع الفنانة هدى عربي على أنغام (ضرب السلاح)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالصورة والفيديو.. مطربة أثيوبية تشعل حفل غنائي في أديس أبابا بأغنية الفنانة السودانية منال البدري (راجل التهريب) والجمهور يتساءل: (ليه أغانينا لمن يغنوها الحبش بتطلع رائعة كدة؟)    شاهد بالفيديو.. ظهر بحالة يرثى لها.. الفنان المثير للجدل سجاد بحري يؤكد خروجه من السجن وعودته للسودان عبر بورتسودان    الهلال السعودي يتعادل مع ريال مدريد بهدف لكلٍ في كأس العالم للأندية    مانشستر سيتي يستهل مونديال الأندية بالفوز على الوداد المغربي بهدفين دون مقابل    وزارة الصحة تستقبل طائرة مساعدات إنسانية وطبية تركية تبلغ 37 طناً لمكافحة الكوليرا    هل هناك احتمال لحدوث تسرب إشعاع نووي في مصر حال قصف ديمونة؟    تقرير أممي: الجيش مسؤول عن الجرائم وتدهور الوضع الإنساني في السودان    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    أمام الريال.. الهلال يحلم بالضربة الأولى    الإدارة العامة للمباحث الجنائية المركزية تتمكن من الإيقاع بشبكة إجرامية تخصصت فى نهب مصانع العطور بمعاونة المليشيا المتمردة    كامل إدريس يؤكد عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين السودان والكويت    "الدعم السريع" تبسط سيطرتها الكاملة على قاعدة الشفرليت العسكرية    ترامب: "نعرف بالتحديد" أين يختبئ خامنئي لكن لن "نقضي عليه" في الوقت الحالي    كامل إدريس ابن المنظمات الدولية لايريد أن تتلطخ أطراف بدلته الأنيقة بطين قواعد الإسلاميين    9 دول نووية بالعالم.. من يملك السلاح الأقوى؟    عَوض (طَارَة) قَبل أن يَصبح الاسم واقِعا    إنشاء حساب واتساب بدون فيسبوك أو انستجرام.. خطوات    عودة الحياة لاستاد عطبرة    السهم الدامر والهلال كريمة حبايب في إفتتاح المرحلة الأخيرة من الدوري العام    الصحفية والشاعرة داليا الياس: (عندي حاجز نفسي مع صبغة الشعر عند الرجال!! ولو بقيت منقطها وأرهب من الرهابة ذاتا مابتخش راسي ده!!)    التهديد بإغلاق مضيق هرمز يضع الاقتصاد العالمي على "حافة الهاوية"    تدهور غير مسبوق في قيمة الجنيه السوداني    كيم كارداشيان تنتقد "قسوة" إدارة الهجرة الأمريكية    "دم على نهد".. مسلسل جريء يواجه شبح المنع قبل عرضه    ايران تطاطىء الرأس بصورة مهينة وتتلقى الضربات من اسرائيل بلا رد    خطأ شائع أثناء الاستحمام قد يهدد حياتك    خدعة بسيطة للنوم السريع… والسر في القدم    السلطات السودانية تضع النهاية لمسلسل منزل الكمير    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    مباحث شرطة الولاية الشمالية تتمكن من إماطة اللثام عن جريمة قتل غامضة وتوقف المتورطين    بلاغ بوجود قنبلة..طائرة سعودية تغيّر مسارها..ما التفاصيل؟    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناطق الرسمي باسم الخارجية السفير "العبيد مروح" ل(المجهر) (2-2)
نشر في المجهر السياسي يوم 22 - 10 - 2012

{ وجدت قضية الحريات الأربعة جدلاً كثيفاً في الأوساط السياسية بالشمال.. فما فائدة الحريات الأربعة لمواطني الدولتين؟
- قضية الحريات الأربعة كانت أحد ملفات ما بعد الاستفتاء، وكان يسمى بموضوع الجنسية، وكان الأخوة في الحركة الشعبية عندما كان السودان دولة واحدة، كانوا يتحدثون عن منح الجنسية المزدوجة لمواطني البلدين، فيما كان يعترض الجانب الحكومي على ذلك.
{ ما هو سبب الاعتراض الحكومي في ذلك؟
- إن منطق الحكومة في ذلك يقول، إذا أعطيتك حق أن تختار أن تبقى معي في دولة واحدة أو تستقل بدولتك واخترت أنت أن تكون مواطناً لدولة أخرى، هذا يعني أنك لا ترغب في دولتي ولا في جنسيتي، وحينما تم الاستفتاء وجاءت نتيجته لصالح الانفصال، فأصبح هذا المنطق قوياً بالوقائع العملية، ولكن إذا تحدثنا عن أوضاع مواطني البلدين كل في بلد الآخر، والفكرة أن هناك أعداداً كبيرة من مواطني دولة جنوب السودان سينزل عليهم أمر الانفصال نزولاً يغير واقع حياتهم بشكل أساسي، وهم قد يحتاجون في البقاء في هذه الدولة أو الذهاب إلى دولة ثالثة أو العودة إلى دولتهم، فلماذا لا تعطيهم حق الاختيار إذا هم أرادوا أن يأتوا إلى دولة السودان، والسودان ليس في سياسته التي كانت أو التي ما تزال أن يعطي أي مواطن من جنوب السودان أو غيره حق الإقامة أو التملك أو خلافه، ولكن مما قيل فإن هذا الحق ليس حقاً مطلقاً تأخذه هكذا بشكل تلقائي وإنما يتعين أن تكون هناك إجراءات تستبق حصولك على هذا الحق ومن بينها أن تكون لديك وثائقك الثبوتية، وعندما كنا نتحدث عن استخراج الوثائق الثبوتية لمواطني دولة جنوب السودان لأن الإقامة لا تكون إلا على جواز السفر، فكيف أعطيك إقامة أو أي حق آخر ما لم يكن لديك جواز سفر، وقد أعبنا على الأخوة في جنوب السودان أنهم أبطؤوا في ترتيب مواطنيهم وحصولهم على الوثائق الضرورية حتى يبت في طلباتهم، لأن الطلبات لا يبت فيها بشكل جماعي، بل يبت فيها حسب كل حالة وهذا أمر طبيعي في العلاقات الدولية.
فنحن نقول وما زلنا نقول إن وشائج القربى والصلات بين السودان وجنوب السودان أعمق من أية وشائج بين أية دولة وأخرى، وهذا هو حديث جغرافيا وتاريخ واجتماع لا يغالطه أي شخص إلا من يرقب في المغالطة، وبالتالي نحن قلنا يمكن أن يصبح هذا الحق موجوداً، والتسمية بقضية الحريات الأربعة هذا جزء من الاتفاق، والاتفاق يطلق عليه أوضاع مواطني البلدين كل في بلد الآخر هذه واحدة.
ثانياً: الاتفاق إطاري لم يدخل في التفاصيل كما دخلت اتفاقيات أخرى، فالاتفاق عهد في تفاصيله العملية إلى لجنة وزارية مختصة برئاسة وزيري الداخلية في البلدين، وهذه اللجنة هي التي تجلس وتضع المعايير العملية وتعمل على تصنيف الناس وتتفق على المعايير التي تمنح بموجبها هذا أو ذاك، وفي النهاية هذا حق سيادي تمنحه الدولة وفقاً لسلطاتها السيادية.
وبصراحة أنا لا أجد مبرراً كاملاً للتهويل لهذا الأمر وإبراز خطأه وإذا قلنا هذا أمر خاطئ، فالأمر يسري على الحريات مع مصر واريتريا وإثيوبيا، نحن لا نريد أن ننكفي على أنفسنا، الآن هناك سودانيون ذهبوا وأقاموا في بلاد الغرب أو في غيره وحصلوا على جنسية ذلك البلد وعلى جوازاتها وهم لم ينسلخوا عن سودانيتهم، هذه قضية متعلقة بهذا الملف من حيث الشكل ومن حيث الوقائع، فكنا نقول هذا الحق فيما يلي السودانيين يستفيد منه ملايين السودانيين بين البلدين، وتستفيد منه ملايين الأنعام أبقار ومواشٍ تعبر إلى الجنوب السودان خلال فترة الجفاف ثم تعود. هناك تداخل قبلي كثيف بين السودان ودولة جنوب السودان على طول الحدود، فليس من المناسب أن تحصر هذا الأمر وتلزم هؤلاء بضرورة الحصول على تأشيرة مسبقة للذهاب بأبقارهم إلى الجنوب أو بتجارتهم أو خلافه، لابد من مرونة في العلاقات يقدر بعدها الأطراف المختلفة أن هذه مصالح ناس على الدولة أن ترعاها وليس أن تحد منها ما لم تصبح هذه المصالح مدخلاً لتشكيل خطر على الطرف الآخر.
{ بعد التوقيع على اتفاق أديس بين "البشير" و"سلفا".. ما هو مستقبل هذا الاتفاق خاصة وأن هناك العديد من الاتفاقات التي وقعت ولكن لم تستمر؟
- استطيع أن أقول إن الفرص المتاحة الآن أمام هذا الاتفاق ليجد حظه من التنفيذ هي أفضل من أية فرصة أتيحت من قبل، لأنه ببساطة شديدة هذا الاتفاق خاطب جميع القضايا، وإذا نظرنا إلى ما قبل ذلك، فكنا نتحدث عن اتفاقات تخاطب القضايا بشكل جزئي، ولكن هذه خاطبت كل القضايا محل الاهتمام بين البلدين، ولذلك فرصتها في أن تطبق الآن أفضل من غيرها، ونلمس الآن أن هناك إرادة سياسية لدى الطرفين، فنحن متأكدون من الإرادة السياسية بطرفنا، فيما نلمس إرادة سياسية لدى الطرف الآخر من أجل الذهاب قدماً في تنفيذ هذا الاتفاق وحل أية عقبات تعترض طريقه، فنحن متفائلون بتنزيل الاتفاق على أرض الواقع.
{ ذكرت حكومة الجنوب أنها قطعت علاقتها مع (قطاع الشمال) بعد توقيع اتفاق أديس.. إلى أي مدى صدق حكومة الجنوب في ذلك؟
- بعد توقيع أديس، فإن (قطاع الشمال) يعد أحد القطاعات السياسية الخاسرة من هذا الاتفاق، وأية علاقة ايجابية بين دولة الشمال والجنوب تكون على حساب (قطاع الشمال) وفقاً للفهم الذي يتحرك به الآن، لأنه فهم في تقديرنا ضيق يقوم على موضوع الكسب السياسي من خلال العمل العسكري المسلح، و(قطاع الشمال) أول من بادر بجمع حركات دارفور فيما يسمى بالجبهة الثورية، ونقول إن ما يسمى بالجبهة الثورية وحركات دارفور المتمردة هي الخاسر الثاني إن لم تكن على درجة واحدة من الخسران من هذا الاتفاق، ولذلك يسعى (قطاع الشمال) ومن منطلق ضيق لتخريب هذا الاتفاق، ومحاولة تفجير العلاقة بين دولة الشمال ودولة جنوب السودان، لذلك فإن قيادتي البلدين تحسبتا لمثل هذا العمل، ولو أنك تلاحظ فإن الموضوع لم يشكل إزعاجاً.
إن مسألة فك الارتباط سياسياً وعسكرياً بين (قطاع الشمال) وبين دولة جنوب السودان مسألة وقت لم نقل بأنها اكتملت، ولكن نقول مسألة وقت سوف تكتمل قريباً، فحينما يجيز البلدان الاتفاق في صورته النهائية سيعمد الطرفان إلى إنشاء مراقبة بالمنطقة منزوعة السلاح، وهذا سيخلق الفاصل الجغرافي الذي لا تستطيع أن تتحرك فيه أية قوة مسلحة بين الطرفين إلا تسللاً أو خلاف ذلك، ونتوقع أن يبذل الطرفان على الصعيد السياسي والعسكري خطوات من شأنها سحب الأسلحة الثقيلة التي تخص دولة جنوب السودان والتي في معية قطاع الشمال، أي داخل دولة جنوب السودان.
إن قطاع الشمال كان متبقياً من اتفاقية السلام الشامل، وكان يفترض أن يحدث تفكيكه عسكرياً وسياسياً، وتفكيكه عسكرياً كان يفترض أن يتم في عام 2008م وإلحاقه سياسياً بالقوى التي خاضت الانتخابات، وبالفعل خاضوا الانتخابات ولكن لم يفككوا التهم العسكرية والآن تصبح المسألة مسألة وقت.
{ في ظل كل تلك الظروف.. هل يمكن أن يجري الحوار مع (قطاع الشمال)؟
- الحوار مع (قطاع الشمال) حتمي ولابد أن يحدث، والجانب الحكومي حتى الآن لم يعلن رفضه للحوار مع (قطاع الشمال)، كان يشترط أن يعلن بشكل نهائي فك الارتباط بين دولة جنوب السودان و(قطاع الشمال)، فحينما تستكمل تلك الخطوات التكميلية لا أتوقع أن يستغرق ذلك زمناً طويلاً، ومن بعد ذلك من المطلوب أن يجري الحوار بين الجانب السوداني و(قطاع الشمال)، ومن المفترض أن ينتهي الحوار إلى تطبيع العلاقات مع ولايتي (جنوب كردفان) و(النيل الأزرق).
{ أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مباركتها لاتفاق أديس أبابا.. هل لمست حقاً جدية الولايات المتحدة الأمريكية في تلك المباركة.. وهل ستنتهي خلافات أمريكا مع السودان؟
- إن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية تصنعها عدة أطراف، الإدارة الأمريكية على مستوى البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون من جهة والكونغرس ومجموعات الضغط من جهة أخرى، وهذان الطرفان يتأثران بالرأي العام والنشطاء ومجموعات الضغط المختلفة، وأية قراءة للمواقف الأمريكية تجاه أي بلد والسودان منها تغفل أي من هذه الجوانب تكون قراءة غير مكتملة، ونحن في إطار قراءتنا الكلية نقول وقلنا من قبل، فإن الإدارة الأمريكية وحتى وزارة الدفاع ظل موقفها معقولاً تجاه السودان، ولكنها كانت تتأثر بالكونجرس، والكونجرس يتأثر بمواقف مجموعات الضغط، وهذا الاتفاق بالفعل أعطى فرصة أفضل لتخفيف الضغط على السودان من قبل مجموعات الضغط والكونجرس، والموسم موسم انتخابات الآن في أمريكا، والسادس من نوفمبر المقبل الإدارة الأمريكية ستكون مشغولة بالانتخابات. وفي إطار المدخل إلى عالم جديد تتغير كثير من المواقع على الأرض هنا في السودان ومن ثم تتغير المواقع، بمعنى أننا قد نكون قد حسمنا القضايا المختلف عليها داخل السودان كقضيتي (النيل الأزرق) و(جنوب كردفان)، ونكون قد تمكنا من الوصول إلى تسوية نهائية لمصلحة مواطني السودان في تلك المناطق، وبالتالي سنسحب الكروت التي كان يستغلها الناشطون والمتطرفون في الكونجرس من أيادي هذه المجموعات، نحن لا نقول بمجرد أن يحدث ذلك ستصبح العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية سالكة، لكن من شأن ذلك أن يقوي من تيار التفاهم وتيار الحوار لجعل العلاقات بين البلدين علاقات طبيعية.
{ إذا ما هو سبب التوتر بين علاقات البلدين؟
- إن توتر العلاقات بين البلدين والاتهامات التي ظلت توجه إلى السودان كانت تقوم على تقديرات سياسية، وكان القرار الأمريكي يذهب كل حين وآخر بحثاً عن ذرائع للتمسك بموقفه السياسي.
{ هل يمكن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية؟
- نحن لن نقول إن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية سيصبح سهلاً بمجرد أن يحل السودان كل مشاكله - يمكن أن يحل السودان كل مشاكله - ولكن ربما تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يتم، نحن لا نلهث وراء تطبيع العلاقات مع أمريكا، يمكن أن تكون علاقاتنا معها علاقة طبيعية مثلها مثل بقية دول العالم، نحن نقر أن الولايات المتحدة الأمريكية ذات تأثير قوي في السياسة الدولية ولا نرغب في مواجهتها، ولن نتنازل عن حقوقنا الطبيعية في سبيل هذه العلاقة، ويمكن أن نصل إلى منطقة وسط نقرب بها شقة الخلافات حتى تنتهي إلى تطبيع جزئي أو كلي.
{ بعد أن أصبحت دولة الجنوب دولة مستقلة البعض يتخوف من الوجود الإسرائيلي إذا ما تغلغل في المنطقة قد يؤثر على السودان الشمالي؟
- الكيد الإسرائيلي للسودان واعتقادها بأنه يقف مع خصومها السياسيين أو مع أعدائها من قوى الإسلام هذا أمر ثابت، ولكن إذا لاحظنا فإننا نجد إسرائيل موجودة في مصر وحتى الآن لم تغلق سفارتها بالقاهرة، وإسرائيل موجودة باريتريا وإثيوبيا، وظلت على علاقات طبيعية مع كل هذه البلدان، بل تسعى لتقويتها من حين لآخر، فإن وجود إسرائيل في جنوب السودان لا يشكل خطراً على السودان، وإن سعت إسرائيل لإلحاق الضرر بالسودان، فإن لدينا من الأجهزة والمؤسسات التي بإمكانها تخفيف الخطر الإسرائيلي، فنحن في كون لا يلغِ الطرف الآخر، ونثق في جهازنا الدبلوماسي وأجهزتنا الاستخباراتية في الإحاطة بالمكايد الإسرائيلية ووضعها في حجمها الطبيعي.
{ البعض يعتقد أن العلاقات المصرية السودانية بها نوع من الخصوصية خاصة وأن الوضع الجديد في مصر لا يختلف عمن هو في السودان.. فكيف تنظر إلى العلاقات السودانية المصرية الآن؟
- نحن راضون عن مستوى علاقاتنا مع مصر، والتغيير الذي حدث في مصر لم يصل إلى مداه، وما زالت هناك تحديات تواجه القوى السياسية الرئيسية الحاكمة في مصر، لذلك نحن راضون عن مستوى العلاقة مع مصر، وسنجتهد في معاونة مصر في أن تبلغ المدى الطبيعي في التغيير الايجابي، ومن جانبنا نحتاج إلى عون مصر في بلوغ المدى الطبيعي بعلاقتنا معها.
{ وماذا عن الحريات الأربعة مع مصر.. وإلى أي مدى تم التنفيذ؟
- في آخر زيارة للرئيس "عمر البشير" إلى مصر، وآخر زيارة لرئيس الوزراء المصري إلى السودان، فقد تم الاتفاق على جميع الملفات العالقة بين البلدين، واتفق على أنه بنهاية عام 2012م سيتم تنفيذ جميع القضايا بما في ذلك الحريات الأربعة، الطرق العابرة بين البلدين، الأجواء العابرة، حركة التجارة والتمويل، نقل البضاعة، وينفتح أفق جديد في علاقتنا مع استكمال بقية المشروعات التي يمكن أن يتفق عليها الطرفان.
{ موقف السودان مما يجري في سوريا؟
- لقد حذر السودان منذ وقت مبكر من التصعيد الذي يجري الآن في سوريا، وحذرنا القيادة في سوريا والتيارات المعارضة أن المواجهة المسلحة لن تفيد لذلك يجب ادخار طاقات القتال للتعمير، والسودان أكثر الدول التي اكتوت بالصراع الداخلي منذ زمن طويل، وحاولنا أن نهدي تجربتنا هذه إلى سوريا، صحيح وجدنا قبولاً مبدئياً من الطرفين، لذلك وقع السودان من خلال وجود اللجنة الخماسية التي شُكلت لجامعة الدول العربية إلى إدارة الحوار، ولكن وضع الشروط المسبقة لهذا الحوار هو ما جعل الرؤية السودانية تقف عند هذا الحد، وللأسف ما حذرنا منه وقع بالفعل، نحن لا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، وما نزال نرفع صوتنا للحوار باعتباره الوسيلة الأنسب للتسوية السياسية.
{ وماذا عن طرد الدبلوماسي السوداني بالنرويج؟
- حادث طرد الدبلوماسي السوداني بالنرويج مؤسف، والوقائع التي استند عليها غير صحيحة بالنسبة لنا، وهذا أمر متعلق بالحكومة النرويجية، وفي رأيي أن الحكومة النرويجية خضعت لضغوط مارستها على منظمات طوعية ومنظمات مجتمع مدني لاستهداف السفارة السودانية، وعلى الرغم من المصالح الحقيقية بين السودان والنرويج ومن وجود علاقات اقتصادية وسياسية تجري متابعتها بين الطرفين، هذا لم يمنع السودان من أن يصر على مبدأ المعاملة بالمثل، وقد تفهم الجانب النرويجي الموقف، والسودان ليست لديه رغبة في تصعيد الموقف بأكثر مما هو عليه، ونريد أن يكون الموقف عند هذا الحد، وأن تكون هناك فرصة لمراجعة العلاقات في المستقبل بين البلدين.
{ هل عاد الدبلوماسي السوداني إلى السودان وغادر النرويج إلى بلاده؟
- نعم وصل الدبلوماسي السوداني إلى السودان، وغادر النرويجي إلى بلاده.
{ هل تم ترشيح أسماء جديدة؟
- أسماء الدبلوماسيين الجدد السوداني والنرويجي سيتم في وقت لاحق، وهذا يتوقف على عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.